يحرص البعض على تأمين مستقبله وأسرته، من خلال جمع الأموال تارة، أو الاستثمار في العقارات والشركات والتجارة، أو ادخار الذهب، وغيرها من أنواع الاستثمار العديدة والمتنوعة، أملا في تأمين المستقبل، وضمان حياة أفضل في قادم الأيام.
ربما يغفل البعض النوع الأهم من الاستثمار، وهو "الاستثمار في الأبناء"، حيث يتعامل البعض مع "تربية وتعليم" الأبناء بأمر روتيني بحت، لا اهتمام ولا تطوير، ولا متابعة، في ظل انشغال البعض بظروف الحياة المتشعبة، وامتلاء يومه بكثير من التفاصيل، فربما يكون الأبناء أخر الاهتمامات، وينتظر بعد ذلك الحصاد "فهيهات له".
كل التجارب، تشير إلى أن "الاستثمار في الأبناء"، هو الأفضل، وأن نتائجه مضمونة، مستقبل رائع، وجيل يتحمل المسئولية، وأبناء "يتشرف بهم" أمام الجميع.
للآسف، مع ظهور ثورة التكنولوجيا الحديثة، وتسلل الانترنت إلى منازلنا الهادئة، وسيطرتها على مساحات كبيرة من وقتنا، أصبح البعض يسيء استخدامها، نجلس عليها لساعات طويلة، تفصلنا عن الواقع، نتابع أبنائنا من خلالها، فلا وقت لدينا لتقويم سلوكهم أو تربيتهم، أو الحديث معهم، أو اصطحابهم في مناسبة، أو مناقشتهم في فكرة، أصبحنا نربي أبناءنا بـ"اللايك، والكومنت والايموشن"، فحلت الأسرة الافتراضية بديلة للأسرة الحقيقية، فأصبحنا نرى أجيالا "مهزوزة".
إذا، لا بديل عن الاستثمار في الأولاد، ومنحهم الوقت الأكبر، والجلوس معهم، والاهتمام بهم، وتعظيم رغباتهم وميولهم، والاهتمام بتعليمهم، وتشجيع الهوايات، ونصحهم بالاهتمام بالرياضة والفن والثقافة، وترسيخ القيم الحميدة لديهم، ليكون الحصاد مضمونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة