صدرت حديثًا عن المركز القومي، للترجمة الطبعة العربية من كتاب "المباحث العلمية البينية" من تأليف جو موران، ومن ترجمة محمد عناني، ومن المزمع أن يكون الكتاب ضمن إصدارات المركز في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
يقول محمد عنانى يتناول هذا الكتاب مناهج البحث العلمي الحديثة وكيف نشأت وكيف تطورت واستقلت ثم اشتبك بعضها في بعض فنشأ ما يسمى بالمنهج البيني أو البينية التي تعنى الجمع بين التخصصات وإذا كانت الموضوعات التي يركز عليها المؤلف أقرب إلى العلوم الانسانية وهو ما يسميها بالانسانيات.
ويضيف "عنانى" فهو يصول ويجول في جمع المباحث العلمية حتى الطبيعية (الفيزيقية منها) وإذا كان يجعل مدخله دراسة اللغة الانجليزية وآدابها، فذلك لأن الكفاح الذى خاضه دارسو اللغة الانجليزية وآدابها في سبيل جعلها موضوع بحث أكاديمي أي معتمد من الجامعات البريطانية ثم الامريكية يمثل الصراع في سبيل تمكين المباحث العلمية في الإنسانيات عمومًا من الاستقلال أولا ثم الاشتباك في دراسات بينية على امتداد القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين
المباحث العلمية البينية
وإذا استبدلت "اللغة العربية واّدابها "بما يقوله في ذلك الموضوع لوجدت انطباقا شبه كامل على ما حدث ويحدث لدينا في الحياة الجامعية العربية فقد تلاطمت الأفكار في القرن العشرين في الوطن العربي حول جدوى دراسة الأدب ومناهجه ومدى قبول المناهج البينية الحديثة في دراسته وحول إمكان التزواج او الترابط بين الدراسات الثقافية الحديثة النشأة والبحوث العلمية المنتمية رسميًا إلى مجالات أخرى اجتماعية ونفسية واقتصادية وسياسية وفلسفية إلى الحد الذي يستطيع القارئ معه ان يدرك أن حديث المؤلف عن هذا التلاطم والتضارب مقصود به دراسة أي لغة قومية واّدابها لا اللغة الانجليزية واّدابها وحدها
يستطرد محمد عنانى، لقد خصصت بالذكر اللغة العربية واّدابها لأن دارسيها في الوطن العربي وفي مصر خصوصا كانوا سباقين إل الأخذ بالبينية منهجا يوازي أو يشتبك مع المناهج التقليدية وربما يدهش القارئ حين يرى كيف تزامن الكفاح في سبيل الاعتراف بدراسة اللغة واّدابها بالمناهج الحديثة في مصر مع الكفاح المماثل في انجلترا وكيف يتشابه الصراع حول مفهوم الأدب ودراسته عندنا وعندهم بل كيف كتب للمناهج التقليدية البقاء جنبًا الى جنب مع المناهج البينية الحديثة
مؤلف الكتاب جو موران أستاذ في التاريخ الثقافي بجامعة جون مورس بمدينة ليفربول، المترجم الكبير الراحل عميد المترجمين محمد عناني أستاذ الادب الانجليزي بجامعة القاهرة والأديب والناقد ،له عدد كبير من الكتب في النقد الأدبي ومباحث دراسات الترجمة حاز وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في العام 1985 و اختير خبيرًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة 1996 وفاز بجائزة التفوق في الاداب 1999 ،جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2002 وجائزة رفاعة الطهطاوي في العام 2014.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة