أثار الدكتور مصطفى الفقى موجة من الجدل بعد تصريحاته الأخيرة في إحدى البرامج التليفزيونية، حين قال إن توفيق الحكيم كان أحق من نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب، حيث أن اللجنة المانحة في الأكاديمية السويدية لم تمنحه الجائزة لأنه كتب في الإسلاميات.
وقد تنوعت الردود على هذا الرأي عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير أن الغالبية العظمى كانت على طريق المعارضة إذ اعتبر بعض المثقفين كلام الدكتور مصطفى الفقى لا يعدو عن كونه رأي شخصى بل وزاد البعض وقالوا إن قصة استبعاد توفيق الحكيم لكتابته في الإسلاميات هي من نسج خيال الدكتور مصطفى الفقي.
فكتب محمد شعير :"نظرية المؤامرة اللى عند الإسلاميين اللى شايفين نجيب محفوظ خد الجايزة بسبب أولاد حارتنا هى نفسها عند السيد مصطفي الفقى اللى شايف إن الحكيم لم يحصل على الجائزة لأنه كتب فى الإسلاميات... نفس المؤامرة اللى عند القوميين اللى شايفينه خد الجايزة بسبب موقفه من السلام مع اسرائيل، بس السؤال بجد إيه الإسلاميات اللى كتبها الحكيم ... يعنى هو مش العقاد مثلا ..ولا حتى طه حسين ...ومسرحياته أهل الكهف ومحمد مش مسرحيات إسلامية"، انتهى كلام شعير.
لكن لنعد إلى القصة من بدايتها هل كان توفيق الحكيم مرشحا من الأساس لجائزة نوبل والإجابة هى أنه بالفعل كان من الأسماء المطروحة على طاولة جائزة نوبل ففى كتاب "مذكرات من صفحات نجيب محفوظ" لـ رجاء النقاش، جاء أن توفيق الحكيم وطه حسين رشحا من قبل لنيل الجائزة العالمية، وقد كان تعليق نجيب محفوظ عن ذلك الأمر "فى اعتقادى أن توفيق الحكيم كان أحق من الدكتور طه حسين بجائزة نوبل، لأسباب موضوعية، أهمها أن إنتاج الدكتور طه حسين الفنى محدود فى حين أن إنتاج توفيق الحكيم الفنى غزير، ويميل إلى الناحية الإنسانية العالمية خاصة فى مجال المسرح. ومن سوء حظ الحكيم وطه حسين معا أنهما وجدا فى عصر ملىء بالعمالقة فى الأدب الأوروبى، مما قلل من فرصة حصولهما على الجائزة، وإن كان الحكيم سعى كثيرا للحصول عليها خاصة فى سنواته الأخيرة، وكان لديه أمل كبير، بل أتصور أن رحلته الأخيرة إلى باريس والتى كتب خلالها مسرحيته "السلطان الحائر" كانت من أجل جائزة نوبل، ومع ذلك لم يتحقق حلمه".
وقد حاول الرئيس السادات ترشيح "توفيق الحكيم" فى سبعينيات القرن الماضى، وذلك بعدما تلقى الدكتور عطية عامر، الأستاذ بجامعة ستوكهولم، خطابا من الأكاديمية السويدية عام 1978 بترشيح أديب عربى للجائزة، حيث جاء عامر إلى كلية الآداب فى جامعة القاهرة، والتقى بالدكتور عبدالعزيز الأهوانى والدكتور حسين نصار فى محاضرة كانت تحضرها السيدة الأولى لمصر فى السبعينيات، جيهان السادات، وذكر له حكاية الأكاديمية السويدية، فكان رأى نصار أن يرشح توفيق الحكيم، يقول عامر أن هذا اللقاء كان تحت مرأى ومسمع جيهان السادات.
ويقول عطية عامر، إن الرئيس الراحل أنور السادات تحدث إلى السفارة فى السويد، طالبا من السفير أن يتحدث إلى عامر وأن يخبره بأنه يريده أن يرشح الحكيم.
ووفقا لما كشفه الكاتب الصحفى وائل السمرى فى تقرير سابق معتمدا على كتاب "قصة نوبل نجيب محفوظ" يقول عطية عامر إنه رشح قبل نجيب محفوظ "طه حسين" سنة 1967 لكن لجنة نوبل لم تلتفت إليه، لأن المزاج العام وقتها لم يكن يسمح بحصول مصرى على نوبل، وبعد ذلك رشح نجيب محفوظ سنة 1978، حيث وصله خطاب من الأكاديمية السويدية لترشيح أديب عربى للجائزة قائلا إنه لو كان طه حسين حيا لرشحه، واستبعد من هذا الترشيح توفيق الحكيم الذى أراده السادات وأبلغ به السفير عمر شرف لكن "عطية" صمم على رأيه ولم يرشح الحكيم، لأن روح مصر تتجلى فى محفوظ، بينما أعمال الحكيم تحمل مسحه فرنسية.
أبلغ به السفير عمر شرف لكن "عطية" صمم على رأيه ولم يرشح الحكيم، لأن روح مصر تتجلى فى محفوظ، بينما أعمال الحكيم تحمل مسحه فرنسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة