تعهد زعيم حزب العمال البريطاني، السير كير ستارمر بالإشراف على "عقد من التجديد" إذا فاز حزبه في الانتخابات المقبلة وحدد مهمته للحكومة، ووعد ببناء 1.5 مليون منزل فيما وصفه بـ "الجيل الجديد من المدن".
واعتبرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية أن الأمور على وشك أن تتغير بشكل كبير في السياسة البريطانية، حيث بدا أن المؤتمر السنوي لحزب المعارضة المنعقد فى ليفربول يحظى باهتمام أكثر بكثير من مؤتمر حزب المحافظين الحاكم والذى انعقد قبل أيام فى مانشستر، الأمر الذى ينذر باقتراب ستارمر من داونينج ستريت فى الانتخابات البريطانية العامة 2024 مثلما تتوقع استطلاعات الرأي.
وأوضحت الصحيفة أن زعيم حزب العمال كير ستارمر ألقى خطابا متفائلا يصور المحافظين الحاكمين على أنهم حزب التراجع الوطني والعمال على أنهم حزب الاستقرار.
واعتبرت "سى إن إن" أنه على عكس اجتماع حزب المحافظين الأسبوع الماضي، كانت الخطب والأحداث في ليفربول هذا الأسبوع مليئة بالأعضاء المتحمسين وجماعات الضغط والمراسلين.
وكانت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية قالت فى تقرير لها إن حزب "العمال" البريطانى فى طريقه حالياً لتحقيق نصر ساحق على غرار ما حققه عام 1997، وفقاً لنموذج جديد مثير يشير إلى خسارة "المحافظين" لكل مقاعد الجدار الأحمر التى حصل عليها فى الانتخابات الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن حزب المحافظين يمكن أن يخسر أيضًا أكثر من 20 دائرة انتخابية فى معاقل الجدار الأزرق الجنوبى ويحقق عددًا قياسيًا فى خسارة المقاعد، وفقًا لنموذج كل دائرة انتخابية الذى أطلعت عليه صحيفة "الأوبزرفر". ومن بين الذين يواجهون الهزيمة نائب رئيس الوزراء أوليفر دودن، ووزير الدفاع جرانت شابس، والمنافسة على القيادة بينى موردونت. ويواجه نحو 12 وزيرًا خطر الإقالة ما لم يتمكن ريشى سوناك، رئيس الوزراء البريطانى، من تقليص تقدم حزب العمال فى استطلاعات الرأى.
ووفقاً للتوقعات المركزية للنموذج، والتى تأخذ فى الاعتبار الحدود الجديدة التى سيتم التنافس على أساسها فى الانتخابات المقبلة، فإن حزب العمال سوف يفوز بـ 420 مقعداً ــ وهو ما يعادل أغلبية ساحقة تبلغ 190 مقعداً. وسيحصل حزب المحافظين على 149 مقعداً فقط، بينما سيحصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 23 مقعداً. وتعكس النتائج الانهيار الساحق الذى حدث عام 1997، عندما حصل حزب تونى بلير على أغلبية بلغت 179 مقعداً مقابل 418 مقعداً. ويشير التحليل الجديد أيضًا إلى أن تكلفة المعيشة وحالة هيئة الخدمات الصحية الوطنية لا تزال تمثل الأولويات الواضحة للناخبين.
وكان قاطع محتج خطاب زعيم حزب العمال البريطانى كير ستارمر أمس الثلاثاء، في المؤتمر السنوي لحزب العمال، وألقى عليه حفنتين من مادة لامعة، فيما اعتبرته شبكة "سكاى نيوز" البريطانية خرقا أمنيا خطيرا وسط مطالبات بإجراء تحقيق لتبين كيفية حدوث ذلك رغم التأمين.
وكان ستارمر فى مكان تجمع الحزب في ليفربول شمال غرب إنجلترا، لإلقاء خطابه عندما قاطعه المحتج الذي اقتحم المنصة. وهتف المحتج "الديمقراطية الحقيقية يقودها المواطن" و"السياسة تحتاج إلى تحديث" بالإضافة إلى شعارات أخرى، قبل أن ينثر الغبار اللماع على رأس ستارمر وكتفيه.
ثم حاصر عدد من عناصر الأمن المتظاهر وأخرجوه من المكان. وارتدى الشاب قميصا يوحي بأنه مرتبط بجماعة "الشعب يطالب بالديمقراطية" التي تدعو إلى إصلاح النظام الانتخابي.
وغطت المادة اللامعة أكتاف السير كير وصرخ المتظاهر "نحن في أزمة، نحن في أزمة" بينما كان الأمن يسحبه بعيدًا.
وبدا ستارمر غير منزعج إلى حد كبير، فقد خلع سترته وألقى خطابه بعد أن ألقى عدة مزحات حول الحادث.
وقال الزعيم العمالي للجمهور "إذا كان يعتقد أن هذا يزعجني فهو لا يعرفني".
وكانت قالت مصادر لصحيفة "الجارديان" البريطانية إن الاستراتيجيين في حزب المحافظين عززوا عدد "الجواسيس" الذين تم إرسالهم للتجسس عن حزب العمال فيما يمكن أن يكون موسم المؤتمرات الأخير قبل الانتخابات البريطانية العامة المقبلة.
وعادة ما يسمح المحافظون وحزب العمال لاثنين من "المراقبين" الرسميين بحضور مؤتمر الخريف الخاص بكل منهما. ولكن هذا العام، يقال إن مقر حملة المحافظين (CCHQ) قد أرسل ما لا يقل عن ستة مساعدين إضافيين إلى ليفربول لتقييم استراتيجية حزب العمال.
وقد تم تكليفهم بمهمة التسلل إلى الأحداث الهامشية التي تجري خارج المنطقة الآمنة - مما يعني أنهم لا يحتاجون إلى تصريح رسمي للدخول - وتسجيل أي تعليقات من قبل نواب حزب العمال والناشطين التي يمكن استخدامها لمهاجمة الحزب.
ووصف أحد المصادر المهمة بأنها "نبش الأوساخ" لإحراج كير ستارمر، زعيم حزب العمال. وقال آخر إنهم مستعدون "للاختلاط مع المانحين" لفهم إلى أي مدى يمكن أن يدفعهم إحباط بعض رعاة حزب المحافظين تجاه المحافظين إلى تقديم الأموال لحزب ستارمر.
وتحول فيليب هاريس، المعروف بمدارسه في أكاديمية هاريس، من التبرع لحزب المحافظين من خلال المساهمة بمبلغ 5000 جنيه إسترليني لمستشارة الظل، راشيل ريفز، وانتقد المحافظين بسبب افتقارهم إلى "الرؤية الواضحة".
وقال جون كودويل، أكبر مانح لحزب المحافظين قبل الانتخابات الأخيرة، إنه لن يدعم ريشي سوناك بعد "جنون" تحول رئيس الوزراء عن السياسات الخضراء. قال كودويل إنه كان يفكر في التحول إلى حزب العمال بدلاً من ذلك.
وتفاقمت مخاوف حزب المحافظين بسبب مؤتمرهم والذي تضمن الاقتتال الداخلي بين الأعضاء حول الحقوق والهجرة والتخفيضات الضريبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة