ملف تعويضات شائك تشهده ولاية كاليفورنيا بسبب برنامج "تعقيم قسري" فرضته عدة ولايات منذ عام 1909، وذلك بعدما رفعت سجينة تدعي مونلايت بوليدو، دعوي تعويض بعد استئصال كامل للرحم رغماً عنها .
وفتحت الدعوي التي حركتها بوليدو بعد إطلاق سراحها في يناير 2022، الباب أمام ضحايا مماثلين للمطالبة بتعويضات، حيث حصلت على 15 ألف دولار أمريكي بعدما أثبتت تعرضها لتضليل، حيث أخبرها الأطباء أنهم بصدد استئصال ورم سرطاني"، وهو ما تم اثبات عدم صحته.
ويعود برنامج التعقيم القسري إلى عام 1909، حيث عمدت الولايات علي تعقيم المتهمين بجرائم جنائية أو من يعانون من اضطرابات عقلية أو اعاقات جسدية في خطوة لوقف تكاثرهم ، وأقرت المحكمة الأمريكية العليا أن يظل هذا البرنامج والمعروف باسم "تحديد النسل" سارياً حتي عام 1979 ، وخلال فترة سريان هذا البرنامج ، تعرض آلاف الأمريكيين ـ ذكور وإناث ـ لعمليات تعقيم ضد إرادتهم او بدون علمهم .
وبحسب وكالة الأسوشيتدبرس، كان لدى لولاية كاليفورنيا أكبر برنامج تعقيم قسري في البلاد، حيث قام بتعقيم حوالي 20 ألف شخص بدءًا من عام 1909، وهو ما دفع سلطات الولاية للبدء بشكل عاجل في إعادة دراسة ملفات ما يقرب من 600 حالة فقد أصحابها القدرة علي الانجاب لدفع التعويضات بشكل استباقي، وتلافي الدخول في مواجهات قضائية ربما تنتهي بفرض تعويضات أكبر.
وبعد عام من البحث، وافقت الولاية على الدفع لـ 51 شخصًا فقط من أصل 310 تقدموا بطلبات تعويض بالفعل، ولم يتبق سوى عام واحد قبل أن يتم إغلاق البرنامج الذي تبلغ تكلفته 4.5 مليون دولار وتظل التحديات شديدة، حيث رفض مسؤولو الولاية طلبات لـ 103 شخص ، وأغلقوا ثلاثة غير مكتملة، ويعالجون 153 آخرين لكنهم يقولون إنه من الصعب التحقق من الطلبات لأن العديد من السجلات قد فُقدت أو دمرت.
ووفقا للتقرير، هناك مجموعتان من الأشخاص مؤهلين للحصول على التعويضات، وهم أولئك الذين تم تعقيمهم من قبل الحكومة خلال ما يسمى بحركة تحسين النسل التي بلغت ذروتها خلال الثلاثينيات ومجموعة أصغر وهم الذين كانوا مودعين داخل السجون منذ حوالي عقد من الزمان.
ومن بين 45 شخصًا تمت الموافقة عليهم للتعويضات حتى الآن ، تم تعقيم ثلاثة فقط خلال عصر تحسين النسل. ومع الضحايا الناجين من تلك الفترة في الثمانينيات والتسعينيات وما بعدها، أرسل مسؤولو الدولة ملصقات وصحائف وقائع إلى 1000 دار رعاية و 500 مكتبة في جميع أنحاء الولاية على أمل الوصول إلى المزيد منهم، ولازال البحث جاريا.
وقالت ليندا جليدهيل، المديرة التنفيذية لمجلس تعويضات ضحايا كاليفورنيا الذي يشرف على البرنامج: "نحاول العثور على جميع المعلومات التي يمكننا الحصول عليها، وفي بعض الأحيان علينا فقط أن نأمل في أن يتمكن شخص ما من العثور على معلومات أكثر تفصيلاً بمفرده نحن في بعض الأحيان غير قادرين على التحقق مما حدث".
وقالت ويندي كاريلو، العضو الديمقراطي في جمعية كاليفورنيا التي دفعت للحصول على الموافقة علي صرف التعويضات على البرنامج ، إنها ستطلب من المشرعين تمديد الموعد النهائي لتقديم الطلبات إلى ما بعد عام 2023. إنها تريد منح الضحايا مزيدًا من الوقت للتقدم"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة