يكشف كتاب قصة روسيا للمؤرخ والكاتب البريطانى أورلاندو فيجز بشكل منهجي، عن طرق صنع الأسطورة وكيف أعاد حكام روسيا صياغة الأساطير القومية لتناسب طموحاتهم وطموحات شعوبهم، بل واستخدامها كجدار دفاعي يحشد الناس حوله، وأحيانًا كتميمة لتدعيم مكانة موسكو كمنقذ للغرب وفي كثير من الأحيان جميع ما سبق في وقت واحد.
في يوليو 2021 نشر فلاديمير بوتين قصته الخاصة عن روسيا وهي مقالة من 5000 كلمة عن الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيين والتي يمكن قراءتها الآن كمبرر لتحركاته بعد سبعة أشهر.
بالعودة إلى ضباب الأسطورة، يرى بوتين أوكرانيا على أنها حصان طروادة، ويظن أنها "مشروع مناهض لروسيا" منذ القرن السابع عشر وأن الدولة الحالية تقع على "أراضي روسية تاريخية".
وكما يوضح فيجز، فإن أي شخص لديه فهم أولي لشكل أوروبا، من برلين إلى جبال الأورال، سيعرف أن الحدود تحددها القوة، وليس بعض الروابط العرقية الصوفية، اقلب أي أطلس تاريخي على مدى الألف عام الماضية وستظهر الدول وتختفي وتتنقل بانتظام مذهل ولكن معبر، وبالعودة إلى التاريخ سنكتشف مثلا أن الإمبراطورة كاثرين، وهي ألمانية، قد أسست مدينة أوديسا (يستخدم فيجز التهجئة الروسية للمدن الأوكرانية بشكل مثير للاهتمام) للاستيلاء على تجارة الحبوب العالمية في عام 1794، ولكن قبل ذلك بسنوات قليلة، كان ساحل البحر الأسود جزءًا من الكومنولث البولندي الليتواني.
يسجل فيجز تركيز بوتين على تعديل فكرة الاهتمام بالتاريخ المركزية في الخيال الروسى حين قام في عام 2021 بشكل مباشر من خلال إغلاق Memorial وهى مؤسسة اشتهرت بجمعها المعلومات عن الماضى والتاريخ في روسيا.
كما يشير فيجز إلى أهمية الخطاب الذي ألقاه البطريرك كيريل في "يوم المغفرة"، والذي وصف فيه الحرب في أوكرانيا بأنها حرب من أجل "الخلاص البشري"، مذكّرًا الناس بأن موسكو والكنيسة الأرثوذكسية هم المنقذون للمسيحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة