لم تحقق الثلاثية المجد لنجيب محفوظ فقط بل وضعته فى طليعة الروائيين العرب بامتياز، فإذا ما اختار أى كاتب أفضل الأعمال الروائية فسيختار دون شك الثلاثية على رأسها، وهو ما يتجلى فى تصنيف اتحاد الكتاب العرب لأفضل مائة رواية الذى تحتل فيه الثلاثية المرتبة الأولى.
ويعود الفضل فى ذلك إلى عدة أسباب أهمها أنه لم تعرف فى العالم العربى ثلاثية بهذا الحجم فكل من الروايات الثلاث قصر الشوق وبين القصرين والسكرية تعكس زخما روائيا كبيرا بل إنها من ناحية الحجم تعد من الحجم المتوسط وبالتالى فالثلاث روايات معا ذوات حجم ضخم جدا من ناحية المحتوى والتأريخ وتناول فترة زمنية عريضة تؤرخ لحال مصر فى القرن العشرين.
وإن كان للثلاثية قرين فى الغرب مثل البحث عن الزمن المفقود لمارسيل بروست أو عوليس لجيمس جويس فلم يكن لها مثيل فى الشرق ما خلق اهتماما كبيرا بها فى الوطن العربى جعلها محور مشوار نجيب محفوظ الروائى وجوهرة تاجه.
الشخصية الرئيسية بالروايات الثلاث هى شخصية السيد أحمد عبد الجواد والسرديات الثلاث تتبع قصة حياة كمال ابن السيد أحمد عبد الجواد من الطفولة إلى المراهقة والشباب ثم الرشد، وأسماؤها مأخوذة من أسماء شوارع حقيقية بالقاهرة بحى الجمالية التى شهدت نشأة نجيب محفوظ.
وعند صدور الثلاثية فى منتصف الخمسينيات فوجئ محفوظ باهتمام كثير من النقاد بأعماله السابقة حتى أن الناقد المصرى لويس عوض كتب مقالا عنوانه نجيب محفوظ.. أين كنت، سجل فيه أن الحفاوة بمحفوظ مبررة لكنها تدين النقاد الذين تجاهلوه طويلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة