حظرت الصين مؤسسات مالية تايوانية رئيسية من التعامل مع مؤسسات مالية صينية، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إلى تايوان، حسبما ذكرت شبكة العربية، كما أعلنت الصين اليوم وقف صادراتها من الرمال إلى تايوان اعتبارا من اليوم بعد زيارة نانسي بيلوسي لتايبيه، حسبما ذكرت شبكة سكاى نيوز، وأثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إلى تايوان غضب الصين، ما أدى إلى إعلانها استنفار عسكري كبير وإجراء مناورات عسكرية ضخمة حول جزيرة تايوان.
وتعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية تعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، لكن قادة تايوان يقولون إنه من الواضح أنها أكثر من مجرد مقاطعة، مشددين على أنها دولة ذات سيادة.
وتتمتع تايوان حالياً بحكم ذاتي على الرغم من أن بكين تعدها إقليما متمردا على سلطة جمهورية الصين الشعبية الكبرى و"لا يجب أن تتمتع بأي نوع من الاستقلال"، أما تايوان فترى أنها الأحق في حكم كل من تايوان وجمهورية الصين الشعبية.
وكانت تايوان (الاسم الرسمي لها جمهورية الصين الوطنية) تابعة للصين الشعبية حتى عام 1859، ثم خضعت لسيطرة اليابان وفقاً لمعاهدة "سيمونسكي"، ولكن عادت للسيطرة الصينية بعد هزيمة اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وشهدت الصين حرباً أهلية دارت بين الشيوعيين (جمهورية الصين الشعبية) والكومينتاج (تايوان) وانتهت بتأسيس الشيوعيين لجمهورية الصين وعاصمتها بكين عام 1949، وبقيت ثلاث جزر كبيرة خارج سيادة جمهورية الصين الشعبية، قبل استعادتها وهي هونج كونج التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني حتى عام 1997، وماكاو التي كانت خاضعة للبرتغال وفورموزا المستقلة (التي اتخذت لاحقا اسم تايوان).
وازداد التوتر بين تايوان والصين بعد أن فرضت الولايات المتحدة، الداعمة لتايوان، عقوبات على الجيش الصيني في الآونة الأخيرة، إلى جانب الحرب التجارية بين البلدين وتعزيز تايوان والصين المتزايد لوضعيهما العسكري في بحر الصين الجنوبي.
وتدهورت العلاقات بين الصين وتايوان أكثر منذ تسلم تساي إينج ون، رئاسة تايوان في عام 2016، وتنتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يميل للاستقلال.
ولا تزال قضية تايوان من بين أكثر القضايا إثارة للجدل بين الولايات المتحدة والصين، فقد برزت كنقطة صراع خطيرة، يخشى المسؤولون الأمريكيون من تحرك صيني وشيك في الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، ومنذ نشر خبر زيارة بيلوسي إلى تايبيه، تدفع تحذيرات من بكين وجهود منسقة من قبل إدارة بايدن إلى منع التوترات المتصاعدة من الخروج عن نطاق السيطرة، وظهر هذا واضحاً في المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعتين و17 دقيقة الأسبوع الماضي حين وجه الرئيس الصيني شي جين ينج تحذيراً ينذر بالسوء إلى بايدن.
وسط ظلام دامس، وإجراءات أمنية مشددة، نزلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسي في مطار تايوان، اليوم الثلاثاء، فيما قال التليفزيون الصيني، إنه تم إرسال طائرة مقاتلة Su-35 التابعة للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني إلى مضيق تايوان.
وكانت محطة بيلوسي في تايبيه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس مجلس النواب الأمريكي تايوان منذ 25 عامًا. تأتي رحلتها في مرحلة متدنية من العلاقات الأمريكية الصينية، وعلى الرغم من تحذيرات إدارة بايدن من التوقف في تايوان.
وفور وصولها قالت رئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي: زيارة وفدنا لتايوان تفي بالتزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان.
وغردت على تويتر قائلة: "تؤكد مناقشاتنا مع القيادة التايوانية دعمنا لشريكنا وتعزيز مصالحنا المشتركة، بما في ذلك تطوير منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والحرة".
وفيما أكدت بيلوسي أن زيارتها لا تتعارض "بأي شكل" مع السياسات الأمريكية التي تعترف بـ"صين واحدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة