اثار الصراع الجاري في فلسطين وإعلان الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل مخاوف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يعيش حربا في بلاده منذ أكثر من عام، حيث أعرب عن قلقه من أن السياسة الأمريكية قد تهدد الدعم العسكري لكييف بالتزامن مع الموقف المتشدد للجمهوريين في الكونجرس من حزم المساعدات المتتالية التي تقرها الإدارة الديمقراطية.
وفي أول زيارة له لمقر حلف شمال الأطلسي منذ بدء الحرب الروسية عام 2022، أعرب زيلينسكي عن مخاوفه قائلا: "أريد أن أكون صادقا معك، بالطبع الوضع خطير بالنسبة للناس في أوكرانيا"، موجها نداء شخصيا لمواصلة المساعدة في وقت تشهد فيه الاضطرابات في الكونجرس الأمريكي يهدد بوقف المساعدات عن كييف ويلفت انتباه العالم إلى الأزمة في فلسطين.
ودعا زيلينسكي إلى إرسال المزيد من الأسلحة والدفاعات الجوية لمساعدة بلاده خلال شتاء آخر من الهجمات الروسية التي من المرجح أن تستهدف محطات الطاقة والبنية التحتية.
ولكن عندما أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عن مساهمة عسكرية جديدة بقيمة 200 مليون دولار (162 مليون جنيه إسترليني) لأوكرانيا، أشار زيلينسكي إلى أن الأزمة في فلسطين قد تكون من بين العوامل التي تشكل خطراً على دفاع بلاده ضد روسيا.
وقال زيلينسكي للصحفيين في البرلمان البلجيكي: "إذا كانت هناك مآسي أخرى في العالم، فليس هناك سوى قدر معين من الدعم العسكري الذي يمكن مشاركته، وتأمل روسيا أن يتم تقسيم الدعم".
وأضاف: "ستكون هناك تحديات مع الانتخابات الأمريكية، وتحدثت مع شركائنا وقالوا إن الدعم سيبقى، لكن من يستطيع أن يقول أن الدعم سيبقى، لا أحد يعرف".
من جانبه قال وزير لدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه سيتم دعم كلا الحليفين. وقال في اجتماع حلف شمال الأطلسي: "يمكننا أن نفعل الأمرين معًا وسنقوم بالأمرين معًا". وأضاف أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب أوكرانيا مهما طال الأمر.
ويسلط وجود زيلينسكي الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن التصدعات في الدعم الدولي القوي لكييف في حربها ضد الغزو الروسي، والمخاوف من أن القوات الأوكرانية لم تحرز تقدماً ملموساً في الهجوم المضاد مع اقتراب فصل الشتاء.
وأجرى مقارنات واضحة بين فلاديمير بوتين وحركة حماس الفلسطينية، وقال إن المساعدات العسكرية الغربية ضرورية لوضع موسكو في موقف دفاعي في الحرب.
وتابع: "هل أنا خائف من انخفاض المساعدة؟ هناك مخاطر بسبب كل هذه الأسباب التي ذكرتها، لكن هذا لا يشكل خطرا على أوكرانيا فحسب إذا لم تساعد أوكرانيا، فإن روسيا سوف تكتسب القوة ولن تنتهي الحرب، وسوف تتقدم روسيا في دول الاتحاد الأوروبي. الخيار الأرخص للجميع هو وقف الحرب في بلادنا وإخراجهم من أراضينا”.
وفي واشنطن، تعمل إدارة بايدن خلف الكواليس مع قادة مجلس الشيوخ من كلا الحزبين لربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل ومساعدات أوكرانيا، أملا فى فى استغلال الحاجة الملحة لمساعدة إسرائيل للتغلب على معارضة الجمهوريين فى مجلس النواب لمساعدات أوكرانيا. إلا أن الانقسام والجمود داخل الحزب الجمهورى يخاطر بتقويض قدرة الولايات المتحدة على دعم الأمرين.
من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن القلق يتزايد داخل البنتاجون بشأن الحاجة المحتملة إلى توسيع وزارة الدفاع لمخزونها القليل بالفعل من الذخيرة لدعم أوكرانيا وإسرائيل، وفقا للعديد من مسئولى الدفاع الأمريكيين.
وفى الوقت الحالى، تحتاج أوكرانيا وإسرائيل أسلحة مختلفة، فكييف تريد كميات هائلة من ذخيرة المدفعية، بينما تطلب إسرائيل ذخائر جوية دقيقة التوجيه وصواريخ اعتراضية للقبة الحديدية.
لكن التقرير أشار إلى أنه لو قامت إسرائيل باجتياح برى لغزة، فإن جيشها سيخلق طلبا جديا وغير متوقع على الإطلاق على ذخائر المدفعية عيار 155 ملم وأسلحة أخرى فى وقت تعانى فيه الولايات المتحدة وحلفائها وشركاؤها من ضغوط شديد بعد أكثر من 18 شهرا على القتال فى أوكرانيا.
وذكر التقرير أنه فى حين أن إسرائيل لديها قاعدة صناعية وتنتج العديد من الأسلحة المتقدمة، إلا أن الحملة البرية المطولة يمكن أن تستنفذ مخزونها، بحسب المسئولين. وكانت قيادة الأركان المشتركة والنقل بالبنتاجون عمل على مدار الساعة منذ بدء عملية طوفان الأقصى لتحديد مخزون إضافي من الذخائر حول العالم وكيفية نقله إلى إسرائيل سريعا، بحسب المسئولين.
ويوم الاثنين الماضى، قال مسئول رفيع المستوى بالدفاع الأمريكى، إن البنتاجون يجرى اتصالات بمصنعة الأسلحة الأمريكية للإسراع فى إتمام طلبات إسرائل للعتاد العسكرية والتى كانت تعبر أقل إلحاحا قبل أيام. فعلى مدار أشهر كانت الولايات المتحدة تعمل على توسيع قاعدتها الصناعية الدفاعية لتزويد أوكرانيا وإعادة ملء المخزون الأمريكى والغربى، ولا تزال هذه الجهود مستمرة.
وكان وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن قد دافع عن قدرة الولايات المتحدة على دعم أوكرانيا وإسرائيل، مع إعلان الولايات المتحدة عن 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الأمنية لكييف، بما فى ذلك ذخائر المدفعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة