عادل السنهورى

رد اعتبار بليغ حمدي

الإثنين، 12 سبتمبر 2022 08:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه المرة وفى ذكرى مرور 29 عاما على رحيل المايسترو الموسيقار الموهوب أمل مصر في الموسيقى بليغ حمدى لن أتطرق كثيرا إلى تاريخه وموهبته وفنه وموسيقاه وألحانه التي باتت علامة مسجلة باسمه يعرفها عشاقه ومحبيه منذ منتصف الخمسينات وحتى الآن وفي المستقبل أيضا.
 
لكن حان الوقت لكي نعيد الاعتبار رسميا لاسم بليغ حمدي وقيمته الفنية الاستثنائية في تاريخ الموسيقى العربية والشرقية، نعيد الاعتبار لشخص بليغ الذي عاش ومات عاشقا ومحبا وهائما في تراب هذا الوطن بانتصاراته وانكساراته في عزه ومجده وفي هزائم. عاش الانتصارات ولم ينكسر أو يهرب أو تصيبه معاول اليأس بالإحباط والعزلة في الهزيمة والانكسار بل قاد وحده سلاح الموسيقى وبصوت حليم وعفاف وبكلمات الأبنودي وعبد الرحيم منصور ليبشر بالأمل في الصمود والعبور والنصر حاملا مصباح موسيقاه مثل " ديوجين" ليحفز الشعب ويدفعه الى تحطيم قيود اليأس وهتك ستائر الظلام  والاستعداد للمعركة.
 
تعرض بليغ حمدي في حياته لأقسى أنواع الظلم والاحساس بالمرارة والانكسار.. جاءته الطعنة من المعشوق الأول والأخير ومن حبه الدائم وجد نفسه متهما في قضية عبثية محاطا بأسوار الشك والظنون ثم العزلة وما أقساها من عزلة من الذين يعتقدهم أحباء وأصدقاء .تخلى عنه من أغدق عليهم بفنه وماله وعطاءه اللامحدود، غادر وطنا رغما لعل يجد في المنفي الباريسي مثوى يلجأ اليه ويحتمي فيه ويلوذ به من غدر الزمن.
 
كانت غربة قاسية تركت بصماتها على ملامحه وآثارها في قلبه المكلوم، لم يسأل عنه الا القليل، ولم يشفع له عند الحكم أنه بليغ ابن يوليو وابن أكتوبر وابن مصر، كيف تتخلى عنه السلطة في قضية ملفقة لفتاة ليل راحت ضحية أوهامها، يعود بعد حكم البراءة الى مصر لكنه عاد بليغ آخر وكأنه جاء ليحقق حلمه الأخير أن يحتضنه تراب الوطن فيموت بعدها بعام تقريبا وكأنها كانت عودة الوداع يا بليغ.
 
آن الأوان لإزالة غبار الظلم عن شخص بليغ ورد الاعتبار له ولفنه ولزمنه... وهذا هو دور الجهات المعنية سواء نقابة المهن الموسيقية ومن بعدها وزارة الثقافة.. بتخصيص جائزة سنوية -مثلا للمواهب الغنائية والموسيقية جائزة بليغ حمدي الموسيقية وترعاها النقابة والموسيقى والقنوات الفضائية.
 
رد الاعتبار الآخر هو ترشيح اسم بليغ حمدي  للحصول على احدى أوسمة الدولة رفيعة المستوى تقدير له ولما قدمه لمصر في السراء والضراء، فبليغ تحمل وحده عبء تلحين نصف أغاني 67 و73 بحب وتفاني وإخلاص وبدون مقابل تقريبا، فهل هذا لا يؤهله للحصول على وسام في قيمة وسام الكمال الذي حصلت عليه السيدة أم كلثوم.
 
ومن هنا طالب أيضا في إطار رد الاعتبار الحقيقي بترشيح اسم بليغ لإحدى الجوائز التقديرية في الفنون والموسيقي هذا العام أو العام المقبل.
 
ثم.. يبقى الأمل في انجاز عمل فني درامي يحكي مشوار بليغ حمدي في الحياة وفي الفن . عمل فني يليق به مثل أم كلثوم. 
يكفي بليغ حمدي أنه مازال صاحب الرقم القياسي  في الإنجاز والاعجاز الموسيقي الغير مسبوق، فهو الأعلى إنتاجا، فقد ترك أكثر من 3 آلاف لحن، وهو صاحب الألحان الأكثر تنوعا والأكثر توزيعا، لحن لكل مطربى مصر والعرب تقريبا من أم كلثوم إلى حليم وشادية وصباح ونجاة وعفاف راضى وفايدة كامل ومحرم فؤاد وهدى سلطان وحتى أحمد عدوية، علاوة على كبار الفنانين العرب مثل محمد عبده وطلال مداح وسميرة سعيد وعزيزة جلال وسعدون جابر..
 
بليغ ليس مجرد ملحن فقط من مصر لكنه هو الموهبة الموسيقية التي أحدثت ثورة في الموسيقى الشرقية وحقق تطورا لافتا فيها من بعد عمالقة التلحين فى القرن العشرين أمثال سيد درويش والسنباطي ومحمد عبدالوهاب.. فهو أن يستحق أن يكون «موزارت العرب» وبيتهوفن الشرق وفرانز شوبرت العصر وغيرهم.. لكنه فى الحقيقة هو بليغ حمدي  وفقط 
وهذا يكفيه. تحية سلام الى روحه في ذكرى رحيله الـ 29.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة