لا سعادة تفوق تلك السعادة التي يشعر بها "الراضون بكل حال"، هؤلاء الأنقياء المتصالحون نفسيا الذين يرضون بالقليل، ترتسم السعادة على وجوههم، ويخالط الفرح قلوبهم.
هؤلاء الأشخاص الأكثر استمتاعا بحياتهم، لا يغرقون أنفسهم في تفاصيل غيرهم، ولا يضيعون وقتهم في مقارنة حالهم بمن حولهم، راضون قانعون بما أعطاهم الله، فرحين بما آتهم الله من فضله.
حياة بسيطة مريحة وسهلة، بعيدا عن أجواء التوتر والقلق والصراع، حياة مليئة بالسلام النفسي وصناعة الفرح والاستمتاع به، واستغلال أعمارنا القصيرة في الفرح والسعادة لا العراك والصراعات.
هؤلاء الأشخاص لديهم قناعة بكل شيء، واكتفاء بالموجود وترك الشوق إلى المفقود، فتتحقق بالقناعة غنى النفس، حيث يشعر الإنسان أنه غني بنفسه وليس بما يملك، لأنه يستمد قيمته من ذاته.
ثقوا في اختيارات الله لكم، لعل الخير في القليل والشر في الكثير، فنار خفيفة تدفئ خير من نار قوية تحرق، ومن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبداً، ويعيش حياة مليئة بالتوتر والقلق، فطوبى لمن بات في عالي الرضا والقناعة يتقلب.
ربما يعتقد البعض بالخطأ، أن القناعة تتعارض مع الطموح، وهو أمر مغلوط، فالقناعة لا تُعارض الطموح أبدا، فالقناعة هي حدود الممكن للطموح، فالخير في أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر وأعلن في الكون أن الطموح لهيب الحياة وروح الظفر.
علموا أولادكم منذ نعومة أظافرهم القناعة، حتى تكون حياتهم سعيدة هنيئة، وعودوهم أن قناعة الشخص بما لديه مملكة، ما مثلها مملكة، فارضوا واقنعوا بما جاء ولا تلقوا بأياديكم للتهلكة.
كن قنوعا لتصل لرأس الغنى، وبأذيال القناعة متمسك، فلا أحد يراك على بابه ولا أحد يراك به منهمك، حتى تصير غنيا بلا أموالا تمر على الناس مثل الملك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة