تظل الملكة نفرتيتى متفردة ومسيطرة على أذهان شعوب العالم بشكل عام وعلماء المصريات بشكل خاص، نظرًا لمكانتها وشهرتها الواسعة، ولهذا تستمر محاولات العلماء للكشف عن مقبرتها والمومياء الخاصة بها، فحال العثور عليه ستحدث بلا أدنى شك ضجة عالمية تتضاهى اكتشافات مقبرة الملك توت عنخ آمون.
أولا من هى نفرتيتى؟ نفرتيتى اسمها الكامل نفرنفرو آتون نفرتيتى، تزوجت من الفرعون الشهير إخناتون، وكانت ملكة مصر القديمة فى فترة ثراء كبير وكانت والدة توت عنخ آمون، وهناك اعتتقادات أنها حكمت بعد وفاة زوجها كملكة على الرغم من اختلاف علماء حول هذا الأمر.
وهنا يقول عالم المصريات الكبير زاهى حواس: أعتقد حقًا أنالملكة نفرتيتى حكمت مصر لمدة ثلاث سنوات بعد وفاة إخناتون تحت اسم سمنخ كا رع".
تعد الملكة نفرتيتى القضية التى تعلو الساحة العالمية طوال الوقت منذ خروج رأس تمثالها وحتى البحث بهدف العثور على مقبرتها، وكانت من ضمن تلك المحاولات فى 13 أغسطس من عام 2015 حين أدعى البريطانى نيكولاس ريفز أن الملكة نفرتيتى مدفونة فى غرفة سرية خلف قبرة الملك توت عنخ آمون، ونشر هذا الادعاء فى جريدة أجنبية على أنه بحث.
وبالفعل تم التواصل مع نيكولاس ريفز وأتى إلى مصر وفى 28 سبتمبر 2015، وقام بمعاينة مقبرة توت عنخ آمون، لاكتشاف مقبرة نفرتيتى بالبر الغربى.
وفى 1 أكتوبر 2015 تم عقد مؤتمر صحفى لاستعراض بحثه بالكامل، وأكد من خلاله أنه يتوقع وجودها فى إحدى الحجرات الجانبية لمقبرة الملك الذهبى توت عنخ آمون، وبنى عالم المصريات البريطانى نظريته على أنه يوجد مدخلان وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون الواقعة فى وادى الملوك التى تضم مومياوات غالبية ملوك الأسرة الـ18 (1550- 1292 قبل الميلاد) والأسرة الـ19 (1292- 1186 قبل الميلاد)، وأن الجهة الشمالية من المقبرة يقع فيها مدخل قد يوصل إلى مقبرة نفرتيتى التى ماتت قبل وفاة الفرعون الصغير بعشر سنوات.
وقامت بعد ذلك اللجنة الدائمة بالموافقة على مقترح نيكولاس ريفز، وذلك كان يوم 22 أكتوبر 2015م، بشأن الاستعانة بأجهزة رادار فى عمليات اختبار الجدران الداخلية لمقبرة توت عنخ آمون.
وفى 8 مايو 2016، عقد الدكتور خالد العنانى وزير الآثار السابق، بعد توليه حقيبة وزارة الآثار، مؤتمرا موسعا ضم عالم المصريات البريطانى نيكولاس ريفز، وعلماء الآثار على رأسهم الدكتور زاهى حواس، والذى حذر البريطانى قائلاً: إننا لا يمكن أن نعتمد على نظريتك دون أدلة كاملة، بالإضافة لأنك لا تملك الأدلة الكاملة.
بينما أوضح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار السابق، خلال حواره مع "اليوم السابع"، عام 2017، أنه عندما ذهب لمعاينة المقبرة لم يجد شيئا واضحا، وأنه يرحب بالتعاون مع أى جهة علمية دولية تستخدم رادار غير مؤذٍ للآثار المصرية وبتقنية مختلفة عما سبق استخدامه، مؤكدا أنه ليس على يقين بأن كلام "نيكولاس" صحيح، لعدم وجود دلائل علمية تؤكد نظريته.
وفى عام 2017، أجرى فرانشيسكو بورسيللى من جامعة "بوليتكنك" فى تورينو، إيطاليا، دراسة استقصائية باستخدام GPR داخل القبر، واستبعد وجود أى غرف خفية.
ومع هذا لم يتوقف البحث عن مقبرة الملكة الشهيرة حيث أعلن عالم المصريات الكبير زاهى حواس خلال العام المنصرم 2022، عن أنه سيفجر مفاجأة كبيرة بخصوص قبر الملكة نفرتيتى، نظرًا لحصوله على نتائج حمض نووى خاص بالأسرة الثامنة عشر من "إخناتون إلى أمنحتب الثانى أو الثالث"، كما أشار إلى أن هناك مومياوتان لم يتم تسميتهما باسم KV21a و b، وسوف يعلن عن اكتشاف مومياء عنخسين آمون، زوجة توت عنخ آمون، ووالدتها نفرتيتي، كما أن هناك أيضًا فى المقبرة KV35 مومياء صبى يبلغ من العمر 10 سنوات، إذا كان هذا الطفل هو شقيق توت عنخ امون وابن اخناتون ستحل المشكلة التى طرحتها نفرتيتي".
وفى سبتمبر 2022، قال عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق زاهى حواس عبر صحيفة الإندبندنت الإسبانية، إنه "أنا متأكد من أننى سأكشف عن مومياء نفرتيتى فى غضون شهر أو شهرين".
وقد أكدت عالم المصريات الكبير زاهى حواس ذلك عبر وسائل إعلامية مختلفة فكان أخرها فى ديسمبر من العام الماضى إذ أكدت أنه سوف يعلن عن كشف أثرى كبير قريبا، وحدد بأنه خلال شهر فبراير 2023 سيعلت عن كشف لمومياء الملكة نفريتيتي وابنتها عنخ إس إس آمون"، فهل بالفعل توصل عالم الآثار الكبير لنتائج فحص تؤكد العثور على مومياء الملكى نفرتيتى؟ وهل سيكون عام 2023 هو عام اكتشاف الملكة الشهيرة نفرتيتى؟.
الملكة نفرتيتى