أحداث وقعت سنة 228 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامي

السبت، 14 يناير 2023 05:00 م
أحداث وقعت سنة 228 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامي البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد موت الخليفة المعتصم، وتولى ابنه الواثق جرت أحداث كثيرة بداية من عام 228 هجرية، فما الذى جرى، وما الذي يقوله التراث الإسلامي؟
 
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومائتين":
 
فى رمضان منها: خلع الواثق على أشناس الأمير، وتوَّجه وألبسه وشاحين من جوهر.
وحج بالناس فيها محمد بن داود الأمير.
وغلا السعر على الناس فى طريق مكة جدا، وأصابهم حر شديد وهم بعرفة، ثم أعقبه برد شديد ومطر عظيم، كل ذلك فى ساعة واحدة، ونزل عليهم وهم بمنى مطر لم ير مثله، وسقطت قطعة من الجبل عند جمرة العقبة فقتلت جماعة من الحجاج.
 
قال ابن جرير: وفيها مات: أبو الحسن المدائني، أحد أئمة هذا الشأن، فى منزل إسحاق بن إبراهيم الموصلي.
 
وحبيب بن أوس الطائي، أبو تمام الشاعر.
 
قلت: أما أبو الحسن المدائنى فاسمه: على بن المدائني، أحد أئمة هذا الشأن، وإمام الأخباريين فى زمانه،  وأبو تمام الطائى الشاعر، صاحب الحماسة التى جمعها فى فضل النساء بهمدان فى دار وزيرها.
فهو حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى، أبو تمام الطائي، الشاعر الأديب.
 
ونقل الخطيب عن محمد بن يحيى الصولى أنه حكى عن بعض الناس أنهم قالوا: أبو تمام حبيب بن تدرس النصراني، فسماه أبوه: حبيب أوس بدل تدرس.
 
قال ابن خلكان: وأصله من قرية جاسم من عمل الجيدور بالقرب من طبرية، وكان بدمشق يعمل عند حائك، ثم سار به إلى مصر فى شبيبته.
 
وابن خلكان أخذ ذلك من تاريخ ابن عساكر، وقد ترجم له أبو تمام ترجمة حسنة.
 
قال الخطيب: وهو شامى الأصل، وكان بمصر فى حداثته يسقى الماء فى المسجد الجامع، ثم جالس بعض الأدباء فأخذ عنهم وكان فطنا فهما، وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد.
 
وشاع ذكره وبلغ المعتصم خبره فحمله إليه وهو بسر من رأى، فعمل فيه قصائد فأجازه وقدمه على شعراء وقته، قدم بغداد فجالس الأدباء وعاشر العلماء، وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق.
 
وقد روى عنه أحمد بن أبى طاهر أخبارا بسنده.
 
قال ابن خلكان: كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير القصائد والمقاطيع وغير ذلك.
 
وكان يقال: فى طيء ثلاثة: حاتم فى كرمه، وداود الطائى فى زهده، وأبو تمام فى شعره.
 
وقد كان الشعراء فى زمانه جماعة فمن مشاهيرهم: أبو الشيص، ودعبل، وابن أبى قيس، وكان أبو تمام من خيارهم دينا وأدبا وأخلاقا.
 
ومن رقيق شعره قوله:
 
يا حليف الندى ويا معدن الجود * ويا خير من حويت القريضا
 
ليت حماك بى وكان لك الأجـ * ـر فلا تشتكى وكنت المريضا
 
وقد ذكر الخطيب، عن إبراهيم بن محمد بن عرفة: أن أبا تمام توفى فى سنة إحدى وثلاثين ومائتين وكذا قال ابن جرير.
 
وحكى عن بعضهم أنه توفى فى سنة إحدى وثلاثين، وقيل: سنة ثنتين وثلاثين فالله أعلم.
 
وكانت وفاته بالموصل، وبنيت على قبره قبة، وقد رثاه الوزير محمد بن عبد الملك الزيات فقال:
 
نبأٌ أتى من أعظم الأنباء * لما ألمَّ مقلقل الأحشاء
 
قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم * ناشدتكم لا تجعلوه الطائي
 
وقال غيره:
 
فجع القريض بخاتم الشعراء *وغدير روضتها حبيب الطائي
 
ماتا معا فتجاورا فى حفرة * وكذاك كنا قبل فى الأحياء
 
وقد جمع الصولى شعر أبى تمام على حروف المعجم.
 
قال ابن خلكان: وقد امتدح أحمد بن المعتصم ويقال ابن المأمون بقصيدته التى يقول فيها:
 
إقدام عمرو فى سماحة حاتم * فى حلم أحنف فى ذكاء إياس
 
فقال له بعض الحاضرين: أتقول هذا لأمير المؤمنين وهو أكبر قدرا من هؤلاء؟ فإنك ما زدت على أن شبهته بأجلاف من العرب البوادي.
 
فأطرق إطراقة ثم رفع رأسه فقال:
 
لا تنكروا ضربى له من دونه * مثلا شرودا فى الندى والباس
 
فالله قد ضرب الأقل لنوره * مثلا من المشكاة والنبراس
 
قال: فلما أخذوا القصيدة لم يجدوا فيها هذين البيتين، وإنما قالهما ارتجالا.
 
قال: ولم يعش بعد هذا إلا قليلا حتى مات.
 
وقيل: إن الخليفة أعطاه الموصل لما مدحه بهذه القصيدة، فأقام بها أربعين يوما ثم مات.
 
وليس هذا بصحيح، ولا أصل له، وإن كان قد لهج به بعض الناس كالزمخشرى وغيره.
 
وقد أورد له ابن عساكر أشياء من شعره مثل قوله:
 
ولو كانت الأرزاق تجرى على الحجا * هلكن إذا من جهلهن البهائم
 
ولم يجتمع شرق وغرب لقاصد * ولا المجد فى كف امرئ والدراهم
 
ومنه قوله:
 
وما أنا بالغيران من دون غرسه * إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم
 
طبيب فؤادى مذ ثلاثين حجةً * ومذهب همى والمفرج للغم
 
وفيها توفي: أبو نصر الفارابي، والعبسي، وأبو الجهم، ومسدد، وداود بن عمرو الضبي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني.
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة