كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن البروبيوتيك أو بكتيريا الأمعاء المفيدة تعمل على تخفيف مجموعة من الحالات، من متلازمة القولون العصبي إلى الأكزيما.
وقالت الصحيفة: يحاول العلماء الآن برمجة البكتيريا "الصديقة" لإنتاج الأدوية، موضحين أنه من المأمول أن الدواء الذي يتم ضخه من خلال مصانع الأدوية المجهرية هذه سيوفر علاجًا جديدًا لالتهاب المفاصل الروماتويدي (RA) - وهي حالة من أمراض المناعة الذاتية تؤثر على 400000 شخص في المملكة المتحدة، وتحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أنسجة المفاصل، مما يسبب الالتهاب، والألم والتيبس.
كان الباحثون يأملون في أن تخفف البروبيوتيك وحدها أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي من خلال تعزيز نمو الميكروبات ذات الخصائص المضادة للالتهابات في الأمعاء، لكن النتائج حتى الآن كانت مخيبة للآمال، ومع ذلك، ربما توصل العلماء في الولايات المتحدة إلى حل، لقد قاموا بهندسة البكتيريا لصنع مركب مضاد للالتهابات يسمى ShK-235، والذي يتم إطلاقه مباشرة في مجرى الدم، مما يسمح بجرعات أعلى للوصول إلى المفاصل.
وقالت الصحيفة، إنه عادةً ما توجد في سم شقائق النعمان البحرية، يقوم ShK-235 بحجب قنوات البوتاسيوم - "الممرات" الموجودة على سطح خلايانا والتي تنحرف في التهاب المفاصل الروماتويدي، مما يؤدي إلى الإفراط في إنتاج الجزيئات الالتهابية التي تهاجم الجسم، مما يتسبب في تنكس المفاصل.
وأوضحت الصحيفة، إنه في دراسة أجرتها كلية بايلور للطب في تكساس، أعطيت الفئران المصابة بأعراض تشبه التهاب المفاصل الروماتويدي بكتيريا "صديقة" معدلة لصنع هذا المركب، موضحة، أن جرعة واحدة تقلل بشكل كبير من علامات التورم حول المفاصل، حيث تتحرك الفئران المصابة بالتهاب المفاصل بحرية أكبر بعد العلاج، يأمل العلماء الآن في التقدم نحو التجارب البشرية.
قالت الباحثة كريستين بيتون: "نحن بحاجة إلى التأكد من أن البكتيريا تنتج بشكل كبير فى الأشخاص الذين لديهم جينات مختلفة وأنظمة غذائية مختلفة".
أكدت كلوديا موري، أستاذة علم المناعة في جامعة كوليدج لندن، أن هناك حاجة إلى تفكير جديد في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، حاليًا، يوصف مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي العقاقير المضادة للروماتيزم مثل الميثوتريكسات، جنبًا إلى جنب مع علاجات الأجسام المضادة مثل adalimumab و infliximab ومسكنات الألم، تعمل هذه الأدوية على تهدئة جهاز المناعة ووقفه عن مهاجمة خلايا الجسم.
ومع ذلك، يعاني معظم الناس من انخفاض طفيف في الأعراض ويمكن أن يكون للعلاجات آثار جانبية بما في ذلك الصداع وترقق الشعر.
تدرس البروفيسورة موري، الآن مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي المبكر، مؤكدة، إنه إذا ثبت أن هذه النظرية صحيحة، فإن الأطعمة الغنية بالألياف التي تعزز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء قد تساعد في إصلاح بطانة الأمعاء وتخفيف أعراض المرض.
وأوضحت، إنه مع كل أمراض المناعة الذاتية هذه، يميل المرضى إلى المرور بفترات يشعرون فيها بالتحسن لأسباب لا نعرفها، ثم يعود المرض مرة أخرى.