صدر حديثًا عن المجلس الأعلى للثقافة كتاب "وثائق ومدونات لجنة جمع تراث رواد المسرح الغنائي لسلامة حجازي وداود حسني وكامل الخلعي وسيد درويش" لأعضاء لجنة جمع التراث بالمجلس الأعلى للثقافة.
وياتي الإصدار تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وأمانة الدكتور هشام عزمي، ورئاسة وإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية.
وجاءت فكرة الكتاب أن القائمين على الثقافة المصرية فى الخمسينيات قد تنبهوا إلى أهمية جمع وتوثيق تراث المسرح الغنائي فى مصر في عشرينيات القرن العشرين لوجود رغبة واضحة آنذاك في إعادة تقديمه برؤية جديدة، ومن ثم فقد شُكلت لجنة فنية من كبار الموسيقيين لجمع ما بقى من تراث المسرح الغنائى ممثلاً في المدونات الموسيقية والنصوص الأدبية، وقد استمر عمل اللجنة أربعة عقود تغير خلالها أعضاؤها في محاولة لجمع تراث كل من سلامة حجازى وداود حسنی وکامل الخلعى وسيد درویش.
وعلى الرغم من الجهد الكبير الذى تم فى جمع وتدوين هذا التراث المهم لم تنته هذه اللجان من عملها وتوقفت أكثر من مرة دون أن يظهر عملها إلى النور، وبقى محفوظًا لدى المجلس الأعلى للثقافة دون نشره أو الاستفادة منه علميًا أو فنيًا ورغبة من وزارة الثقافة فى استكمال أعمال اللجان السابقة وإتاحة هذا التراث شكلت لجنة من أساتذة علوم الموسيقى لفحص الوثائق والمدونات والنظر في كيفية الاستفادة منه.
وقد رأت اللجنة ضرورة نشر هذا التراث النادر ممثلاً فيما وصل إليها من وثائق ومستندات وإتاحته للدارسين والفنانين والباحثين كخطوة جادة نحو توثيق تراث المسرح الغنائي بشكل علمي، ولا شك أن هذا الجهد ليس مكتملاً بالقدر الكافي أو المرضى لعدم توافر كل الوثائق بشكل كامل، غير أن الباب يظل مفتوحا لمزيد من الجهود المرجوة والمسئولة انطلاقًا من الإيمان العميق بقيمة ما قدمه الرواد من جهود مثمنة وإبداعات عظيمة.