"ما من شيءٍ يدفع عبداً أن يستشهد ليصون الحرية للأسياد ، أن يحمي أرضاً لا يملك فيها شبراً ، أن يحفظ عيناً لا يسقى منها جرعة ماء ، أن يمنح دمه ليحيا جلادوه "، بهذه الكلمات وصف الكاتب الكبير محمود دياب القضية الفلسطينية منذ بدايتها ، من خلال نصه الشهير " باب الفتوح " والذي كتبه في الستينيات ، ورغم مرور عقود علي هذا النص إلا أنه يشبه بالضبط ما يحدث الآن بأراضي فلسطين المحتلة، فقد وصف دياب خلال نصه باب الفتوح الوجع والألم الذي يعيش فيه الفلسطينيون بعد انتزاع أرضهم وبيوتهم وحرموا من إقامة صلاتهم بمسجدهم الأقصى الشريف .
استطاع دياب من خلال شخصيته بالمسرحية " أسامة بن يعقوب " أن يطرح قضية شائكة وهي أن ليس كل التاريخ الذي يصل إلينا صحيح ، فكم من تاريخ قد كتب منذ قديم الأزل بعيد كل البعد عن الحقيقة ولكنهم زيفوه ليصبح العدو هو صاحب الحق ، وصاحب الحق يطرد من بيته .
كان دياب خلال نصه " باب الفتوح " ينادي بكل قوة بالحرية ، تلك الحرية التي سلبت من شخصيات مسرحيته " العجوز وعائشة "، والذي تم احتلال بيتهم الصغير من قبل بعض النساء المحتلين، والذين ادعوا أنه بيتهم وقد ورثوه عن أجداد أجدادهم، الأمر الذي أثار غضب العجوز وحاول بكل قوته أن يثبت عكس ذلك من خلال حجة البيت التي هي معه، ولكن بلا جدوي، ولم يكتفوا بطرده بل سحلوه وسجنوه أيضاً .
وعبر دياب عن تلك الحرية بكلماته الذي قال فيها " الحرية .. شبر الأرض وماء النبع .. قبر الجد وأمل الغد .. وضحكة طفلة تلهو في ظل البيت ، وذكري حب ، وقبة جامع أدوا يوماً فيه صلاة الفجر بأوجز كلمة عظمة أمة " تلك المعاني والأحاسيس التي حرم منها كل أخ فلسطيني عاش غريب في بلده وبيته .
ورأي دياب في مسرحيته أن الحل يحتاج إلي معجزة ، معجزة نصنعها بأنفسنا ، فلا يوجد بلدٌ حر ، إلا بشعبٍ حر ، والشعب الفلسطيني المناضل سيظل حراً رغم أنف الأعداء ، وسينتصر يوماً ما ويسترد أرضه ويرفع الأذان من الأقصي الشريف ، فنحن اليوم قلوبنا وعقولنا ودعائنا مع شعبنا الفلسطيني .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة