بيشوى رمزى

"التكامل السلس".. استراتيجية "بناء" الإنجازات في الدولة المصرية

الإثنين، 26 سبتمبر 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
حالة من التكامل والانسجام، تشهدها كافة التحركات التي تتبناها السياسة المصرية، في السنوات الأخيرة، سواء فيما يتعلق بالداخل، أو العلاقات الخارجية، وهو ما يبدو في العديد من المشاهد، بدءً من الحوار الوطني، والذي يمثل ثمرة حوارات عديدة، تناولت كافة القطاعات المجتمعية، كالشباب والمرأة وذوى الهمم، وحتى رجل الشارع العادي، مرورا بتعزيز حالة التوافق بين مصر وكافة القوى الرئيسية في محيطها الإقليمي، وحتى المفاهيم السياسية التي باتت تتبناها الدولة، والتي اتسمت بانسجامها مع الرؤية المصرية الشاملة فيما يتعلق بمختلف الملفات، والتي يرتبط في معظمها الداخل بالخارج، في انعكاس صريح لحالة استثنائية يمكننا تسميتها بـ"التكامل السلس"، في الرؤية، ناهيك عن فكرة التحضير الجيد، لكافة القضايا، التي تمثل أولوية كبيرة في المرحلة الراهنة.
 
وهنا ارتبط "التكامل السلس"، بحالة من التحضير الجيد، قامت على أساس بناء أرضية مشتركة، في مختلف الملفات، مع أطراف المعادلة السياسية في الداخل أو الخارج، وهو ما تجلى في نموذج الحوار الوطني، كما سبق وأن أوضحت في مقالات سابقة، عبر إدماج كافة الفئات، كل على حدة، في "بوتقة" الوطن، من أجل الانصهار، وتوحيد الرؤية والأهداف، فتصبح البيئة مهيأة تماما لحوار شامل، تندمج فيه كافة الأطراف، رغم وجود الخلافات، لتحقيق المصلحة المشتركة للجميع، وعلى رأسها الوطن والمواطن.
 
ولعل الخطوة التي أعلنتها مصر مؤخرا بتقديم طلب تنظيم أولمبياد 2036، تمثل امتدادا لحالة "التكامل السلس"، في السياسة المصرية، عبر تعزيز ما يمكننا تسميته "الدبلوماسية الرياضية"، عبر العديد من الخطوات التراكمية والمتواترة التي تهدف في الأساس إلى تعزيز صورة مصر، أمام العالم، في ظل محاولات مستميته من قوى بالداخل والخارج لتشويه صورة الدولة المصرية، وإغراقها في الفوضى، لتقويض ما تم إنجازه في 30 يونيو، وهو الأمر الذي تمكنت من تجاوزه، عبر إنجازاتها في مجال البناء والاقتصاد.
 
الخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية لتعزيز دبلوماسيتها الرياضية، انطلقت من البناء على نجاح المصريين المتفوقين في هذا المجال، وعلى رأسهم النجم محمد صلاح، والذي بات أحد أهم رموز الرياضة المصرية، وصورة مشرفة لها أمام العالم، حيث يتغنى باسمه ألاف المحبين لناديه الإنجليزي ليفربول، بينما يلقى كلمات الثناء والمدح ومن ملايين المراقبين والجماهير حول العالم، ليس فقط فيما يتعلق بكرة القدم، وإنما أيضا في مواقفه التي رصدت الكاميرات بعضها، لتمثل انعكاسا صريحا لطبيعة المصريين "الطيبة"، بل صارت، في الوقت نفسه، سبيلا مهما لدحض ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، التي طاردت المجتمعات المسلمة في الغرب لعقود طويلة من الزمن.
 
إلا أن الدولة المصرية لم تقتصر في اعتمادها على مجرد البناء على الشعبية العالمية للاعبين الكبار من أبنائها، وإنما عملت في الداخل، عبر تعزيز دور الشباب، في إطار مسارين، أولهما دعم النماذج الناجحة في الداخل، في كافة المجلات، بينما عززت "دبلوماسيتها الشبابية"، عبر استضافة نماذج ناجحة من الشباب الأجنبي، سواء في منتديات شباب العالم، أو غيرها من المناسبات الأخرى، لعرض تجاربهم، وخلق مزيج مهمة من الطاقات الإبداعية، يصب بالنفع في نهاية المطاف في صالح إثراء التجربة الشبابية المصرية، ودعم خبرات الشباب.
 
ولم تبتعد خطوات التحضير الجيد لتعزيز "الدبلوماسية الرياضية"، عن الاهتمام بجانب البنية الأساسية في مجال الرياضة، عبر بناء ملاعب وصالات على مستوى عال، يمكنها استضافة كبرى الأحداث الرياضية، وأخرها القرية الأولمبية بقناة السويس، وكذلك مدينة مصر الأولمبية، وغيرهما، بالإضافة إلى حرص الدولة المصرية على استضافة العديد من المناسبات الرياضية، على مختلف المستويات، سواء القارية أو العالمية في السنوات الأخيرة، منها بطولة العالم لكرة اليد، في يناير 2021، والتي تعد أول بطولة رياضية دولية تقام في ظل جائحة كورونا، بالإضافة إلى بطولات أخرى ككأس العالم للجمباز وبطولة العالم للسلاح، ومن قبلهم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في 2019، والتي تم الاستعداد في زمن قياسى، بعد اعتذار دولة الكاميرون عن استضافتها.
 
الخطوات سالفة الذكر، وغيرها، والتي ربما لا تساعها سطور المقال، تمثل انعكاسا لحقيقة مفادها أن القرارات المصرية، لا تمثل رد فعل لحالة بعينها، ولا تأتي بعشوائية، لمجرد المشاركة "الشرفية"، وإنما تأتي بتخطيط عملي، عبر خطوات متواترة، تحمل هدفا نهائيا، وهو ما يعكس أن الرؤية التي تتبناها الدولة، في مختلف القضايا، حيث يبقى الإنجاز الذي تشهده يتحقق في اللحظة الراهنة، مجرد خطوة، لتحقيق إنجاز أكبر عبر عملية متواصلة، ولا تنتهي، من البناء.
 
وهنا يمكننا القول بأن النظرة لإنجازات الدولة المصرية، في ظل "جمهوريتها الجديدة"، لا ينبغي أن يكون قصير المدى أو النطاق، وإنما تحمل في طياتها "أساسا" للبناء للخطوات المقبلة، لتحقيق المزيد من الإنجازات، سواء على الصعيد الداخلى أو الدولي، وفى مختلف المجالات السياسية أو الاقتصادية أو المجتمعية، أو الرياضية أو غيرها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة