"أنا زوج اكتوى بنار "بيت العيلة"، وللأسف هذه العائلة عائلتي أنا. يؤسفني أن أقول إن أهلي خربوا بيتي. كانوا دائمًا يثيرون المشاكل مع زوجتي لأني كنت أعيش معهم في "بيت العيلة". طردوني أنا وهي وابننا الرضيع في نصف الليل من شقتنا. زوجتي رفضت ترجع مرة أخرى للبيت، وأنا بغبائي تركتها وابني 4 أشهر كاملة. لم أسأل عنهم وفعلت كل شيء لأرضي أهلي، ولكن هذا لم يكن كافيًا لهم فطردوني مرة أخرى من الشقة.
الآن تركت المحافظة كلها وانتقلت لمحافظة أخرى بعد أن التحقت بعمل جديد، وبعد راتبي الضعيف أصبح راتبي الآن الضعف. كل حلمي أن أستعيد زوجتي وابني لكنها ترفضني. تقول إنهما تعودا على غيابي ثم قالت لي كلم أهلي إن وافقوا عدت.
نفسيتي تعبت من المعافرة وأهلي ربوني على الخوف وضعف الشخصية. أخاف من مواجهتهم بخطأهم. يتحكمون حتى في النفس الذي أتنفسه. لكن الحمدلله الآن تركت لهم كل شيء لأعيش حياة طبيعية مثل أي شخص، فكيف أستعيد زوجتي؟"
القارئ العزيز، رسالتك تقول بوضوح أنك تعلمت الدرس جيدًا. تشريحك للمشكلة وأسبابها، وحتى مواجهتك نفسك بعيوبك أمر جيد للغاية. قطعت نصف الطريق نحو الحل بالفعل باستغنائك عن نقطة الضعف التي كانت تجعل أهلك يتحكمون في حياتك وهي اعتمادك على الشقة في بيت العائلة، ربما بسبب راتبك الذي كان ضعيفًا. هيأ الله لك الظروف، مع سعيك، لتحظى بفرصة جديدة للابتعاد عنهم. رفض زوجتك للعودة لا يبدو قاطعًا. هي تحافظ على كرامتها وهذا حقها. هي فقط بحاجة لأن تطمئن على استقرار حياتها معك، وتطمئن على أنها لن تعيش مهددة وأنك ستكون صاحب قرارك في حياتك، فهل تجد في نفسك ذلك؟
تقول إنك تربيت على الخوف وضعف الشخصية والخوف من المواجهة، فهل بعد تحديدك لهذه العيوب تأخذ خطوات للتخلص منها؟ جزء من المسؤولية يتحمله أهلك إذا أخطأوا في تربيتك وتنشئتك، ولكن الجزء الأهم من المسؤولية تحمله أنت الآن بأن تعالج تلك العيوب في شخصيتك. لست مسؤولاً عما حدث في الماضي حين كنت طفلاً ولكنك مسؤول عن حياتك الآن ومسؤول عن تطوير شخصيتك الآن وعن استقرار علاقتك بزوجتك وعن أن تكون قدوة حسنة لطفلك فمن الأفضل أن يكبر بين والديه، وأن يرى والده شخصًا قوي الشخصية يتولى زمام الأمور بحياته. وربما يفيده كثيرًا أنك تلمس مدى فداحة الأخطاء التي ارتكبت في تربيتك فتتجنبها معه ويصبح نسخة أفضل بكثير.
قبل أن تكلم أهل زوجتك من المهم أن تكون اتخذت خطوات فعلية تجاه حسم هذه المشكلات التي رصدتها في شخصيتك. ربما يفيدك اللجوء إلى معالج نفسي يساعدك بتدريبات وعلاج سلوكي على التخلص من كل آثار الماضي. بعدها تحدث مع زوجتك بوضوح وشفافية عن مدى ندمك على خطأك بحقها وحق ابنكما، وأنك وضعت يدك على الأسباب وفي طريقك إلى الحل. ثم تكلم مع أهل زوجتك وقدم لهم ما يكفي من ضمانات على أنك ستصون كرامة ابنتهم وتحافظ على استقرار حياتها.
بعد أن تنهي رحلتك مع المعالج وتتأكد تمامًا من أنك أصبحت قادرًا على المواجهة سيكون رائعًا أن تتواصل مجددًا مع أهلك من أجل صلة الرحم. إذا تمكنت من مواجهتهم بما تشعر به وما ترى أنهم أخطأوا به بحقك افعل ذلك، وإذا لم تتمكن يمكن أن تكتفي بفتح صفحة جديدة معهم تضع فيها حدودًا واضحة وصارمة ولا تسمح لهم أبدًا بالتدخل في علاقتك بزوجتك ولا التدخل في حياتك أو قراراتك. وضع بينك وبينهم مسافة آمنة لكن في الوقت نفسه تحافظ على صلة الرحم لأن لا أحد يستغنى تمامًا عن أهله.
خدمة وشوشة
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.