احتفظ الستينى سليمان علوانى، بكثير من مقتنيات وأدوات معيشة ورثها من أجداده، أبناء محافظة مرسى مطروح، ويعرضها فى معرض مفتوح بمزرعة خاصة به تحت ظل أشجار تحيط بالمكان بقرية سيدى عبد الرحمن على بعد 24 كيلو من أبراج مدينة العلمين الجديدة على الساحل الشمالى، وفيها يعلم أحفاده تاريخ وتقاليد وعادات الأجداد، ويستقبل ضيوفه وزوار المكان بينهم شباب يشرح لهم بفخر فصول من الماضى.
روى سليمان علوانى، لـ"اليوم السابع"، حكايته مع عشق التراث بقوله إنه يفتخر أنه ابن الساحل الشمالى، الذى يشهد كل هذه الطفرة من نماء وتعمير صعدت به للعالمية، حتى أصبح قطعة من أجمل بقاع مصر.
وأضاف انه وهو يفتخر بالحاضر لا ينسى الماضى، وأيامه الجميلة فى صحراء مطروح وشظف العيش الذى عاشوه وتنقلهم على ظهور الإبل لمسافات طويلة، بحثا عن الماء عندما كانت موارد اقتصادهم لا يزيدك عن زراعات شتوية موسمية وتربية الابل والاغنام، لافتا إلى أنه عايش وتعايش مع تلك الأيام فى طفولته وصباه.
وأشار سليمان علوانى، إلى أن عمره الآن 65 عاما وعلى هامش يوميات حياته يأتى الأهم بالنسبة له، وهو حفظ تراث الأجداد، ومحاولة إحيائه فى عقول وقلوب الأحفاد وجيل الشباب، ومن يجهلون تاريخ مناطقهم وتشكيلاتها الاجتماعية من الزوار.
وقال إنه لذلك حرص أن يحول مزرعة يمتلكها بنطاق منطقة أولاد علوانى بقرية سيدى عبد الرحمن، لمعرض تراثى مفتوح فيه جمع كثير من أدوات الماضى لتصنع أجواء معايشة لما كان، وحرص أن تكون كافة سبل المعيشة فيها بطريقة تقليدية طبيعية كما كانت بدون تغيير وتجميل، حيث تم حفر بئر مياه لرى المزروعات، وعمل مجسم لطريقة الحصول على المياه من البئر بالدلو، وبناء خيمة بدوية فيها الجلسات الطبيعية، وعمل أسوار من حصى الأرض.
وأضاف أنه حرص أن تكون وسيلة الإعاشة والضيافة فى المكان كما كان فى ماضى الأجداد، حيث فرن الخبز التقليدى، وصناعة المندى وعمل الشاى وجميعها يعتمد على نار الحطب، وتزيين المكان بأدوات طحن القمح والشعير قديما وهى الرحى، وإحضار أجزاء من أدوات ماكينة درس القش مع تزيين وتجميل الجدران بمكونات الطبيعة من احجار وصخور، وزراعة نباتات وسياج من اشجار الظل لتعطى المكان رونق الطبيعة.
وقال إنه يستقبل فى المكان أحفاده يوميا خلال فترة المساء ليتعايش الجميع مع البيئة الطبيعية، ويمارسون فيها طقوس الأجداد، فضلا عن معايشة طبيعية مع الزوار من الأصدقاء ومن يعشقون البحث والدراسة والتعلم فى كل ما يخص تاريخ وتراث المنطقة من طلبة المدارس والجامعات والباحثين، وكذلك زوار مدينة العلمين من الضيوف العرب الذين يميلون لمثل هكذا اماكن.
وقال إنه سعيد بكونه يحفظ الماضى فى أجمل بقعة فى مصر تعايش الحاضر والمستقبل، لافتا إلى أن منطقة العلمين وسيدى عبد الرحمن هى منطقة واحدة، واسم سيدى عبد الرحمن نسبة لولى صالح دفن فى المكان ولا يزال ضريحه ماثلا لليوم وإليه يصل أحباب ومريدين لزيارته.
وأشار أن على ساحل المنطقة بدأت أول بشائر استغلال المكان سياحيا فى الستينيات، بفندق أنشأه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وفى سنوات لاحقه توالى العمران بإنشاء قرى سياحية، ولكن طفرة العمران الحقيقية بدأت خلال الـ10 سنوات الأخيرة بكم من الخدمات بينها مطار وكبارى وطرق مجهزة وواجهات سياحية تعد هى الأشهر على مستوى العالم.
بئر
سليمان-علوانى
سليمان-علوانى-والبئر
سليمان-علوانى-وحفيده
سليمان-علوانى-يحافظ-على-التراث
سليمان-علوانى-يعلم-احفاده
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة