تمر اليوم الجمعة 16 عاما على رحيل أستاذ الكوميديا الفنان الكبير فؤاد المهندس، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 16 سبتمبر من عام 2006 بعد رحلة عطاء فنى خلدت اسمه فى سجلات المبدعين وجعلته أحد أعمدة الفن والكوميديا فى مصر والعالم العربى وصاحب مدرسة فنية تتلمذ فيها وتخرج منها عدد كبير من نجوم الفن الذين عملوا معه.
فؤاد المهندس الفنان والنجم الكبير متعدد المواهب الذى أثرى السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة بروائع الأعمال والبرامج وقدم مئات الأفلام والمسرحيات والأعمال الإذاعية والتليفزيونية والفوازير، كما قدم أشهر برنامج إذاعى وهو برنامج كلمتين وبس الذى استمر وتعلق به الجمهور لما يقرب من 40 عاما.
كان الفنان الكبير فؤاد المهندس أو الأستاذ وهو اللقب الذى أطلقه عليه تلامذته من نجوم الفن حالة خاصة ويتعامل مع فنه باحترام وإجلال وتقدير، لذلك استحق كل الاحترام والتقدير من زملائه وتلامذته وجمهوره، وكان له طقوسه الخاصة حين يبدأ فى أى عمل وخاصة على المسرح الذى عشقه وقدم فيه عشرات الروائع الخالدة ومنها مسرحياته مع رفيقة عمره وإبداعه الفنانة الكيرة شويكار وغيرها من مسرحيات أصبحت علامات فى تاريخ الفن ومنها مسرحية سك على بناتك التى شاركت فيها النجمة الاستعراضية شريهان.
وفى حوار أجريناه مع محمد فؤاد المهندس ابن الفنان الكبير كشف عن طقوس والده على المسرح وأهم ذكريات وكواليس مسرحه.
وقال ابن فؤاد المهندس لليوم السابع "يمكن أن نقسم الأولويات عند الأستاذ إلى أربعة أقسام، أولها وأهمها المسرح الذى كان يعشقه، وكان يعتبره أهم ما فى حياته، ثم الإذاعة، ثم التليفزيون، ثم السينما، وفى المسرح كان يحرص على الذهاب مبكرا، فإذا كانت بداية العرض فى العاشرة يذهب فى الثامنة ويطمئن أن الجميع حضر، ويبدأ فى ارتداء ملابس الفصل الأول الساعة 9، ويخلو المسرح تماما خلال هذه الفترة ويقف الأستاذ وراء الستارة ويبدأ فى قراءة القرآن ذهابا وعودة، ولا يجرؤ أحد على أن يقاطعه أو يتحدث معه خلال هذه الفترة، وبعدها يدق ثلاث دقات معلنا بداية العرض، وكان يحرص على العمل بالمسرح حتى فى أصعب أوقاته، وأتذكر أنه قام بالتمثيل فى مسرحية «إنها حقا عائلة محترمة» وهو مصاب بالجلطة ويضع جهاز تنظيم ضربات القلب، ففى أصعب لحظات المرض كان يقوم مثل الحصان للتمثيل بالمسرح، ويقول «صحتى بتيجى على الشغل، فما بالك لو مسرح»، فيصبح كالشاب الذى يذهب لمقابلة حبيبته.
وتحدث الابن عن ذكرياته مع والده فى كواليس المسرح قائلاً "حضرت معه معظم كواليس المسرحيات، بداية من مسرحية «حواء الساعة 12»، وكانت أفضل كواليس خلال مسرحية «سك على بناتك»، لأن أبطالها كانوا أصدقاءنا وفى مثل أعمارنا، ومن المواقف التى لا أنساها خلال هذه الكواليس، أننا كنا نجلس فى بلكونة بجوار المسرح أنا وأخى أحمد والفنانة شريهان وعدد من المشاركين فى العمل، وكان الأستاذ على المسرح وارتفع صوتنا قليلا، وفوجئنا بوالدى يخرج من المسرح ومعه عصاية وضربنا وضرب شريهان، ثم عاد لاستكمال المشهد على المسرح مرة أخرى، كما أنه ضرب الفنان محمد أبوالحسن «بالشلوت» على المسرح عندما خرج عن النص، وقام بـ«لوى إيده» وقال له بصوت مرتفع «اتكلم زى الناس»، وأبوالحسن اعتذر، وبعدها أعطاه والدى مساحة للارتجال فى أحد المشاهد، لأنه لم يكن يحب الارتجال إلا باتفاق ودون خروج عن النص أو الحوار الأصلى.