يعد معرض "مطبعة بولاق" من أهم المعارض الدائمة بمكتبة الإسكندرية، وهى أول مطبعة أميرية وأول مطبعة رسمية حكومية تنشأ على الإطلاق فى مصر، تقيم أسس صناعة للطباعة وتعمل على إحداث نقلة ليست نوعية فحسب بل نقلة كمية ومعرفية للعلم فى المنطقة العربية بأسرها.
وأجرى "اليوم السابع" جولة داخل متحف "مطبعة بولاق " بمكتبة الإسكندرية، يقول الدكتور أحمد منصور، مدير مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمى بمكتبة الاسكندرية، إن متحف "مطبعة بولاق" أهم وأول متحف لتاريخ الطباعة فى مصر، حيث يحتوى المعرض على ماكينات الطباعة القديمة الخاصة بمطبعة بولاق؛ التى تأسست فى عام 1820، ويضم المتحف، أقدم ماكينات الطباعة فى مصر، وهو المتحف الوحيد الذى يروى تاريخ الطباعة فى مصر.
وأوضح أن مصر عرفت الطباعة فى القرون الوسطى باستخدام القالب الخشبى، وفى 1879 ومع دخول الحملة الفرنسية إلى مصر، دخلت ماكينات الطباعة مصر، حينما أدخل نابليون بونابرتماكيناتين للطباعة الأولى بالحروف الأتينية والأخرى بالحروف العربية، وذلك بهدف طباعة المنشورات على المصريين خلال الحملة الفرنسية، ولكنهم تعرضوا للغرق فى خليج "أبوقير" فى المعركة الشهيرة بين الأسطول الفرنسى والانجيلزى، وبقايا تلك الماكينات موجود فى متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.
وأشار أحمد منصور إلى أن فكرة إنشاء مطبعة عند محمد على باشا بدأت فى سنة 1815 م عندما أوفد أول بعثة إلى مدينة ميلان لتعلم فن الطباعة، وتم البدء فى إقامة بناء المطبعة فى سنة 1235 هـ/ 1820 م ، ولم يمر سوى أشهر قليلة حتى كان البناء قد تم تشييده بمنطقة بولاق نظرا لموقعها على النيل والتى كانت تعتبر فى ذلك الوقت ميناء نهريا لشحن ماكينات الطباعة والكتب والأحبار، وأطلق عليها "محمد على" عدة أسماء مثل "مطبعة مصر البهية" و"دار السعادة"، وكانت أول مادة مطبوعة هى قاموس عربي- إيطالى صدر فى عام .1822
وكان محمد على يعول على إيطاليا فى إحداث النهضة الحديثة بمصر، وثانى كتاب تمت طباعته داخل المطبعة كان كتابا حول فنون الصناعة، لإحداث النهضة المرجوة فى الصناعة والتجارة، حيث كانت المطبعة بمثابة حجر الزاوية فى المشروع التنموى لـ"محمد على" فى القرن التاسع عشر.
وحول إنشاء متحف "مطبعة بولاق" داخل مكتبة الإسكندرية قال "منصور"، إنه فى عام 2006 ، تم تلقى إهداء كريم من وزارة التجارة والصناعة المصرية إلى مكتبة الإسكندرية لحفظ وصيانة ماكينات الطباعة، ومن هنا جاءت الفكرة فى إنشاء متحف يروى تاريخ الطباعة فى مصر، وتم إنشاء معرض مؤقت، تحول إلى متحف "مطبعة بولاق "، يحظى بزيارة الدارسين والباحثين فى تاريخ الطباعة سنويا.
وحول مقتنيات متحف مطبعة بولاق قال الدكتور أحمد منصور، أن المتحف ينقسم إلى 3 أقسام رئيسية، الجزء الأول يضم أقدم المقتنيات من عصر التأسيس، ثم الجزء الأوسط ويضم طفرات التحديث على الطباعة، والجزء الأخير ويضم الماكينات الحديثة التى حظيت بها المطبعة فى أواخر عهدها.
وحول تطور تاريخ الطبعة قال أنه فى عام 1956، أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار بنقل المطبعة إلى منطقة إمبابة على مساحة كبيرة جدا لتلبى إحتياجات الدولة فى ذلك الوقت، وأطلق عليها إسم "الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية" التى تهتم بطباعة كافة المستندات الرسمية للدولة.
وحول أقدم ماكينة طباعة فى مصر، قال أحمد منصور، أن المتحف يحتوى على "ماكينة جولدينج" أقدم ماكينة فى مصر وهى تعمل بالطريقة اليدوية، والتى تم استخدامها فى فترة مبكرة جدا من تاريخ مطبعة بولاق، يليها ماكينة الطباعة الحجرية، وهى آلة طباعة حجرية يتم تصميم النص على قالب من الحجر الناعم لحفر النص علية، ثم تتم عملية التحبير والطباعة، بالإضافة الى"الخزانة الحديدية المصفحة " التى ترجع إلى عصر تأسيس المطبعة منذ أكثر من 200 عام، والخزنة يتم فتحها بـ 3 مفاتيح حيث كان يتم تخزين فيها أختام محمد على.
وكذلك يحتوى المتحف على النص التأسيسى لمطبعة بولاق فى عهد محمد على، ومكتوبة باللغة التركية العثمانية ،كتبت 1820 مترجة باللغة العربية، بالاضافة إلى وحدة عرض تضم كل من العدد الأول من الوقائع المصرية، ونماذج الأحرف الخشبية، ووحدة العرض خاصة بالأحرف الرصاص للطباعة وأمامها مقص الأحرف الرصاص ثم إلى الخلف ماكينة الجمع الآلى "اللينوتيب"، وإلى جانبها ماكينة آلة طبع الأظرف ثم أكلاشيه النسر والصقر، ثم مكبس التذهيب، كذلك تحتوى المكتبة على وحدات عرض تعرض مجموعة من الكتب، وماكينة طبع البروفات، إلى جانبها نص التجديد الخاص الخديوى توفيق، ووحدات عرض تعرض مجموعة من الكتب، بالاضافة إلى كشف الحضور والانصراف وبطاقة أحد العاملين، والعدد الأول من الجريدة الرسمية، وأخيرا ماكينة التسطير، وقد قام الفريق البحثى بإنشاء موقع إلكترونى خاص بتراث مطبعة بولاق.
يذكر أن انشاء مطبعة هى السبب فى انشائها ،حيث استهل محمد على حكمه بإنشاء جيش نظامى يحكم به سلطته على البلاد، ولما كان لابد لهذا الجيش من كتب يتعلم فيها التقنيات والخطط الحربية، بالإضافة إلى أنواع الأسلحة المختلفة، وقوانين تحدد واجبات أفراده ضباطًا وجنودًا، فظهرت الحاجة الملحة لإنشاء مطبعة لطباعة ما يستلزم من كتب قوانين وتعليمات للجيش.
واستغرقت فترة تجربة الآلات والحروف وتوزيع العمال عليها وتدريبهم على أعمالهم فى المدة من يناير سنة 1822 م إلى أغسطس من نفس السنة، وبلغ العمل فى المطبعة أشده وبدأت المطبعة فى عملية الإنتاج الفعلى فى فيما بين أغسطس إلى ديسمبر سنة 1822 مو أصدرت أول مطبوعاتها فى ديسمبر سنة 1822 م.
وأدى إنشاء المطبعة إلى العناية بالكتب الدراسية فى العلوم العسكرية والطبيعية، خاصة فى الطب والرياضيات جنبًا إلى جنب مع كتب العلوم الإنسانية، خاصة تلك الأعمال التى عمد رفاعة الطهطاوى إلى ترجمتها، ويلاحظ أن ترجمة هذا النوع من المؤلفات قد نشط خلال الأربعينات بعد أن تقلص الجيش المصري، وتبرز أهمية هذه الترجمات فى أنها فتحت أكثر من باب فى اتجاه تكوين المثقف الجديد فى مصر ثقافة مدنية معاصرة.
النص-التأسيسى-للمطبعة-طبع-عام-1820
أول-عدد-من-الوقائع-المصرية
خزينة-الاختام-المصفحة
دفتر-حضور-و-انصراف-يعود-الى-تأسيس-المطبعة
طباعة-النسر-شعار-الجمهورية
طريقة-عمل-أقدم-ماكينة-طباعة
ماكينات-أكثر-حداثة-فى-الطباعة
ماكينة-جولدينج_2
ماكينة-صناعة-الأظرف-الورقية
ماكينة-طبع-الزخارف-الذهبية
مكان-وضع-القالب-الحجرى
أقدم-ماكينة-طباعة-فى-مصر
الاحرف-الخشبية
الاحرف-الرصاص
الة-الطباعة-الحجرية
الجزء-الاوسط-من-المتحف-الاكثر-حداثة
الحروف-الخشبية_1
الخزينة-المصفحة
الدكتور-أحمد-منصور-رئيس-مركز-دراسات-الخطوط
الطباعة-الحجرية_1
الماكينة-تعمل-يدويا
الماكينة-جولدينج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة