ينظم بيت المعمار المصري بدرب اللبانة، التابع لقطاع صندق التنمية الثقافية، بالتعاون مع مدرسة خزانة للتراث، اللقاء الأول من سلسلة "أعراق الأجداد"، للدكتور محمد قدرى، فى السادسة مساء غدٍ السبت.
ويقام اللقاء الأول تحت عنوان "مشايخ العجم"، والذي يسترجع تاريخ العجم الذين قدموا أفرادا وجماعات إلى القاهرة على مدار مئات السنين من كوران وأصفهان وتبريز وتستر وطوس وخبوشان وبخارى ونيسابور وسمرقند وأذربيجان، بل وحتى من هضبة التبت وغيرها، وسكنوا القاهرة في الزوايا والخانقاوات والتكايا حيث عاشوا وتوفوا ودفنوا بها، وتركوا في شوارعنا مساجدا وقبابا نمر عليها فى دروب القاهرة دون أن ندري شيئا عن تراثها الروحي والبشري المميز، منهم على سبيل المثال لا الحصر شاهين الخلوتي وحسن التسترى والخبوشانى النيسابورى وعلى الأويراتي، ويوسف العجمى الكورانى وزين الدين يوسف الكردى، وحسن الرومى وغيرهم.
جاءت فكرة إنشاء بيت المعمار المصري، في إطار أن العمارة هي فن البناء القائم على الإبداع والفكر لإيجاد الحيز المناسب لممارسة أنشطة ووظائف الحياة، والعمارة أشمل ما يعبر عن الثقافة الإنسانية والسلوك الجمعي، وهي معرض لتكامل الفنون والحرف، وهي نموذجاً لإعمال العقل في التعامل مع المناخ وعلم الإنشاء. العمارة فعل قصدي إرادي للتنسيق والموازنة والتدبير بين كل ما سبق وبين متطلبات صحة الإنسان الجسدية والنفسية لممارسة الحياة في أفضل صياغة وحسب الإمكانات المتاحة، وظروف العصر.
ويعد بيت المعمار المصري مزارا في حد ذاته، فهو نموذج لشكل وخصائص أحد أنماط المساكن في العصر العثماني (التركي) والذي سار على تقاليد العمارة المملوكية، ويأتي البيت ليؤدي الدور الكامل لمعنى متحف للعمارة، أو متحف لتاريخ الإنسان المصري مسجلاً بالبناء، فيدون البيت تاريخ ونماذج العمارة المصرية منذ فجر التاريخ وحتى القرن الحادي والعشرين، كمنتج ثقافي إجتماعي في تكامل للفنون وتعامل مع ظروف الموقع والمناخ ومواد الإنشاء وخبرات بنائية مكتسبة وتقدم علمي، ويلقي الضوء على عدد من رواد العمارة ذوي المدارس الفكرية المتميزة.