قصة من قصص الأفلام ظهرت فى قرية المساوية بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، باستقبال أبناء القرية ابن عمومته الحاج "محمد بسطاوى محمد" البالغ من العمر 72 سنة، وذلك بعد غيابه عن القرية أكثر من 41 سنة مضت، وانقطعت أخباره تماماً خلال السنوات الماضية بعد السفر لليمن للبحث عن الرزق الحلال ولقمة العيش، وفوجئ أبناء القرية بأنه انتقل من اليمن للسودان واستقر بها وتزوج مرتين فيها، وبعد فترة قرر أن يعود لقريته ليكمل باقى حياته داخلها بعد رحلة الكفاح الطويلة بالخارج.
وفى هذا الصدد، يقول محمد عبد الدايم محمد ابن عم محمد بسطاوى، أنه سافر فى عام 1981 بعقد عمل فى دولة اليمن، وانقطعت علاقتهم به نهائياً بعد عامين من السفر لليمن، حيث إنه كان يعمل مدير بجمعية كومير الزراعية وسافر بعدما تلقى عرض كبير براتب شهرى 1300 ريال وقتها ليكون نفسه ويعود للزواج بالقرية، ولكن أخباره انقطعت تماماً خلال السنوات الماضية وظلوا يسألون عنه فى دولة اليمن ولم يتوصلوا إليه وفقدوا الأمل تماماً فى عودته.
ويضيف ابن عم العائد من سنوات الغربة الطويلة فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أنهم بعدما فقدوا الأمل احتسبوه عند الله وتوقفوا عن البحث عنه، وسارت الأمور بصورة عادية خلال السنوات الطويلة الماضية، وفوجئوا خلال الأيام الماضية بتلقى اتصال هاتفى يفيد بأن ابن عمه يعيش فى دولة السودان الشقيق ويبحث عن أقاربه لكى يعود إليهم.
فيما تحدث عوض على عبد الرسول ابن دولة السودان، أنه التقى بمحمد بسطاوى عام 1993 فى أم درمان بمنزل خاله عمر ونشبت بينهما علاقة محبة وأخوة وصداقة كبيرة، موضحاً أن مصر والسودان وبالأخص الصعيد يشبهون بعض كثيراً ، حيث تجمعهم نفس الأخلاق والكرم والعفة وغيرها من الصفات الحميدة، حيث إنه بعدما دخل فى صداقة مع الحاج محمد وجد فيه الصفات الجميلة وتزوجا سوياً شقيقتين لأكثر من 10 سنوات.
وقال الكابتن يحيى دياب إبراهيم من محافظة الوادى الجديد، أنه كان يعمل مدير عام الشباب والرياضة بالمحافظة وحالياً على المعاش وكان لاعب كرة سابق فى جيل الثمانينيات، حيث كانت البداية بتلقى اتصال من صديقه بالسودان بوجود مصرى لديهم من المساوية بإسنا وحالته الصحية متأخرة ويريد العودة إلى بلدته ليختم حياته داخلها بعد رحلة كفاح طويلة، وتواصل مع قيادات شباب ورياضة إسنا، وشارك فى عودة الحاج محمد بسطاوى إلى أسرته من جديد بمدينة إسنا بعد أكثر من 41 سنة من الكفاح والبحث عن لقمة العيش.
فيما قال الحاج محمد بسطاوى محمد 72 سنة، أنه كان موظفا فى جمعية قرية كومير الزراعية وبعدها أصبح مدير الجمعية، وسافر إلى دولة اليمن بعقد عمل بـ1300 ريال فى الشهر، ولكن عقد العمل كان مزورا، وقرر البحث عن عمل لتوفير نفقاته فى الغربة، موضحاً أنه كان متخصصا فى الميكنة الزراعية، ولم يجد عملا وظل يتنقل بين الورش سنة، وأصبح يمتلك مبلغا ماليا بسيط يعينه على الحياة وظل 3 سنوات ونصف فى اليمن، وتعرف على أصدقاء توجه معهم إلى السودان فى عام 1984.
ويضيف محمد بسطاوى بعد عودته لقريته، لـ"اليوم السابع"، أن مصر والسودان تجمعهما علاقة محبة أزلية فهما أعظم دولتين فى العالم، وتنقل فى العمل بالسودان حتى تزوج سودانية وقضى معها عدة سنوات وانفصلت عنه، وبعدها بفترة تزوج بأخرى وأنجب منها بنتين الأولى "ضحى" طالبة بكلية سياحة وفنادق فى جامعة الخرطوم، والثانية "سارة" طالبة بالثانوية العامة، وأصبحت لديه ورشة تجارة سيارات قديمة ومستعملة فى السودان، بجانب ورشة ميكانيكا، وأصبح فى علاقة محبة ومودة مع صديقه "عوض على" موظف بالمساحة فى السودان، وهو زوج شقيقة زوجته السودانية، وخلال الفترة الأخيرة شعر بمتاعب صحية وطلب من صديقه عوض أن يبحث عن قريته وعائلته ليعود إليها بعد تلك الرحلة الطويلة فى السفر والغربة بين مصر واليمن والسودان.
فيما وجه أبناء قرية المساوية بمدينة إسنا، خالص الشكر والتقدير للحاج عوض على عبد الرسول ابن دولة السودان، على دوره الكبير فى البحث عن أسرة صديقه وعديله الحاج محمد بسطاوى فى مدينة إسنا حتى توصل لأسرته، وقرر أن يعود ليعرف الجميع بالقرية من أقاربه وجيرانه قصته والغربة الطويلة بين الدول العربية للبحث عن لقمة العيش والرزق الحلال، حيث أنه بعد أكثر من 41 سنة سفر عاد أخيراً لبلدته بعدما فقد الجميع الأمل فى عودته لهم من جديد.
أهل-قريته-يشكرون-صديقه-السودانى-الذي-أعاده-لهم-من-جديد
جانب-من-استقبال-اقارب-الحاج-محمد-بسطاوى-له
سعادة-أبناء-القرية-بعودة-المغتب-من-40-سنة
فرحة-رجال-القرية-بعودة-إبنهم
فرحة-كبيرة-بعودة-الحاج-محمد-بسطاوى
محمد-بسطاوى-انتقل-إلى-السودان-عام-84-مع-أصدقاؤه
