لا حديث يعلو في الساحة خلال هذه الأيام، عن الحديث حول الثانوية العامة والنتائج و"مجاميع" الطلاب، وأحلام كليات القمة، ورغبة أولياء الأمور في الحاق أبنائهم بأفضل الكليات والجامعات.
وفي حقيقة الأمر، تبقى "الثانوية العامة" نقطة فارقة في حياة كل طالب، وتحدد بشكل كبير مستقبله، ومن ثم يكون اهتمام أولياء الأمور بحصول أبنائهم على أفضل الدرجات أمرا مشروعا.
لكن الواقع العملي، يؤكد أنه ليس بالضرورة أن يكون الناجحون في المجتمع من خريجي كليات القمة، فكم نرى ونسمع يوميا قصصا عن المبدعين والموهوبين من كليات أخرى، الأمر الذي يستلزم معه، عدم الضغط على الأبناء، وترك مساحة الاختيار لهم، على أن نكتفي بالنصح والإرشاد والتوجيه، دون قسوة أو إجبار، حتى يتحمل الابن من الآن مسئولية نفسه، ونفسح له المجال للإبداع فيما يحب، لعلنا نرى موهوبين في مجال عدة.
لا تجبروا أبنائكم على كليات بعينها، ولا تخافوا على مستقبلهم، واتركوا لهم العنان للبحث عن أحلامهم، والعمل على تحقيقها، حتى نراهم أجيالا ناجحة، تعمل فيما تحب وترغب، فتبدع وتضيف لنجاحات بلادنا نجاحا.
هونوا على أنفسكم، واحترموا قدرات أبنائكم، فلا ترغموهم على شيء، وتأكدوا أن المستقبل كله بيد الله، ولكن علينا السعي والاجتهاد فقط، وليس بالضرورة أن يكون النجاح حليفا لأصحاب الدرجات المرتفعة في الثانوية العامة، فكم من موهوب ومبدع سلك مسارًا وحقق نجاحات ولم يكن حاصلا على مجموع مرتفع في الثانوية.
اتركوا المجال أمام الموهوبين للالتحاق بالكليات التي يرغبوها، حتى نرى منهم عظماء ورائدون في مجالاتهم، يرفعون اسم مصر في المحافل الدولية.