ألكسندر سولجنيتسين، أديب ومعارض روسى، رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 3 أغسطس من عام 2008م، بعد المرور بمحطات كثيرة خلال حياته، حيث أنه بسبب موقفه السياسى تعرض للكثير من الأزمات، ونتج عن ذلك قيام الاتحاد السوفيتي بطرده من البلاد وتجريده من جنسيته بسبب معارضته للحكم، وذلك فى 13 فبراير عام 1974.
ولقد نقل وجهة نظره أو عكس للعالم ما يحدث داخل بلاده من خلال أعماله فعلى سبيل المثال نشره فى عام ،1962 كتاب "يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش" الذي نقل من خلاله للعالم أهوال الجولاج أثناء فترة حكم ستالين، وقد أثار هذا الكتاب الأول ذهول كل من قرأه بسبب ظروف الاعتقال القاسية والأعمال الشاقة التي عانى منها السجناء داخل هذه المعسكرات.
وبسبب ما جاء في روايتيه "أرخبيل جولاج" و"يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش"، أثار سولجنيتسين غضب السلطات السوفيتية التي لم تتردد خلال منتصف السبعينيات في تصنيفه كخائن ومذنب ليطرد بذلك هذا الأديب من بلده ويجبر على المكوث لعقود طويلة بالمنفى، وقد نقد " سولجنيتسين" من خلال روايته نظام معسكرات العمل القسري السوفيتية ومعاناة المعتقلين داخلها.
ولقد أثارهذا الكتاب غضب المسئولين السوفيت الذين لم يترددوا عام 1974 في سحب الجنسية من سولجنيتسين وطرده من البلاد ليجبر بذلك الأخير على الرحيل نحو ألمانيا الغربية قبل أن يهاجر فيما بعد للولايات المتحدة الأمريكية، وقد ظل سولجنيتسين منفيا خارج بلاده لنحو 20 عاما حيث لم يتمكن هذا الأديب الروسي من العودة لوطنه سوى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وعلى الرغم من ذلك إلا أنه حصل على أعرق جائزة فى العالم وهى جائزة نوبل فى الأدب فى عام 1970م بفضل موقفه السياسى ومجهداته الأدبية التي نقدت الجولاج بالاتحاد السوفيتي، كتكريم له على مؤلفاته التي وصف من خلالها أهوال مراكز العمل القسري السوفيتية، أثناء فترة حكم جوزيف ستالين، وأصبح ذا شهرة عالمية واسعة.