من حقنا أن نحتفل بالأديب العالمى نجيب محفوظ، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله السادسة عشرة، حيث رحل فى 30 أغسطس من سنة 2006، عن عمر ناهز الـ 95 عاما، لكن مع ذلك أتذكر يوم رحيله، حيث خيم الحزن على الناس فى كل شوارع القاهرة، لأنهم كانوا يعرفون أنهم فقدوا قيمة لا تعوض، لقد كان نجيب محفوظ بقلمه قادرا على منح الناس والأشياء جانبا كبيرا من الخلود.
نحن نهتم بإرث نجيب محفوظ، وسوف يهتم به من يأتى بعدنا أيضا، هذا شأن العظماء، فلا يتوقف الناس عن تأمل تجربتهم، ومحفوظ صاحب تجربة عظيمة، ومن حسن حظه أن هذه التجربة متعلقة بإبداعه، إنه امتداد طبيعى لأجداده المصريين القدماء الذين كانوا يخلدون ما يهمهم ويمنحونه أبدية، وهكذا نجيب محفوظ كل ما كتب عنه خالد، الشوارع والناس، والأفكار والعقائد، والسنوات والحوادث، والخيال أيضا، كلما ذكرنا ألف ليلة وليلة تذكرنا ما قدمه نجيب محفوظ فى ليالى ألف ليلة، كلما تحدثنا عن الفراعنة تذكرنا ثلاثيته التاريخية التى تعرض فيها لتاريخ مصر القديم، أما القرن العشرون فقد وثق محفوظ روحه، نعم، كتب التاريخ توثق الأحداث وما يجرى فى الأيام، لكن الروايات توثق روح الزمن.
بالطبع سوف نجد نماذج كثيرة ناجحة وكتاب متحققون، لكن أعتقد أن تجربة نجيب محفوظ لن تتكرر مرة أخرى، وذلك لأسباب تتعلق بشخصية نجيب وظروفه، رحمه الله، لقد كان حالة مكتملة من الفن والإبداع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة