على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وبدعم غربي - أمريكي، يواصل الاحتلال، حربه وإسقاط القنابل الفسفورية المحرمة دوليًا على رؤوس الفلسطينيين، ويفرض حصارًا خانقًا ويمنع الماء والكهرباء والغذاء والدواء، عن سكان قطاع غزة والضفة التي يحتلها ويفرض سطوته عليها دون وجه حق، هنا يخرس ويصمت ويسكت المجتمع الدولي وينعوج ميزان الغرب وأوروبا، فحين تقتل إسرائيل فلسطينيًا يصمت الجميع ويحين يرد الفلسطيني يوصف بـ"الإرهابي"، هذه هو ميزان الغرب المعوج.
فإسرائيل التي تحتل أرض فلسطين منذ مئات السنين، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول، تقتل كل يوم فلسطينيًا، وتهدم منزلًا وتُهجر عائلة، وتحرق أحياء سكنية بأكملها، لا تُفرق بين مدني أو عسكري، ولا بين طفل أو امرأة أو حتى مُسن يقترب من الموت.
فقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي يدعمها الغرب ويصمت على جرائمها المجتمع الدولي، قتلت في أيام نحو 2000 فلسطين منهم مئات الأطفال والسيدات، وأصابت ما يقرب من 8 آلاف، وكل ساعة ترتفع أعداد الشهداء، فالصور والقصص والفيديوهات واضحة، فالأطفال يعانون من حروق وجروح بشعة، وأخرون يفقدون أطرافهم، والمستشفيات خارج الخدمة، والمخيمات ملئت الشوارع، كل هذا لا يراه المجتمع الدولي ولا تعترف به واشنطن التي أرسلت أسراب من المقاتلات الحربية، وأطنان من القنابل، وأرست حاملات طائراتها "جيرالد فورد" و "يو إس إس إنتربرايز" في البحر المتوسط لدعم إسرائيل، ومدت تل أبيب بملايين الدولارات، حتى أصدر رئيس أوكرانيا تصريحات عبر فيها عن الخوف من أن ذلك يؤثر على مد بلاده بالأموال والسلاح في حربها ضد روسيا.
أما بريطانيا فقد أعلن رئيس حكومتها، ريشي سوناك، بأن المملكة المتحدة قررت إرسال سفينتين حربيتين وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لتقديم "دعم عملي" لإسرائيل وضمان "الردع"، وأوضح أن التجهيزات العسكرية المرسلة تشمل طائرة من طراز "بي 8" وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية، وثلاث مروحيات من طراز "ميرلين" وسرية من مشاة البحرية الملكية، وعلى الجانب الألماني فقد قررت برلين وضع طائرتين مسيرتين حربيتين تحت تصرف إسرائيل لتستخدمهما في حربها على غزة، فيما أعرب كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة مجلس وزراء إيطاليا، جيورجيا ميلوني، عن دعمهم الحازم والموحد لـ "إسرائيل"، كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة البرلمان الأوروبي، دعمها أيضا.
كل هذا الدعم لا يكفي تل أبيب، فقتلت وحرقت الأخضر واليابس في قطاع غزة والضفة الغربية، وغيرها من المدن التي يسكنها الفلسطينيون، وضربت 6000 قنبلة وزنها الإجمالي 4000 طن، واستخدمت القنابل والأسلحة المحرمة دوليا وارتكبت عشرات المجازر وجرائم الحرب، حتى وصل الوضع الإنساني إلى "المميت" والمرعب، ونفد الغذاء والماء والدواء، وقُطعت الكهرباء، وباتت إمكانية الوصول الآمن إلى المستشفيات مستحيلة.
ألا يرى الغرب وأمريكا وغيرهما من الدول هذه الدمار؟!، هل ينظرون إلى ضحايا إسرائيل فقط؟!، هل يعتبرون الفلسطينيون يحتلون أراضيهم؟! فمتى ينتهى الصمت الدولي ومتى ينعدل ميزان الغرب المعوج؟!، في النهاية لا أدري متى يجب الغرب على كل هذه الأسئلة؟!، لكني أتذكر قول الشاعر "أحمد مطر" حين قال: "أتذكر دائما أيقظوني عندما يمتلك الشعبُ زمامه، عندما ينبسط العدل بلا حدٍ أمامه، عندما ينطقُ بالحق ولا يخشى الملامة، عندما لا يستحي من لُبس ثوب الاستقامة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة