أصبح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مادة غنية تتناولها الكتب سواء المؤيدة له او المعرضة، وكان أحدثها كتاب جديد لم ينشر بعد يتناول رئاسة ترامب المثيرة للجدل لمراسل صحيفة نيويورك تايمز ماجي هابرمان بعنوان "رجل الثقة: عملية صنع دونالد ترامب وانهيار أمريكا" والذي من المقرر ان يصدر في الأسواق في الرابع من أكتوبر المقبل.
وفقا لمقتطف حصلت عليه شبكة سي ان ان الامريكية كشف كتاب هابرمان ان الرئيس السابق أخبر مساعديه اكثر من مرة خلال الأيام التي أعقبت خسارته في انتخابات عام 2020 انه سيبقى في البيت الأبيض بدلا من السماح للرئيس الجديد جو بايدن بتولى منصبه.
وفقًا لهابرمان ، قال ترامب لأحد المساعدين: "لن أغادر"، وقال لشخص آخر: "لن نغادر أبدًا كيف يمكنك المغادرة بعد فوزك في الانتخابات؟"
قالت الشبكة الامريكية إن إصرار ترامب على أنه لن يترك البيت الأبيض ، وهو ما لم يتم الإبلاغ عنه سابقًا ، يضيف تفاصيل جديدة إلى فترة الفوضى التي أعقبت الانتخابات والتي أدى فيها رفض ترامب لقبول هزيمته والجهود العديدة لإلغاء نتيجة الانتخابات بالإضافة الى الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي من قبل مثيري الشغب المؤيدين لترامب فى 6 يناير العام الماضي.
يأتي الكشف عن الكتاب في الوقت الذي تكثف فيه لجنة مجلس النواب يالكونجرس الأمريكي ووزارة العدل الامريكية في رفض الرئيس السابق دونالد ترامب التنازل عن السلطة بعد انتخابات عام 2020.
تخطط اللجنة المختارة فى مجلس النواب التي تحقق فى 6 يناير لمزيد من جلسات الاستماع وإعداد تقرير نهائى فى اقرب وقت، في حين أن المحققين الفيدراليين خدموا مؤخرًا العديد من مساعدي ترامب السابقين بمذكرات استدعاء.
قامت هابرمان ، المحلل السياسي في سي إن إن ، بتغطية أخبار ترامب لصحيفة نيويورك تايمز منذ حملته الرئاسية لعام 2016 وجعلتها قصصها هدفًا متكررًا لانتقاد ترامب اللاذع على تويتر.
وكتبت هابرمان أنه في أعقاب انتخابات 3 نوفمبر ، بدا أن ترامب أدرك أنه خسر أمام بايدن، وطلب من المستشارين إخباره بما حدث وبرر أحد المستشارين قائلاً: "لقد بذلنا قصارى جهدنا" ورد ترامب قائلا لمساعديه الصحفيين الصغار: "اعتقدت اننا حصلنا عليه" في محاولة لتغطية خسارته في الانتخابات حيث كان على ما يبدو محرجا تقريبا من النتيجة.
وتابع الكتاب: "لكن في مرحلة ما ، تغير مزاج ترامب وأبلغ مساعديه فجأة أنه ليس لديه نية لمغادرة البيت الأبيض في أواخر يناير 2021 لينتقل بايدن حتى أنه سمع وهو يسأل رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ، رونا مكدانيل، لماذا أغادر إذا سرقوها مني؟"
وقالت هابرمان في كتابها الى ان تعهد ترامب برفض اخلاء البيت الأبيض وترك مساعديه في حيرة من امرهم غير متأكدين مما قد يفعله بعد ذلك لم يكن له سابقة تاريخية، مشيرة الى ان اقرب تشابه مع موقف ترامب هو ربما موقف مارى تود لينكولن التي بقيت في البيت الأبيض لما يقرب من شهر بعد اغتيال زوجها الرئيس ابراهام لينكولن.
وفي 26 نوفمبر 2020 رفض ترامب علنًا الأسئلة حول ما إذا كان سيترك منصبه، حينما سأله أحد المراسلين عما إذا كان سيغادر البيت الأبيض إذا صوتت الهيئة الانتخابية لصالح بايدن، وقال ترامب رداً على ذلك انذاك: "بالتأكيد سأفعل ، وأنت تعرف ذلك"، وواصل الرئيس السابق ترديد مزاعمه حول سرقة الانتخابات والأصوات المزيفة التي فاز بها بايدن.
وتابعت مراسلة نيويورك تايمز في كتابها أن فترة ترامب التي أعقبت الانتخابات تعيد للذاكرة محاولاته للعودة من الضائقة المالية التي مر بها قبل ثلاثة عقود، والتي حاول خلالها الحفاظ عليها جميع خياراته متاحة لأطول فترة ممكنة.
ووفقا للمقتطف الذي حصلت عليه شبكة سي ان ان، "لم يتمكن ترامب من تحديد المسار الذي يجب اتباعه في عام 2020 مما دفعه لاستجواب الجميع في البيت الأبيض تقريبا حول خياراته المتاحة التي ستؤدي للنجاح بما في ذلك الساعي الذي احضر لها مشروبه الغازي المفضل دايت كوك عندما ضغط على الزر الأحمر في المكتب البيضاوي".
تكشف التقارير المقدمة إلى CNN من الكتاب القادم أيضًا تفاصيل جديدة حول ما كان يفعله من حول ترامب في أعقاب خسارة الانتخابات التي رفض قبولها، وبحسب هابرمان ، كان صهر ترامب ، جاريد كوشنر ، مترددًا في مواجهة والد زوجته ورئيسه بشأن الخسارة.
وكتبت هابرمان: "عندما شجع كوشنر مجموعة من مساعديه على الذهاب الى البيت الأبيض واطلاع الرئيس آنذاك على نتيجة الانتخابات وخسارته امام جو بايدن سئل كوشنر عن سبب عدم انضمامه اليهم بنفسه، وورد انه شبه الموقف بمشهد فراش الموت ورد قائلا: "يأتي الكاهن لاحقا".