أحمد إبراهيم الشريف

مبادرة أخلاقنا الجميلة .. عودة لـ فجر الضمير

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022 10:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تواصل الشركة المتحدة  للخدمات الإعلامية، فى إطار دورها المجتمعى الكبير في إرساء قيم مهمة من البحث عن الشخصية المصرية والهوية المعروفة بالسمات الطيبة وفى سبيل ذلك أطلقت حملة جديدة بعنوان "أخلاقنا الجميلة" والتي ستتم على عدة مراحل، وتستهدف التأكيد على الأخلاق التي تربينا عليها، وتأمر بها جميع الأديان السماوية والإنسانية، من احترام الكبير وحسن الجيرة وحسن المعاملة والأمانة والشرف والأدب في التعامل.
 
ومبادرة أخلاقنا الجميلة ليست بعيدة عن الشخصية المصرية بل هي أساس من أسسها وقيمة من قيمها وربما يعيدنا ذلك لكتاب مهم يتعلق بتاريخ مصر هو كتاب "فجر الضمير" لهترى برستيد، وتكفى قراءة الكتاب للتأكد من عبقرية الحضارة المصرية القديمة، وهو الكتاب الذى شغل الدنيا وأنصف حضارة من أقدم وأقوى وأجمل الحضارات فى العالم، وأصبح الناس يحفظون جملة "رجل عظيم كشف عن ماضى أمة عظيمة".
 
كانت المرة الأولى التى أسمع فيها عن كتاب "فجر الضمير" فى مسلسل للفنان محمد صبحى اسمه "ملح الأرض"، كان دائما ما يتحرك وهو يمسك فى يده هذا الكتاب، بعدها ظللت أبحث عنه حتى وجدته، وكان فارقا بحق فى عالمى، خاصة الجانب الأخلاقى والجمالى.
 
هذا الكتاب ترجمه العالم الكبير سليم حسن، الذى يقول فى مقدمته: "ولست مبالغا إذا قررت هنا أن خير كتاب أخرج للناس فى هذا العصر من ذلك الطراز هو كتاب "فجر الضمير"، الذى وضعه الأستاذ "برستد" فى عام 1934 وهو فى الواقع مؤلف يدلل على أن مصر أصل حضارة العالم ومهدها الأول، بل فى مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير، وقد أخذ الأستاد "برستد" يعالج تطور هذا الموضوع منذ أقدم العهود الإنسانية، إلى أن انطفأ قبس الحضارة فى مصر تقريبا عام 525 قبل الميلاد.
 
يقول الدكتور سليم حسن: "إن بريستد فى سبيل دراسة الحضارة المصرية أنفق ما يزيد عن "ألف ألف جنيه"، أى أن هذا البحث الذى أنصف تاريخنا المهم تكلف مليون جنيه، وعلينا أن نتخيل ذلك الرقم فى بدايات القرن العشرين، أنفق "بريستد" هذا المال بحثا عن الحقيقة حتى وصل إليها واختصرها فى جملة "أن مصر هى البيئة الأولى التى نمت فيها الأخلاق"، ومن أكثر الأشياء التى استوقفتنى فى الكتاب قول "بريستد"، "لا شك أن عصر السلاح يبلغ عمره مليون سنة، مع أن عصر الأخلاق قد شق طريق بدايته البطيئة تدريجيا منذ نحو 4 آلاف أو 5 آلاف سنة".
فى الكتاب ينتصر برستد إلى أن ما حفظ حضارة المصريين القدماء هى الأخلاق، ويؤكد أن المصريين القدماء كانوا يعرفون ذلك، لذا سعوا إلى وضع مجموعة من القيم والمبادئ التى تحكم إطار حياتهم، تلك القيم التى سبقت "الوصايا العشر" بنحو ألف عام، وقد تجلى حرص المصرى القديم على إبراز أهمية القيم فى المظاهر الحياتية، فكان أهم ما فى وصية الأب قبل وفاته الجانب الأخلاقى، حيث نجد الكثير من الحكماء والفراعنة يوصون أبناءهم بالعدل والتقوى. كذلك كانوا يحرصون على توضيح خلود تلك القيم فى عالم الموت. لذا نحتوا على جدران مقابرهم رمز إلهة العدل "ماعت" ليتذكروا أن العمل باقٍ معهم. 
 
ويرصد "برستد" فى كتابه كيف استطاع المصريون القدماء تشييد منظومة أخلاقية شاملة تتكئ على فكرة العدالة، هذه المنظومة تعلن بوضوح مخاصمتها للظلم، وانحيازها المطلق للاستقامة، فكما قال فرعون إهناسيا لابنه الأمير"ميركارع": "إن فضيلة الرجل المستقيم أحب عند الله من ثور الرجل الظالم، أى من قربان الرجل الظالم".
 
وبناء عليه فإن ما تدعو إليه مبادرة أخلاقنا الجميلة ليس جديدا على مصر وشعبها لكن دائما بحاجة إلى التذكير والتنبيه والإشارة.
 
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة