أكد المعهد القومى للبحوث الفلكية، أن براعة المصريين القدماء في علوم الفلك تتجلى لنا يوماً بعد يوم لتؤكد أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة علمية من المقام الرفيع، فلم يكتف المصري القديم برؤية الشمس والكواكب وغيرها بل قام بحساب شروقها وغروبها وعرف مداراتها ووضع التقاويم اعتماداً عليها، وسواءً كانت هذه الإنجازات في العلوم الفلكية لغرض ديني أو لغرض دنيوي فلقد أثبت المصري القديم براعته فلكيا ومهندساً.
وتابع: لقد قاموا بتقسيم اليوم إلى أجزاء (ساعات) واستخدموا أشكالاً مختلفة من الأدوات الفلكية مثل المزاولة الشمسية والساعة المائية وقاموا بتقسيم السنة إلى فصول واعتمدوا ظهور نجم الشعرى اليمانية بداية للتقويم، وعرفوا الاتجاهات الأصلية ووجهوا إليها الأهرامات واحتفلوا بمناسباتهم بتوجيه معابدهم إلى اتجاهات محددة لتدخلها أشعة الشمس في وقت محدد من العام.
وقال المعهد: وتشهد العديد من المعابد صورا لتعامد الشمس عليها في تواريخ محددة تتكرر سنوياً شاهدة على ما وصل إليه المصري القديم من إتقان لعلوم الفلك والهندسة، وأشهر مثال على ذلك معبد رمسيس الثاني بمدينة أبوسمبل حيث قاموا ببنائه لتدخله أشعة الشمس من خلال ممر محسوب طوله واتجاهه وارتفاع مدخله بدقة متناهية، حيث تدخله الشمس في يومين من العام في 21 فبراير و21 أكتوبر عندما تكون الزاوية الأفقية للشمس 102 درجة من اتجاه الشمال، وهذان اليومان تغيرا إلى 22 فبراير و22 أكتوبر بعد نقل المعبد بأيدي المصريين وبالتعاون مع منظمة اليونسكو في عام 1968م.
وتابع البيان: وأيضا معبد هيبس المسمى بالاسم القديم لواحة الخارجة، وتم تصوير أغلب المعبودات المصرية في العصور القديمة والحديثة على جدران قدس الأقداس به، والذي تتعامد عليه الشمس يومي 7 أبريل و6 سبتمبر من كل عام، حيث تصل أشعة الشمس إلى قدس الأقداس عندما تكون الزاوية الأفقية للشمس 83 درجة من اتجاه الشمال.
وأشار المعهد، إلى أن من بين المهام الذى يتبناها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هى نشر الوعي العلمي الصحيح بين أطياف المجتمع المصري، وتعريفا بإنجازات المصريين القدماء وإظهار قدراتهم الفلكية والهندسية بالاحتفال سنوياً بظاهرة التعامد على المعابد المصرية المختلفة ولتغيير مفهوم الجمهور العام من مجرد المشاهدة إلى الفهم العلمي للظاهرة وحساب أوقاتها بالبرامج الفلكية ورصدها بالأجهزة الفلكية الحديثة وإجراء محاكاة لها باستخدام الوسائل التعليمية.
وقال: وبهذه المناسبة، وبرعاية من اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، وبحضور الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد، والدكتور عبدالعزيز طنطاوى، رئيس جامعة الوادى الجديد، والدكتور مجدى عطية مدير المركز الاقليمى بالوادى الجديد، ومنطقة آثار الوادي الجديد، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، سيتم تنظيم احتفالية يوم الإثنين الموافق 5 سبتمبر 2022 لتغطية هذا الحدث ورصده وتعريف الجمهور به، حيث تبدأ الاحتفالية بأمسية فلكية بمقر المركز الإقليمي للمعهد بالوادي الجديد، بمدينة الخارجة، يعقبها تدريب الجمهور على رصد السماء باستخدامات التلسكوبات الفلكية التي يوفرها المعهد.
وتبدأ اعمال رصد الظاهرة بمعبد هيبس صباح الثلاثاء 6 سبتمبر 2022 بعد شروق الشمس وحتى الساعة السادسة والنصف صباحا، وتحت إشراف المنطقة الأثرية بالوادي الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة