ارتفاع عالمى لأسعار الوقود والغاز، خلال الفترة الأخيرة، جاء بعد محاولات التعافي الاقتصادي العالمي في من جائحة كوفيد-19 والذى أدى إلى زيادة الاستهلاك وبالتالي ارتفاع الأسعار، كما ساهمت الجغرافيا السياسية، فضلاً عن التحول في مجال الطاقة، في ارتفاع الأسعار، ويأتي تحول أوروبا وأجزاء من آسيا من استخدام الفحم لإنتاج الكهرباء، مما أدى إلى زيادة اعتماد العالم على الغاز وتقليص الإمدادات.
كما أن المضاربة والخوف من الاضطرابات الوشيكة قد يؤديان إلى ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق العالمية. وهذا بدوره قد يؤدي إلى تضخم فواتير الغاز للأسر والشركات، وهو ما جاء في تقرير مؤسسة "جلوبال بترول برايسز"، الذى أشارت فيه إلى الدول ذات التكلفة الأغلى للوقود، بسبب عدم قدرتها على استخراجه من الأرض، وعوامل أخرى، حيث تأتى هونج كونج في المقدمة حيث يبلغ سعر اللتر 3.265 دولارًا، والدنمارك 2.290دولار، و أيسلندا 2.284 دولارًا، و هولندا 2.181 دولار، ليختنشتاين 2.125 دولارًا، وإيطاليا 2.093دولارًا، واليونان 2.062دولار، وفى سويسرا 2.082دولار ، وفى النرويج 2.048 دولار، و فرنسا 1.982دولار ، فنلندا 1.924 دولار.
وتتحدد أسعار الغاز بالجملة بناءً على التكلفة التي يتحملها موردو الطاقة لشراء الغاز من المنتجين المحليين والدوليين، حيث ترتفع أسعار الغاز الطبيعي وتنخفض بما يتماشى مع الطلب العالمي، وفقًا لموقع market place ، وتميل أسعار الغاز إلى الارتفاع خلال الأشهر الأكثر دفئًا من العام بسبب ارتفاع الطلب والتحول إلى البنزين المخلوط في الصيف، كما يمكن أن يساهم اتجاه أسعار النفط الخام وعوامل أخرى في ارتفاع الأسعار عند محطات الوقود.
وأدت تغييرات مختلفة مثل مستويات إنتاج أوبك، وغزو روسيا لأوكرانيا، وإعادة فتح الاقتصاد الأمريكي بعد كوفيد-19، إلى ارتفاع هائل في أسعار الوقود حول العالم.
وبحثت الحكومات الأوروبية عن سبل لاستيراد كميات أقل من الطاقة من روسيا، التي كانت في السابق تزود الاتحاد الأوروبي بنحو 40% من الغاز المستخدم، ونتيجة لهذا ارتفعت أسعار المصادر البديلة للغاز، حيث تعهد الاتحاد الأوروبي بتقليص اعتماده على الغاز الروسي، ولكن في الوقت نفسه الذي كانت فيه الضغوط لإنهاء الاعتماد على الغاز الروسي، كانت هناك مخاوف موازية قصيرة الأجل من أن روسيا قد تفرض قيوداً إضافية أو حتى توقف إمدادات الغاز، رداً على المساعدات العسكرية التي تقدمها لأوكرانيا.
ومع توقف الدول الأوروبية عن شراء الغاز من روسيا، فإنها تحتاج إلى خفض صادراتها من الغاز بشكل كبير - وهو ما يزيد الضغوط على الإمدادات الدولية، واضطر العديد من الدول إلى الاعتماد على السوق العالمية للحصول على الغاز الطبيعي المسال الذي يمكن نقله حول العالم في السفن، بدلا من تسليمه عبر خطوط الأنابيب.
وبشكل عام، تتأثر أسعار الغاز بـ أسعار النفط الخام وتكاليف عمليات التكرير ونفقات التوزيع ورسوم تشغيل المحطة ومجموعة متنوعة من الضرائب، وفقًا لشركة GasBuddy.
وبعد استخراج النفط وتداوله في أسواق الطاقة، يتعين تكريره وتحويله إلى غاز، وتؤثر تكاليف التشغيل وصيانة المعدات والنقل جميعها في السعر الذي يدفعه المستهلكون عند المضخة.
وتساهم عمليات التوزيع والخدمات اللوجستية والتسويق أيضاً في زيادة أسعار الوقود بالتجزئة. وأخيراً، تساهم ضرائب الوقود، ورسوم معاملات بطاقات الائتمان، وتكاليف تشغيل محطات الوقود، ورسوم العلامات التجارية، والرسوم البيئية الإقليمية، في تحديد أسعار الوقود التي يراها المستهلكون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة