تحفل مذكرات هوارد كارتر الموجودة فى معرض أكسفورد المقام حاليا بمناسبة مرور مائة عام على كشف مقبرة توت عنخ آمون بالكثير من الأحداث لكن أبرزها فى الرابعة من عصر يوم 26 نوفمبر 1922، عندما نظر كارتر وراعيه اللورد كارنارفون إلى القبر لأول مرة، وكسرا ختمًا استمر لأكثر من 3000 عام وبدأ التنقيب عن القديم الوحيد الذى لم يمس، موقع الدفن الملكى المصرى فى وادى الملوك توت عنخ آمون.
يعرض المعرض أول إشارة مكتوبة لكارتر للاكتشاف فى إحدى دفاتر الجيب الخاصة أو "النوتة" التى استخدمها لتسجيل أنشطته خلال الأشهر الثمانية التى قضاها كل عام فى مصر والتى قال فيها "تم العثور على الخطوات الأولى للقبر" عبر قلم رصاص نقل حماسًا لا يمكن كبته وهو ما سجله يوم السبت 4 نوفمبر 1922.
يظهر المصريون، بما فى ذلك العديد من الأطفال العاملين، فى العديد من صور الحفريات دون أن يتم التعرف عليهم، ونادرا ما تم ذكرهم، وتم التقليل من أهمية دورهم فى التقارير الرسمية لكن البحث الأرشيفى "يجعل من الممكن استعادة دور المصريين فى الحفريات ،" و "معالجة الخطأ" وفقا لصحيفة الباييس الإسبانية.
كما يسلط المعرض الضوء على الدور المهمل للنساء المشاركات فى المشروع، مثل مينى زوجة المصور هارى بيرتون، صاحبة الصور الشهيرة للتنقيب، والتى ساعدت زوجها واحتفظت بمذكرات شخصية قيمة، وفى أحد المقاطع، تتذكر الإثارة المصاحبة لزيارة القبر وكيف أرسل كارتر حمارًا لإحضارها إلى منزلها كما لو أن شخصًا يرسل سيارة أجرة.
هنا أيضا خريطة رسمها كارتر مع الحفريات بين عامى 1917 و 1922، قبل تحديد موقع القبر ظلت مخبأة تحت بقايا أكواخ العمال القديمة بالقرب من قبر رمسيس السادس المجاور.
تحتوى صفحة من مذكرات كارتر تسجيلا للحظة العظيمة بخط يده، وهى لحظة فتح المقبرة بما فى ذلك إنشاء فتحة فى الباب، والشمعة التى تم إدخالها، حتى سأل كارنارفون: "هل يمكنك رؤية أى شيء؟" وكانت الإجابة من هوارد كارتر: "نعم، إنها رائعة".
كانت بداية مغامرة علمية مذهلة استمرت حتى ديسمبر 1932، وهى السنوات العشر التى استغرقها تفريغ القبر، بينما توفى كارنارفون فى 5 أبريل 1923، دون رؤية محتويات التابوت الحجرى ومومياء توت عنخ آمون، والتى لم يتم فحصها حتى 11 نوفمبر 1925، وتصف رسالة من كارتر إلى عالم المصريات آلان جاردينر بعض القطع الأثرية الرمزية حيث قال: عربات وأسرّة بأشكال حيوانية غريبة وشخصيتان بالحجم الطبيعى للأوصياء".
خريطة المقبرة
كارتر أمام المقبرة