أصدر مركز المعلومات ودعم متخذ القرار بمجلس الوزراء، عدد جديد من مجلة "آفاق استراتيجية"، وهي سلسلة دورية تصدر عن المركز يُشارك في إعدادها نخبة من المفكرين والباحثين، وتقدم رؤى وتحليلات بشأن أهم القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والعالمية.
شارك في إثراء هذا العدد نخبة من المفكرين والخبراء من داخل مصر وخارجها، إضافة إلى مجموعة من خبراء المركز وباحثيه وقد بلغت حجم المساهمات داخل العدد (36 تحليل ومقال لمفكرين وكتاب وخبراء متخصصين)، وقد سلط الملف الرئيسي للعدد - والذي جاء بعنوان "التغيرات المناخية... خلفية عامة وتوجهات مستقبلية"- الضوء على قمة "COP 27"؛ وذلك للوقوف على أبرز الاستعدادات المصرية لاستضافة القمة، فضلًا عن التجارب الدولية في مجالي دبلوماسية وحوكمة المناخ، مع طرحه تساؤلًا عما إذا كانت منطقة الشرق الأوسط ستتمكَّن من اللحاق بالركب العالمي في مكافحة التغيُّرات المناخية، وتناول كذلك تطور الآليات والمؤتمرات والاتفاقيات الأُممية لمكافحة التغيرات المناخية وصولًا إلى قمة COP 27 بشرم الشيخ، مع توضيح ارتباط المناخ بأهداف التنمية المستدامة وآليات التمويل العالمية، وتأثير التغييرات المناخية على الصحة العامة، وأزمات المناخ ومستقبل الصراعات في إفريقيا، كما ألقى الضوء أيضاً على مؤتمر الأطراف رقم 26 في "جلاكسو" وصولاً إلى مؤتمر الأطراف رقم 27 بشرم الشيخ.
وحول الجهود المصرية لمواجهة التغييرات المناخية والاستعدادات لقمة كوب 27، قدم الخبراء والكتاب داخل العدد رؤي وموضوعات تناولت هذا الشأن كان من أبرزها مظاهر التحول المصري إلى الاقتصاد الأخضر كأداة للتنمية الشاملة حيث أجرت الحكومة المصرية العديد من الإصلاحات الهيكلية والتشريعية منذ عام 2016 لجذب الاستثمارات الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى إطلاق مصر في 19 مايو 2020 "الاستراتيجية الوطنية الأولى لتغير المناخ 2050"، والتي تهدف إلى التصدي لتداعيات تغير المناخ بهدف تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية مع تعزيز ريادة مصر على الصعيد الدولي في مجال تغير المناخ، وتشكيل الحكومة المصرية في نوفمبر 2021 لجنة عليا ضمّت مجموعة من الوزراء المعنيين بهذا الملف، إلى جانب محافظ جنوب سيناء، وأعلنت اللجنة عن عدة مبادرات يمكن إطلاقها على هامش المؤتمر في مجالات الزراعة، والطاقة، والمياه.
كما تمت الإشارة إلى قيام الحكومة المصرية بتنفيذ عدد من المشروعات المعنية بملف البيئة، من أبرزها: مشروع استبدال وسائل النقل القديمة بأخرى حديثة تعمل بالغاز الطبيعي، وترشيد الطاقة من خلال استخدام الغاز في "الأتوبيسات" و"التاكسيات" القديمة، بدلًا من البنزين، ومراجعة قانون البيئة لاستحداث التغيرات المناخية، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع الخريطة التفاعلية لمخاطر ظاهرة التغيرات المناخية على جمهورية مصر العربية، وبدأت الحكومة في تحديث إطار العمل الخاص بالتنمية منخفضة الانبعاثات، والذي يهدف إلى دمج اعتبارات خفض الانبعاثات الكربونية في خطط التنمية المستدامة للدولة.
وعلى صعيد المبادرات الحكومية والشعبية لدعم العمل المناخي، أطلقت مصر عدة مبادرات لدعم التحول الأخضر ورفع الوعي بمخاطر التغيرات المناخية، من بينها مبادرة "اتحضر للأخضر" والتي تمتد إلى ثلاث سنوات، وتهدف إلى تغيير السلوكيات ونشر الوعي البيئي من خال حث المواطنين - وخصوصًا الشباب - على المشاركة في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها.
على جانب أخر، تضمن العدد تحليلًا لموضوعات أخرى متنوعة على الصعيد الدولي أبرزها، النظام الدولي وتداعيات الأزمة الأوكرانية على الوضع الأمني في آسيا، وتداعيات فوز اليمين الراديكالي في الانتخابات التشريعية الفرنسية (يونيو 2022)، وقمة مدريد التاريخية لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ودلالاتها وتداعياتها على مستوى النظام الدولي والأوروبي، بالإضافة إلى سياسات إدارة جو بايدن في إفريقيا ومستقبل الدور الأمريكي في القارة، بالإضافة إلى تناول عدد من أبرز القضايا الإقليمية على الساحة ومنها تعثر المفاوضات النووية وأثرها على الوضع النووي الإيراني، والأزمة الليبية وفرص الانتخابات في ظل الانقسام السياسي والعسكري، والأوضاع العراقية في ظل تصاعد وتيرة الصراع السياسي بين قوى الإطار التنسيقي والتيار الصدري بشأن تشكيل الحكومة.