بين حين وآخر، تقدم العديد من دور النشر المصرية والعربية، ترجمة عربية لأهم الكتب والروايات التى حققت نجاحا كبيرا فى سوق النشر المحلى والعالمى، وفى هذا السياق، نرصد مجموعة من أحداث الكتب والروايات التى صدرت ترجمتها باللغة العربية مؤخرا لجمهور القراء.
رواية إنجيل شجرة السم
رواية إنجيل شجرة السم.. أصدرتها دار ممدوح عدوان للنشر، وهى للكاتبة باربرا كينجسولفر، وتدور أحداثها حول القس المعمدانى "ناثان برايس" الذى يغادر أمريكا المتحضرة، من أجل أن يذهب فى مهمة تبشيرية إلى الكونغو البلجيكية، مصطحبا أسرته، التى تحمل معها كل ما يعتقدون أنهم سوف يحتاجونه، لكن الأرض الإفريقية تفاجئهم، محولة كل ما جلبوه إلى شيء عديم القيمة، حتى وجودهم ذاته سيكون مليئا بالتحديات، وبخاصة مع الأحداث السياسية التى تعصف بالبلد الذى يكافح من أجل الحصول على استقلاله، وتتدخل فيه القوى الكبرى، مغتالة "باتريس لومومبا" أول رئيس وزراء منتخب للبلاد.
ورشحت رواية "إنجيل شجرة السم" إلى عدة جوائز أدبية، كما ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة، وبيعع منها أكثر من أربعة ملايين نسخة حول العالم.
رواية النصف المتلاشى
أصدرت ترجمتها دار آثر للنشر، وهى للكاتبة الأمريكية بريت بينيت، التى تناقش فيها قضايا العرق فى فترة الخمسينيات وحتى التسعينيات، وتدور أحداثها من خلال حكايات أجيال متعددة من هذه العائلة، من أعماق الجنوب إلى كاليفورنيا، من الخمسينيات إلى التسعينيات، تقدم لنا بريت بينيت قصة عائلية عاطفية وملهمة واستكشافًا رائعًا للتاريخ الأمريكي. وإذا نظرنا بإمعانٍ إلى ما وراء قضايا العرق، فإن رواية النصف المتلاشي تأخذ في الاعتبار التأثير الدائم للماضي لأنه يشكل قرارات الشخص ورغباته وتوقعاته، ويستكشف بعض الأسباب والعوالم المتعددة التى يشعر فيها الناس أحيانًا بالرغبة فى العيش فى قالبٍ آخر لا ينتمي إلى أصولهم.
لطالما كانت الفتاتان فيجنيه متطابقتين، ولكن بعد هربهما من مجتمعهما الصغير المقيد فى سن 16عامًا، لم يتغير شكل حياتهما اليومية وحسب، بل تغير كل شيء آخر؛ أسرتهما ومجتمعاتهما وحتى هويتهما العرقية.
وكما هو الحال مع عملها الأول الأكثر مبيعًا فى نيويورك تايمز "الأمهات"، تقدم بريت بينيت هنا وقفة ملهمة حول الأسرة والعلاقات الأسرية لا يسعنا إلا أن نصفها بأنها وقفة غامرة واستفزازية ورحيمة وحكيمة في الآن نفسه.
رواية أبناء شارع ويلسدن
أصدر ترجمتها مشروع كلمة للترجمة، فى أبوظبي، وهى عن قصة حقيقية عن التمسك بالأمل ومحاولة النجاة من ويلات الحرب العالمية الثانية، من تأليف مونا جولابيك لى كوهين، ونقلته إلى اللغة العربية المترجمة رشا صلاح الدخاخنى، وهو كتاب موجه إلى فئة الأطفال والناشئة، ويقع فى 230 صفحة من القطع المتوسط.
فى هذه القصة المبنية على أحداث واقعية، تحكى مونا جولابيك قصة حياة أمها ليزا، التى كانت تعيش فى فيينا بين أبويها وشقيقتيها روزى وسونيا، وتنعم بحياة هادئة، وتحلم أن تصير عازفة بيانو ذات يوم. لكن بعد أن اجتاح النازيون النمسا اضطر والدا ليزا إلى اتخاذ قرار صعب؛ ألا وهو ترحيل ابنتهما ليزا على متن قطارات ترحيل الأطفال إلى إنجلترا.
تروى قصة "أبناء شارع ويلسدن" حياة هذه الفتاة المراهقة ليزا فى العاصمة البريطانية، لندن، بعد انضمامها إلى دار شارع ويلسدِن لإيواء الأطفال اللاجئين، وكيف استطاعت أن تتسلح بموسيقاها، وتواصل التدريب على عزف البيانو، إلى أن التحقت بالأكاديمية الملكية للموسيقى فى لندن.
وعبر مسار الأحداث يتابع القارئ كيف تشبثت ليزا بحلمها، واستطاعت أن تحقق ذاتها، وتصنع لحياتها معنى ومغزى، وألهمت الكثيرين بموسيقاها. وما زال إرثها مستمراً عبر الأجيال.
رواية يوم آخر
أصدرت دار الشروق للنشر ترجمتها وهى رواية للكاتب الأمريكي ميتش ألبوم، والتى سبق وأن تصدرت قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا، وذلك بالتعاون مع المركز الثقافى العربى للنشر.
وتدور أحداث رواية "يوم آخر" حول قصة "تشارلي"، الرجل الذى يحظى بفرصة لقضاء "يوم آخر" مع أمه الراحلة، في لحظة يتداعى فيها كل شيء في حياته: مسيرته المهنية، زواجه، أسرته. أثناء ذلك اليوم الذي يتوق إليه الكثيرون، يطرح "تشارلي" على نفسه الأسئلة المهمة، ويكتشف الأسرار العائلية، ويدرك الفرص التي سبق وأن فوّتها، ويوصِّل نقاط حياته معاً، ويحاول، بإرشاد من أمه ومساعدتها الحكيمة، أن يلملم شتات حياته من جديد.
كتاب قطار الشرق السريع
أصدر ترجمته منشورات الجمل، فى بيروت، وهو للكاتب جون دوس باسوس، فقبل أن يتمتع جون دوس باسوس بشهرته كروائى وناقد للمجتمع الأمريكى، حظى بمكانة عالية لقدرته الفائقة على إبراز وتصوير معالم الجمال، ففى هذا الكتاب "قطار الشرق السريع" الذى يعد واحدا من أهم كتب أدب الرحلات، يركز جون دوس باسوس فى مذكراته على الرحلة التى قام بها عبر أوروبا الشرقية والشرق الأدنى والشرق الأوسط على المشاهد والأصوات والروائح، بدلا من أن يركز على الحبكة أو الشخصيات.
ففى كتاب "قطار الشرق السريع" يوظف دوس باسوس غرائزه كرسام لسلاسل الجبال، والأزقة القذرة، كان يجد الجمال فى كل مكان، إذ تمتد جولته ورحلته من تفليس فى جورجيا إلى بريفان فى أرمينيا ومراكش فى المغرب، ومن كسفين فى إيران إلى بغداد والعراق ودمشق فى سوريا، وقد اجتاز البادية السورية، ورأى آثار الحرب اليونانية التركية، وذهب إلى القوقاز، واستكشف بلاد فارس خلال فترة صعود رضا خان، ودون نشوء العراق على يد البريطانيين، إن رسالته واضحة وذات صلة بالرحالة المعاصرين، وهى أن الشرق يزخر بالقداسة والسعادة كما هو الغرب.
كتاب الإنسان والألوهية
أصدرت ترجمته دار تموز ديموزي للنشر، في دمشق، وهو للكاتبة والفيلسوفة الإسبانية ماريا ثامبرانو، حيث تناقش فى كتابها "الإنسان والألوهية" كيف أن المأساة الإنسانية فى عدم القدرة على العيش آلهة، قد أرست حالة من الجدل بين الفلاسفة منذ أزمان غابرة، وتأخذنا فى كتابها هذا عبر رحلة لمعرفة كيفية تطور تلك العلاقة بين الإنسان والآلهة، التى كانت فى الزمن الأولى والبدائى مع آلهة متعددة، حيث شعر الإنسان من خلالها بالاضطهاد والملاحقة من آلهة مفترسة، ملتهمة، ومتعطشة للدم الإنسانى، وللتضحية والقرابين التى كان يقدمها لها طمعا فى الحصول على فضل أو نعمة ما، أو التى يضحى من خلالها المجتمع أو القبيلة بأحد أفراده من أجل إنقاذ البقية.
كانت موجهة آنذاك، إلى ألوهيات متعددة، إلى الأموات، وأخرى إلى دورة ما تتضمن نظاما للطبيعة، كالربيع والمحاصيل، وقد تطرقت ماريا ثامبرانو بعد ذلك إلى تلك العلاقة فى المسيحية من خلال القربان المقدس، ويسوع المسيح الذى تحمل المعاناة والآلام وكان سر الخلاص بالنسبة للبشرية، حيث يتجلى الفرق فى هذه المرحلة عن سابقتها بأن الآلهة الإغريقية كانت تموت وتقتل من قبل آلهة أو قوى أخرى تمتلك المرتبة ذاتها أثناء نزاع أو صراع ما.
رواية زوربا البرازيلى
أصدرت ترجمتها دار الساقى للنشر، فى بيروت، وهى رواية للكاتب جورجي أمادو، الذى يعد واحدا من أشهر كتاب البرازيل، ونقل الرواية إلى اللغة العربية المترجم ممدوح عدوان فى 528 صفحة.
تدور أحداث رواية "زوربا البرازيلى" في قرية باهيا البرازيلية، حيث أمضى أرشانجو حياته كرجل بسيط يعمل ساعياً في كليّة الطب، قُربُه من أبناء مجتمعه ونضاله لتحقيق العدالة الاجتماعية والانتصار للفقراء دفعاه إلى تأليف أربعة كتب عن حياة أهل باهيا، لكن النخب البرازيلية، الذين لم يكترثوا له يوماً، كان يكفيهم أن يشيد به عالم أميركي حائز على جائزة نوبل ليبدؤوا احتفاءهم به ويصنعوا منه رمزاً دعائياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة