نقلاً عن صوت الأمة
ـ ودعنا سنوات الظلام وانقطاع الكهرباء باستثمار 1.5 تريليون جنيه
ـ ودعنا سنوات الظلام وانقطاع الكهرباء باستثمار 1.5 تريليون جنيه
ـ تطوير الموانئ وتطوير شبكة الطرق ضرورة لمواكبة تغيرات حركة التجارة العالمية
ستظل جدلية فائدة المشروعات القومية الكبرى، المسيطرة على عقول المرضى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، جدلية يريدون أن تظل قائمة على غرار جدلية أيهما أولا الفرخة أم البيضة.
نعم، فمن يريد تصدير الأمر على أنه مشكلة كبيرة، وأن هذه المشروعات هى السبب فى الأزمة الاقتصادية الحالية هم مرضى، لا يريدون أن يروا إلا ما يعتبرونه هم صحيحاً، حتى وإن كانت الحقيقة واضحة أمامهم، ولا تحتاج لتوضيح، لكن "فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا".
نعم فى قلوبهم مرض الحقد والغل والكراهية للدولة، ولمن يريدون أن يضعوا الدولة المصرية على المسار الصحيح، لا يهمهم المواطنين، بقدر ما يهمهم التشوية والتشويش أيضاً.
هؤلاء المرضى يزعمون أن المشروعات الكبرى مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات الإسكان والكهرباء وغيرها، جاءت على حساب المواطنين، وأنها أرهقت موازنة الدولة دون تحقيق نتائج تصب فى صالح الاقتصاد.
وتناسى هؤلاء المرضى، أن الدولة منذ 2014 تسير على مسارين متوازيين، هما التنمية بكافة أفرعها، سواء بنية أساسية أو مشروعات كبرى، ومظلة الضمان الاجتماعى، التى استطاعت أن توفر حماية لكل المصريين الذين قد يتأثرون من التغيرات الاقتصادية الدولية، فالمساران لم يكونا أبداً متضادين، بل متوازيان.
وبالعودة إلى ما يروج له المرضى حول المشروعات القومية، فرغم أن الحقائق واضحة، ولا تحتاج لمزيد من التوضيح، لكن لا أرى مشكلة فى إعادة التأكيد مرة أخرى علهم يفيقون من غفلتهم.
لماذا الغضب من العاصمة الإدارية؟
إذا تحدثنا عن العاصمة الإدارية، فمن قال إنها أرهقت موازنة الدولة؟.. فمن يملك الدليل فليتقدم به، فالجميع يعلم أن العاصمة الإدارية تم إنشاؤها خارج موازنة الدولة، ولم تكلف ميزانية الدولة جنيها واحداً، بل إن العاصمة الجديدة لديها اليوم شركة تزخر بمئات المليارات من الجنيهات، حصيلة بيع أراضٍ ومنشآت سكنية وإدارية لمستثمرين ومطورين عقاريين مصريين وأجانب، بل أن هناك توجه من الدولة لطرح الشركة فى البورصة المصرية.
الغريب فى الأمر، أن من يتحدثون عن العاصمة الجديدة وينتقدونها، هم من كتبوا ليل نهار غاضبين من زحام القاهرة، ومطالبين الدولة بالبحث عن حلول، وصبوا لعناتهم على التكدس داخل المصالح الحكومية، وطالبوا بالخروج من العاصمة الضيقة إلى الوادى الفسيح، بحثاً عن متنفس جديد. وحينما خرجت الدولة إلى الصحراء وحولت رمالها الصفراء إلى اللون الأخضر الباهر، وتكالب المستثمرون لضخ أموالهم فى مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، عاد الناقمون مرة أخرى، ولعنوا العاصمة الجديدة، وحملوها كل أزمات مصر.
هل قناة السويس الجديدة بلا فائدة؟
ثانى المشروعات التى تثير غضب المرضى، هى قناة السويس الجديدة، التى تهكموا عليها فى البداية وقالوا عنها "ترعة"، وما إن تحولت إلى واقع على الأرض، يشيد بها العالم، رجعوا وقالوا إنها السبب فى الأزمة الاقتصادية الحالية.
ألم يصل لعلم هؤلاء أن دخل قناة السويس عندما قررت الدولة تطويرها فى 2014 كان 4.5 مليار دولار سنويا، واليوم بعد تطويرها ارتفع دخل القناة ليصل إلى حوالى 8 مليارات دولار حاليا، وأن المستهدف أن يصل إيرادها السنوى إلى 12 مليار دولار سنويا.
هل القناة الجديدة التى أضافت لنا 3.5 مليار دولار سنوياً بلا فائدة، بل سبب الأزمة، أم أن الأزمة سببها هؤلاء المرضى، الذين كانوا يريدون لقناة السويس أن تبقى كما هى مهملة وعاجزة عن مجابهة تطورات التجارة الدولية دون الاستفادة منها أقصى استفادة، حتى يفرح من يقفون خلف هؤلاء المرضى ويوجهونهم لأغراض فى نفوسهم.
واتصالا بقناة السويس، نسمع كثيراً من ينتقد المشروعات الخاصة بالنقل، وتحديداً الموانئ والطرق والكبارى، رغم يقينهم أن تطوير الموانئ المصرية كان شيئا ضروريا لتعزيز دور مصر فى حركة التجارة العالمية، خاصة وأنها تقع فى منطقة هامة للغاية.
فالدولة التى تفكر فى المستقبل هى من تعرف موطئ قدمها، وتخطط بشكل علمى وسليم، فالقناة الجديدة، هى بداية لمشروع قومى ضخم، يحول منطقة قناة السويس إلى واحدة من كبرى المناطق الاقتصادية فى العالم، يحوى موانئ حديثة ومتطورة وبنية تحتية قوية، ومن حولها شبكة قومية للطرق تربط كل الجمهورية.
نعم الشبكة القومية للطرق فى مصر، شهدت استثمار ما يقرب من 1.8 تريليون جنيه، لكن من يستطيع أن يقول إن هذه الشلكة لم تكن ضرورية؟.
هل كانوا يريدون أن تظل مصر كما كانت فى 2013 تعانى من أزمة فى الكهرباء والطاقة؟.
الغريب فى الأمر، أن نرى ونسمع ونتابع من يهاجم الدولة لأنها وسعت مشروعات الكهرباء والطاقة، ويقولون ما فائدة كل هذه المليارات التى تنفقها الدولة على هذه المشروعات، وكأنهم يريدون أن تظل مصر على ما كانت عليه فى 2013 حتى يرضون عنها.
ألا يدرك هؤلاء أن مصر شهدت خلال السنوات السبعة الماضية زيادة سكانية بنحو 14 مليون مواطن، أوصلت عدد السكان إلى مشارف الـ105 ملايين نسمة، وأنه خلال السنوات العشرة الماضية التى تلت عام 2011 شهدت زيادة بنحو 20 مليون مواطن، وكل هذه الزيادة، تحتاج إلى تطوير البنية الأساسية للكهرباء وغيرها، لمجابهة الطلب والتنمية المستهدفة.
ألا يعلم هؤلاء أنه بدون الـ 1.5 تريليون جنيه التى استثمرتها الدولة فى مرفق الكهرباء لأظلمت الدولة بالكامل، ولما استطعنا أن نفتح أيدينا لاستقبال الاستثمارات الأجنبية التى توفر فرص عمل، وتحقق الكثير من الأهداف التى تسعى لها الدولة.
هذه بعض النماذج للمشروعات التى نفذتها الدولة ولا تزال مستمرة فى تنفيذها، دون الالتفات لأحاديث الإفك التى يروج لها المرضى، وأصحاب الضغائن، لأنه بدون هذه المشروعات لأصبحت مصر دولة منهارة.
فالأرقام والدراسات وكل شيء فى الدنيا يؤكد لنا أن:
• المشروعات القومية قضت على أزمة انقطاع الكهرباء .
• المشروعات القومية حققت السيولة المرورية فى الشوارع.
• المشروعات القومية وفرت السكن الكريم لأهالينا فى العشوائيات .
• المشروعات القومية قدمت خدمة صحية لائقة بالمصريين.
• المشروعات القومية أعادت ربط مصر بمحيطها الإقليمى وبالعالم كله.
• المشروعات القومية لم تكن رفاهية وإنما ضرورة فرضتها الوقائع على الأرض.
المؤكد بالنسبة لى ولكثيرين غيرى، أن من يتحدث عن جدلية المشروعات القومية الكبرى وفائدتها، لا يبغى الصالح العام، وكل همه ألا تنجح مصر أو رئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لذلك لا يصح أن نبقى مشغولين بمن يتسترون بستار الدفاع عن الدولة والصالح العام فى حين أنهم لا يبغون إلا الظهور والمصالح الشخصية.
أليس هؤلاء من يصدعوننا ليل نهار عن هيبة مصر وسط الأمم ويعقدون ليل نهار مقارنات بين مصر ودول أخرى قريبة وبعيدة، وحينما نخطو خطوة للأمام يولولون باسم ميزانية الدولة.. من أنتم، فتظهرون وجوهكم واخلعوا الأقنعة الزائفة.
الحقيقة الواضحة أمامنا أننا بالفعل نواجه أزمة اقتصادية، لكن السؤال ما هو مصدرها وسببها، هل المشروعات؟.. من يقول ذلك لا يفهم شيئا حتى وإن اعتمد على مقولات مقصوصة من تقارير دولية، لأن هذه التقارير لم ولن تقول "بلاها مشروعات وتنمية"، الأزمة سببها معروف وواضح لكن لا يريدونها هكذا بل يريدونها سياسية لمناكفة الدولة والحصول على بعض المكاسب.
بئس هذا التفكير والعقل الذى لا يستند إلا على منطق الانبطاح لمن يقول له "عليك وعلى الدولة المصرية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة