بعد 70 عاما فى الحكم، ينتهى اليوم الإثنين عصر الملكة إليزابيث الثانية أطول ملوك بريطانيا حكما، وذلك بعد إتمام مراسم جنازتها الرسمية ودفنها فى المساء فى قلعة وندسور.
جنازة الملكة فى وستمنستر
واستضافت كاتدرائية وستمنستر آبى الجنازة الرسمية للملكة الراحلة بعد أن قاد الملك تشارلز الثالث موكبًا من قاعة وستمنستر القريبة، حيث كان نعشها موجودا منذ ظهر الأربعاء.
ورافق الملك الجديد في الموكب أبناؤه الأمير وليام والأمير هاري وأفراد آخرون من عائلته.
وحضر حوالي 2000 من المعزين - بمن فيهم قادة العالم مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وملوك وملكات أوروبا وامبراطور اليابان وزوجته وغيرهم- وجلسوا في مقاعدهم في وقت سابق في الكنيسة التي يبلغ عمرها 1269 عامًا قبل الجنازة.
جنازة الملكة
كما حضر جميع رؤساء الوزراء البريطانيين الستة الأحياء - جون ميجور وتوني بلير وجوردون براون وديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون.
وتعد الجنازة الرسمية، الاثنين هي الأولى من نوعها منذ جنازة ونستون تشرشل في عام 1965.
وأثناء مراسم التأبين، قال رئيس أساقفة كانتربري في خطبته إن الملكة كانت "مبتهجة"، وشعرت عائلتها بالحزن على موتها، وكذلك في جميع أنحاء الأمة والكومنولث.
وأشار إلى كلمة الملكة إليزابيث أثناء وباء كورونا قائلا: "يمكننا جميعًا مشاركة أمل الملكة الذي ألهم قيادتها في الحياة والموت، الخدمة في الحياة، الأمل في الموت، كل من يحذو حذو الملكة، التي كانت مصدر إلهام للثقة والإيمان بالله، يمكنهم أن يقولوا معها: "سنلتقي مرة أخرى".
جثمان الملكة
وتعهدت الملكة في عيد ميلادها الحادي والعشرين أن حياتها كلها ستكرس لخدمة الأمة والكومنولث، وقال رئيس الأساقفة: "نادرًا ما تم الوفاء بهذا الوعد".
وأكد: "أعلم أن جلالة الملك يشترك فى نفس الإيمان والرجاء بيسوع المسيح مثل والدته، نفس الشعور بالخدمة والواجب."
وبدأت مراسم التشييع بكلمة لقس "ويستمنستر" ديفيد هويل أشاد خلالها بتفاني الملكة الراحلة لخدمة شعبها وحبها لعائلتها والتزامها بالقضايا التي اعتزت بها، لافتا إلى أن هذه الكنيسة شهدت زواج وتتويج الملكة الراحلة.
وبعد وقوف الأسرة المالكة بقيادة الملك تشارلز الثالث وزعماء العالم دقيقتان صمت فى إطار مراسم تأبين الملكة إليزابيث الثانية، عزف النشيد الوطنى تكريما للملك تشارلز للمرة الأولى استعدادا لبدء عهده، حيث تم إنشاد "حفظ الله الملك"، بدلا من "حفظ الله الملكة".
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه تم تزيين نعش الملكة إليزابيث الثانية بالراية الملكية وتاج إمبريال ستيت، أو تاج الإمبراطورية، وإكليل من الزهور يحتوي على نباتات من حدائق قصر باكنجهام وكلارنس هاوس وهايجروف هاوس.
تشارلز ونعش الملكة إليزابيث
وتضمن إكليل الزهور على تابوت الملكة نبات إكليل الجبل الذى يرمز إلى الذكرى، ونبات الآس العطري الرمز القديم للزواج السعيد ، والمقطوع من نبتة نمت من غصن الآس في باقة زفاف الملكة عام 1947؛ والبلوط الإنجليزي الذي يرمز إلى قوة الحب.
بناءً على طلب الملك، تم صنع إكليل الزهور بطريقة مستدامة.
وقاد الموكب حوالي 200 عازف وعازف طبول من الأفواج الاسكتلندية والأيرلندية ، ولواء جوركاس وسلاح الجو الملكي.
جثمان الملكة إليزابيث
كما تم استخدام عربة بندقية فى حمل نعش الملكة استخدمت في جنازات الملك إدوارد السابع والملك جورج الخامس والملك جورج السادس ونستون تشرشل واللورد مونتباتن.
وبعد مراسم الجنازة، في تمام الساعة 1:15 ظهرًا ، تم نقل النعش من خلال الباب الغربي للكنيسة قبل موكب مهيب آخر بطول 1.5 ميل وضم أكثر من 4000 فرد عسكري إلى ويلينجتون آرك.
وبالتزامن مع ضرب مدافع المدفعية كل 60 ثانية ، نقلت عربة المدفع الملكية التي تحمل نعش الملكة على طول وايتهول وبعد قصر باكنجهام بواسطة 142 بحارًا من البحرية الملكية.
نعش الملكة اليزابيث ث
ثم ينقل بعد ذلك نعش الملكة نعش الملكة إلى قلعة وندسور.
وفى المساء، يحمل نعش الملكة في موكب مهيب جديد بقيادة فوج الفرسان إلى كنيسة القديس جورج
وينضم الملك وأعضاء آخرون من العائلة المالكة إلى الموكب عند وصوله إلى ساحة القلعة.
ويسير الموكب على وقع إطلاق نيران المدفعية من الحديقة الشرقية للقلعة.
ثم يتم تنظيم مراسم تأبين فى كنيسة القديس جورج حيث يتم إنزال التابوت في المقابر الملكية.
وتبدأ الصلاة الأخيرة ، التي يديرها عميد وندسور ، في الساعة 5 مساءً. وفي لحظة من الرمزية الكئيبة ، ستتم إزالة تاج الإمبراطورية ، والصولجان من أعلى التابوت قبل الترنيمة الأخيرة.