اهتمام رجل الأعمال الأمريكى الشهير إيلون ماسك، بتاريخ مصر وحضارتها، أصبح أمرًا واضحًا ومُلفتًا للنظر، فهى ليست المرة الأولى التى يُشير فيها إلى الآثار الفرعونية، عبر حسابه الرسمى بموقع التدوينات القصيرة، تويتر، تلك المنصة الاجتماعية الشهيرة التى أصبح مالكًا لها العام الماضى.
ربما كانت المرة الأولى فى عام 2020، عندما أثار «ماسك» الجدل بتغريدة له يرى فيها أن بناة الأهرامات كائنات فضائية، ما دفع وزيرة التعاون الدولى، الدكتورة رانيا المشاط، للتعليق عليه بأنه يجب أن يأتى إلى مصر ليتعرف على الحضارة المصرية عن قرب، ومساء الخميس وبعد تعليقه على مقطع فيديو لمعبد دندرة بمحافظة قنا، من الداخل، بادر عدد كبير من المشاهير فى مصر والمؤثرين على السوشيال ميديا للتعليق عليه، وتعريفه بالمزيد عن حضارتنا وعراقة أجدادنا الفراعنة، ودعوة بعضهم له بأن يزور مصر للتعرف على معالمها وحضارتها.
ولكن تقدم كل هذه التغريدات دعوات غير رسمية، تدعوه كشخص أن يتوجه إلى مصر، دون أن تبادر وزارة السياحة والآثار كجهة رسمية مختصة بذلك بدعوته رسميًا، مع تحمل تكاليف إقامته وتخصيص برنامج متكامل لزيارة معالم مصر سواء التاريخية أو الطبيعية، مع توفير كل السبل اللازمة بأن تكون هذه الرحلة بالنسبة لـ«ماسك» لا تنسى، يتحاكى بها عبر حسابه الرسمى على تويتر، فتغريدة واحدة منها بملايين الحملات الدعائية التى يمكن أن تقوم بها «السياحة» أو غيرها من الجهات الدعائية، والتى تكلف أيضًا ملايين الدولارات حتى تؤتى ثمارها.
لعل اهتمام «ماسك» بتاريخ مصر الذى يلفت إليه من حين إلى آخر، يأتى كفرصة ذهبية يجب استثمارها، فى وقت مُهم تتجه فيه سياسات الدولة إلى الاستثمار وتوفير المزيد من الموارد الاقتصادية، والتى بالطبع تأتى السياحة من أهم مصادرها، وهو ما يضع وزارة السياحة والآثار أمام مسؤولية كبيرة للقيام بمزيد من الجهد فى سبيل الترويج السياحى من خلال السُبل التقليدية على المستوى المحلى من توفير عروض وبرامج مُيسرة بأسعار مُناسبة لجميع الفئات، والسُبل الحديثة التى تعتمد على السوشيال ميديا إلى حد كبير، فهى مُوجهة إلى الأجانب بشكل أوسع، حيث حسابات الوزارة على فيس بوك وتويتر، والتى أتابع أداءها منذ فترة، وأرى أنها من الحسابات الرسمية القليلة التى أدركت الفرق بين مفهوم الدعاية والترويج، ونشر الأخبار والبيانات الرسمية، فهى تُخصص حسابات خاصة للترويج السياحى، وأخرى تعنى فقط بنشر النشاطات والفعاليات الرسمية الخاصة بالوزارة ومسؤوليها، ولكنها بشكل عام تحتاج إلى مزيد من الجُهد لتحقيق المزيد من التفاعل.
فلنتخيل معا إذا قام الحساب الترويجى للوزارة عبر تويتر بتقديم دعوة رسمية لـ«ماسك» مع التواصل معه والتنسيق لهذا الأمر، وتشجيعه على زيارة مصر وليكُن لمدة 10 أيام تشمل معالم وأماكن سياحية مختلفة بها، وما يُمكن أن يترتب عليه من دعاية وتشجيع المزيد من الأجانب لزيارة مصر، ما يُمكنه تحقيق نتائج اقتصادية إيجابية فى فترة ليست بالكبيرة مقارنة بالحملات التقليدية والتى تتكلف الكثير من الأموال.