تبقى مصر هى البداية وهى النهاية.. وتبقى الإجابة دائما هى القاهرة القائدة الرائدة، وهى المحور والمركز فى التصدر لقضايا وأزمات أمتها العربية وفى القلب منها القضية الفلسطينية.
الكل يدرك قيمة الدور المصرى ويثق فيه ويلجأ اليه ويلوذ به فى كل مرة يتعرض فيها الشعب الفلسطينى إلى الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة والمتكررة على قطاع غزة.
وقت الشدائد تظهر المعادن، ومعدن مصر وقائدها أصيل ومنحاز دائما لأمته وشعبها ضد أى عدوان ظالم وغاشم، لتؤكد دائما أن فلسطين قضية مصر الأولى، وأن مصر كانت وستبقى قلب العروبة النابض.
لا تهتم مصر وقيادتها ولا تلقى بالا أو تنشغل بأية مزايدات صبيانية ومتاجرات سياسية على دورها الطبيعى والتاريخى فى الدفاع عن الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، بعيدا عن الانتهازية السياسية لبعض الأطراف فى الداخل الفلسطينى أو خارجه على حساب مأساة الشعب الفلسطينى وخاصة فى غزة.
فوقف الاعتداءات والوصول إلى الهدنة بالأمس ووقف نزيف الشهداء والضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، لم يكن له أن يحدث عبر المراهقات السياسية والشعارات الجوفاء والبطولات الزائفة من عواصم مازالت تسعى لتحقيق مشروعها التوسعى، على حساب دماء الشعب الفلسطيني. ولولا أن سارعت الدولة المصرية بأجهزتها المعنية، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالاتصالات المستمرة مع جميع أطراف الأزمة فى غزة وتل أبيب لاستمر العدوان الإسرائيلى ونزيف الدم، فقد أسفر العدوان عن سقوط 45 شهيدا علاوة على مئات الجرحى والمصابين
نجحت مصر فى التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار ودخل حيز التنفيذ قبل منتصف ليل أمس بعد ثلاثة أيام من الاعتداءات التى شهدت قيام إسرائيل بضرب أهداف لحركة الجهاد الإسلامى فى القطاع وقيام الحركة بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.دخلت أولى الشاحنات التى تحمل الوقود إلى قطاع غزة الاثنين قادمة من معبر كرم أبو سالم الذى أعادت إسرائيل فتحه بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامى ولتعود الكهرباء إلى منازل غزة مرة أخرى
الكل اعترف بالدور المصرى ووجه الشكر للقيادة المصرية على تحركها السريع وبذل جهود كبيرة حتى تمت التهدئة ووقف اطلاق النار وحماية الشعب الفلسطينى الشقيق ووقف نزيف الدم، الكل وجه الشكر لمصر على موقفها ودورها
هذه ليست المرة الأولى التى تتدخل فيها مصر لحماية الشعب الفلسطينى من العدوان الإسرائيلى فقد توالت الحروب على غزة من ديسمبر 2008 إلى يناير عام 2009، وصولا إلى عامى 2012 و2014 وحتى العام الماضى 2021 والتى استمرت 11 يوما ونتج عنها استشهاد 255 فلسطينيا. وليس هناك ضرورة للتذكير بالتاريخ والتضحية بآلاف الشهداء من أجل القضية الأم
أيا كانت أسباب العدوان الغاشم على غزة، فالمأساة مستمرة وكأنه قدر الشعب الفلسطينى فى غزة أن يدفع ثمن حسابات ومصالح وانتهازية سياسية بين بعض الأطراف داخل غزة وساحة لتصفية الحسابات بين تل ابيب وأطراف إقليمية آخرى على حساب الدم الفلسطينى
ولا أحد يريد أن يستمع لصوت العقل من القاهرة لحقن الدماء والسعى إلى الحل من اجل حياة طبيعية وكريمة للشعب الفلسطينى، فالنزاعات والصراعات الداخلية على النفوذ والسلطة لن تؤدى إلى حل بل إلى مزيد من الانقسامات على حساب ما تبقى من القضية الفلسطينية
مصر لن تتخلى أبدا ومواقفها ثابتة تجاه القضية الفلسطينية وستبقى هى الملجأ والملاذ والمنقذ لأهلها فى غزة دون مزايدة سياسية فارغة على الدور والموقف المصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة