تستمر أسعار الغاز الطبيعى في التراجع ، مما يفقد روسيا سلاحها في الضغط على أوروبا ، حيث انخفضت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 25% منذ بداية العام الجارى، وهذا يأتي بفضل الطقس الدافئ الذى يميز الشتاء الاوروبى لأول مرة في تاريخها ، مما يجعل روسيا تفقد سلاحها للضغط على القارة العجوز.
وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية إلى أن الصندوق الهولندي أعلى انخفاض سعر الغاز 3% إلى 56.50 يورو لكل ميجاواط/ ساعة، وبذلك تعتبر هي المرة الثالثة التي تنخفض فيها أسعار الغاز منذ بداية العام، حتى وصل الانخفاض إلى 25%.
أدى الشتاء الدافئ غير المعتاد في أوروبا حتى الآن إلى إحباط خطط الكرملين لرفع أسعار النفط والغاز، حيث أن روسيا تفقط سلاجها ضد أوروبا ببطء وثبات ، وتفكك خطط بوتين تجاه أوروبا ومحاولة للضغط عليها، في الوقت الذى تفقد فيه موسكو جزءا كبيرا من السوق بسبب صادرتها من الطاقة ، والتي تعد العمود الفقرى للاقتصاد.
تشير توقعات الطقس إلى أن درجات الحرارة سترتفع في الأيام المقبلة في الدول ذات الاستهلاك الأعلى للغاز في أوروبا، وستصل درجات حرارة أكثر اعتدالًا إلى شمال غرب أوروبا الأسبوع المقبل بعد موجة البرد الحالية.
وأوضحت الصحيفة أن مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي ستظل مرتفعة بشكل غير عادي في هذا الوقت من العام، فهي ممتلئة بنسبة 77٪ في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى وأعلى بكثير من متوسط الخمس سنوات لموسم التدفئة الشتوي.
وتخفف الكميات الكبيرة من الغاز المخزن والتدفق المستمر لشحنات الغاز الطبيعي المسال مخاوف الإمداد في غياب الغاز الروسى عبر خط الأنابيب.
كتب محللو دويتشه بنك إيه جي في مذكرة هذا الأسبوع "يمكننا أن نتحمل أن نكون أكثر تفاؤلاً ، فتخزين الغاز يتزايد وأسعار الغاز تتراجع، كما أن التضخم ينخفض وعدم اليقين يتناقص."
من ناحية أخرى ، في ألمانيا ، أكبر اقتصاد في أوروبا ، قالت وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية أنها "ترى أن الوضع أقل توترا مما كان عليه في بداية الشتاء".
ولذلك فإن الطقس الدافئ يعتبر ضربة من عقوبات الاتحاد الاوروبى ، حيث تعرض الكرملين من انخفاض صافى دخل روسيا من صادرات الطاقة بمقدار 160 مليون يورو ، حتى الآن ، في الشهر الماضي ، انخفضت عائدات الصادرات الروسية من الوقود الأحفوري بنسبة 17٪ ، مسجلة أدنى مستوى لها منذ ما قبل حرب أوكرانيا في أوائل العام الماضي.
ويرى الخبراء أنه على الرغم من أسعار الغاز لا تزال مرتفعة لكن نقص استهلاك الغاز بسبب الطقس الدافئ في أوروبا أدى الى الانخفاض التدريجى ، ولكن مع احتمالية بوجود موجة من البرودة الشديدة في الأشهر المقبلة في أوروبا سينقلب الميزان لصالح روسيا، ولكن حتى الآن لا تزال التوقعات وردية في الوقت الحالي بالنسبة للكتلة الأوروبية.
تشير معظم تنبؤات الصناعة الآن إلى موسم إعادة الشحن في الربيع والصيف لتخزين الغاز بدءًا من قاعدة عالية ، مما يهدئ المخاوف من أن يكون شتاء 2023/24
وفى السياق نفسه ، أوضحت صحيفة "الموندو" الإسبانية أنه على الرغم مما يحدث ، فإن روسيا لن تتراجع في حربها ضد أوكرانيا ، ويرى الخبراء أنه لا يزال لدى روسيا ما بين 1.3 و1.5 مليون طن من ذخيرة الحقبة السوفيتية في المخازن ، وبالمعدل الحالي فإن الترسانة كافية لتستمر حتى مايو او يونيو من هذا العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة