خسرت مدينة قرطبة الإسبانية 900 مليون دولار بسبب الجفاف التى تعرضت له، والذى أثر بشدة على القطاع الزراعى، خاصة موسم القمح، حسبما قالت صحيفة "تريبونا".
وأشارت الصحيفة، إلى أن ظاهرة النينا التى تسببت فى قلة الأمطار والجفاف فى إسبانيا كانت أهم الاسباب التى أدت إلى خسائر فى المحاصيل الزراعية وخاصة القمح، حيث أن فى الموسم الحالى انخفضت قيمة محصول القمح 70% ، ففى العام الماضى بلغ المحصول رقما قياسيا يقارب مليار و300 مليون دولار، اما الموسم الحالى بلغ 380 مليون دولار.
على المستوى الوطني ، تقدر الخسائر بأكثر من 2 مليار دولار في الحصاد الجيد لحملة 2022/23. بهذه الطريقة ، ستتوقف الحكومة الإسبانية عن جمع حوالي 250 مليون دولار عن طريق الاقتطاع.
على الرغم من أن أسعار القمح وصلت إلى مستويات قياسية ، إلا أنها غير قادرة على تعويض تأثير الإنتاج القوي للظروف الجوية السيئة، وفي قرطبة ، سينخفض المحصول 3.1 مليون طن مقارنة بحملة 2021/202 أى 77٪.
ومرت أوروبا بموجة جفاف شديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقص مياه الأمطار، ولكن ما يثير القلق في الوقت الحالي بشكل واضح هو وصول موجة الجفاف إلى المياه الجوفية، التي يتم الاعتماد عليها في هذه الأوقات الصعبة خاصة في الزراعة.
حذر عالم الهديرولوجيا جاى فاميجليتى ، مدير المعهد العالمى للأمن المائى في جامعة ساسكاتشوان الكندية ، من أن أزمة المياه التي تمر بها أوروبا تصل إلى جفاف المياه الجوفية التي لا يستطيع الناس رؤيتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن فاميجليتى قام مع عدد من الخبراء بتحليل بيانات من بعثات الأقمار الصناعية الأمريكية والألمانية المعروفة باسم GRACE لمعرفة تغير المياه العذبة المخزنة في القارة الأوروبية ، حيث تتبع تلك الأقمار الصناعية المزدوجة التغيرات في الجاذبية لقياس الخزانات الشاسعة من المياه، مثل تلك المخزنة تجت الأرض في طبقات المياه الجوفية، والتي تتدفق في البحيرات والانهار ، والأنهار الجليدية، وكلما زادت كتلة الماء زادت قوة الجاذبية.