ونحن نتحدث عن خطوات لدوران عجلة الاقتصاد، تأتى السياحة لتمثل أحد الأنشطة الاقتصادية المهمة، لكونها ذات عوائد سريعة، وتوفر لها بنية أساسية قوية، مع تنوع المصادر السياحية بين ثقافية، وشاطئية، وعلاجية، وتوفر طقسا معتدلا أغلب شهور السنة، وطوال الوقت فإن هناك دائما إعلانا من الخبراء - أى الناس - بأن مصر تستحق أضعاف الدخل القادم من السياحة، وأن الأمر فقط بحاجة إلى أفكار وتصورات يمكنها جذب السياح بجهود احترافية عادية، فى ظل منافسة عالمية تظل لدينا فيها ميزات تفضيلية.
وهناك تصورات لدى بعض القطاعات، بأن السياحة المتوسطة ليست اقتصادية، ولا يمكنها أن تكون المصدر الأساسى للدخل السياحى، بينما كل الدول المعروفة بتحقيق دخول وعوائد سياحية كبيرة تعتمد على السياحة المتوسطة، والرحلات الاقتصادية التى تناسب الأحوال الاقتصادية للطبقات الوسطى فى العالم، وتمثل عنصر جذب بوصفها الزبون الأكثر إقبالا لقضاء الإجازات.
وهناك مصريون وعرب يسافرون فى رحلات اقتصادية ورخيصة إلى دول لا تمتلك نفس إمكانياتنا السياحية، لكن هذه الدول تقدم الإقامة بالإفطار والتسوق، بل إن هذا النوع من السياحة ينعكس على المنشآت السياحية وعلى المولات والمطاعم والأنشطة المختلفة، بجانب أنه يشكل عوائد واضحة على المجتمع نفسه، وهو أمر بحاجة إلى أن تتم مناقشته بين الأطراف المتعددة العاملة فى مجال السياحة.
وربما يكون مستثمرو قطاع السياحة بحاجة إلى مناقشة أكثر اتساعا للأفكار الخاصة بالعمل والترويج، لأن حتى السياحة الداخلية لا ينظر إليها كثير من صناع السياحة بوصفها أمرا يستحق التسويق والاهتمام، بالرغم من أنه فى أوقات الأزمات دائما ما تتضح قيمة السياحة الداخلية وتتأكد أهميتها، والأمر ذاته فيما يتعلق بالسياحة المتوسطة، التى تمثل النوع الأكثر رواجا، وهناك دائما عروض وأسعار مناسبة جدا فى دول مختلفة، وهو ما يحتاج خضوعه للمناقشة.
وربما تكون الجهات والشركات والأطراف العاملة فى قطاع السياحة، بحاجة لعقد فعاليات ومؤتمرات لدراسة الإمكانيات والفرص، وأفضل طرق استغلالها، لتحقيق عوائد من القطاع الأكثر قدرة على النمو.
السياحة من القطاعات والأنشطة التى تتطلب عقد الفعاليات حولها فى ظل ما يجرى من تطوير وتحديث فى البنية الأساسية التى تخدم السياحة، من متاحف أو فعاليات، مثل موكب المومياوات وافتتاح طريق الكباش، ومتحف الحضارات، وقرب افتتاح المتحف الكبير، مع شبكات طرق ونقل متعددة تسهل التحرك والنقل للسياح، وتوفر الوقت والتكاليف، كلها عناصر تمثل «قيمة» يمكن استغلالها وتوظيفها لخدمة السياحة.
الأمر ذاته فيما يتعلق بالاستغلال الإعلامى لشخصيات عالمية، تأتى للسياحة وتسجل انطباعات إيجابية، وتوثق انبهارها بالحضارة والمعالم المتعددة.
قد يكون من ضمن ما يجب مناقشته، كيفية توسيع وزيادة الوعى بأهمية السياحة، وكيفية التعامل مع السياح وردع أى سلوكيات من شأنها أن تمثل عوائق فى التعامل مع السائح.
ونكرر أن السياحة نشاط يدر عوائد مباشرة وسريعة، وتوفر فرص عمل ودخلا لفئات متعددة لعشرات الأنشطة السياحية المباشرة، وأيضا لعشرات الخدمات والأنشطة المعاونة، وبالتالى فإن وعى كل هؤلاء بأن السياحة مهمة لهم، يفرض وعيا جمعيا بأن حماية وتنمية هذا القطاع تستحقان الجهد من الجميع.
وإذا كانت الدولة تتحرك فى كل الاتجاهات لتوفير بنية أساسية ومتاحف وشبكات طرق، فهناك فرصة لأن تتفاعل الأطراف المتعلقة بهذا القطاع للعمل معا، للتوصل إلى أفضل طرق الاستثمار والتعامل مع قطاع حساس كالقطاع السياحى، وهناك دور لهيئة التنشيط السياحى والهيئات المختلفة والطيران، بجانب الغرف السياحية، كل تلك الجهات ينبغى أن تنسق مع بعضها البعض لدراسة أفضل الخطط والتصورات والعروض التى تجذب السياحة، مع العلم بأن كل استثمار فى هذا القطاع سيكون له عوائد مباشرة، وغير مباشرة، وسريعة.
p