مازالت قصص وروايات أبطال مصر، الذين شاركوا فى نصر أكتوبر العظيم عام 1973 تحكى وتبوح بأسرار وروايات تعد الأعظم فى حياة المصريين البواسل، الذين ضحوا بأنفسهم وبالغالى والنفيس من أجل استرداد كرامتنا والثأر وعودة الأرض المقدسة "سيناء" إلى أحضاننا مرة أخرى، بعد محاولات مستميته من جيش الاحتلال الصهيونى وبمساندة دول عظمى لاحتلال "سيناء" والتحكم فى المجرى الملاحى لقناة السويس.
وتحكى القصص والروايات مواقف صعبة وعظيمة داخل بيوت المصريين، حيث عاشت الأسر المصرية، داخل تفاصيل الحرب الذى استمرت لسنوات كان يشارك فيها من كل بيت بسيط بطل وربما بطلان وأكثر داخل الحرب ولعده سنوات متتاليه، من أجل هدف واحد فقط وهو الثأر من المحتل الإسرائيلى وعودة أرضنا مره أخري.
وأتى الرد القاسى وتحقق الهدف الذى ظلت القوات المسلحة المصرية تستعد له على مدار سنوات من بعد حرب 1967 مباشرة، لتعطى مصر درسا لكل جيوش العالم، أن جيشها ورجالها الأشداء البواسل لايفرطون فى أرضهم لأى محتل مهما امتلك من سلاح وتقنيات ودعمته قوات دول كبرى لذلك.
واستكمالا لرصد "اليوم السابع" قصص الأبطال الذين شاركوا فى حرب أكتوبر المجيدة، نلتقى سيدة شارك أشقاءها فى حرب الكرامة، لتروى وتقص علينا الحياة التى كانت تمر بها الأسر المصرية من أجل النصر العظيم، حيث اختفى شقيقها الأصغر لمدة 6 أشهر كاملة، وذلك بعد مشاركته رفقة أبطال القوات المسلحة المصرية فى حرب 1973، وانتشر خبر وفاته داخل القرية، وتفاصيل 6 أشهر كاملة تلقت فيها الأسرة واجب العزاء والمواساة فى استشهاده فى حرب العزة والكرامة.
حياة الأسر المصرية وأبطالها المشاركين فى نصر أكتوبر 1973
تروى إحدى السيدات من أسرة مصرية بسيطة، من إحدى قرى شمال محافظة الدقهلية، أن منزل أسرتها كان مشارك فى حرب العزه والكرامة ونصر أكتوبر من أجل الثآر وعودة الأرض، حيث شارك منزلهم ببطلان من أبطال حرب أكتوبر المجيدة.
وشارك شقيقها الأكبر مع القوات القوات المسلحة المصرية، فى سلاح القوات الجوية، والشقيق الأصغر كان فى قوات المشاة، حيث كان مجند رامى على المدفعية، ليساهم منزلهم بمشاركة البطلان فى حرب اكتوبر المجيدة.
الصبر والتمركز لسنوات داخل الجيش المصري
وتقول السيدة لسنا المنزل الوحيد الذى شارك منه أبطال فى حرب أكتوبر المجيدة، وأن جميع المنازل كانت مشاركة فى الحرب، وجميع الأسر والمواطنين داخل المنازل كانوا يتمتعون ويتحلون بالصبر الشديد، وكانت الأسر تمثل الدافع المعنوى الأول للأبطال المرابطين لعده سنوات من أجل الإستعداد للحرب والثآر من العدو والمحتل الإسرائيلي.
وكان الهدف الرئيسى الذى ينتظره المصريزن هو ساعة الصفر واسترداد أرضنا "سيناء" والرد بقوة على ما حدث خلال حرب 1967 وردع قوات الإحتلال الإسرائيلى، ولا أحد يبالى بتمركز قواتنا لعده سنوات طويله، حيث وصل البعض من المقاتلين لتادية الواجب الوطنى لسنوات متفاوته تخطت الـ 6 سنوات، من أجل الهدف الآسمى وعودة الحق وإسترداد كامل الأرض المصرية، وكان الوضع طبيعى بالنسبه لنا جميعا، والجميع كان على إستعداد للتواجد داخل الجيش لسنوات أكثر إذا لزم الأمر.
الشقيق الأكبر متطوع فى سلاح الطيران والأصغر مزارع انضم لسلاح المشاه
وتقول السيدة وهى شقيقة لبطلين شاركا فى حرب أكتوبر المجيدة، نفتخر دائما بأبطالنا مهما حدث من ذكريات صعبة لكنها سعيدة بالنسبة لنا، وبدأت الحكاية عندما تطوع شقيقى الأكبر الإمام محمد عبدالهادى، فى القوات الجوية بعد حصوله على الشهادة الإعدادية، وكان متخصصا فى صيانة وإصلاح الطائرات داخل القوات الجوية المصرية، وظل أحد أفراد القوات الجوية حتى شارك فى نصر أكتوبر المجيدة.
أما الشقيق الأصغر محمد محمد عبدالهادى والذى كان يعمل مزارعا، والتحق بالقوات المسلحة المصرية بعد حرب النكسة، حيث انضم للجيش فى عام 1969، والتحق بسلاح المشاة، وكان رامى على دبابة حربية تابعه للقوات المسلحة المصرية، وتواجد داخل الجيش منذ انضمامه عام 1969 إلى بعد حرب 1973 المجيدة، وقصته معنا من أصعب القصص التى حدثت، والتى جعلت منزلنا فى حاله حزن شديد حيث إختفى بعد حرب 1973 لمدة 6 أشهر، وعلمنا بخبر وفاتة وتحولت القرية لحالة من الحزيعيش ن على فقدانه.
وبدأت السيدة حديثها والتركيز على الشقيق الأصغر، وقصة وفاته وعودته مرة أخرى للقرية، حيث بدأت فى سرد الأحداث بداية من ساعة الصفر فى حرب 1973 وسماع خبر عبور القناة فى الراديو.
واستكملت السيدة: استمر شقيقاى المقاتلان داخل صفوف الجيش المصرى لسنوات عديدة حتى جاءت ساعة الصفر التى ينتظرها المصريون بعد مرابطة أبطالنا البواسل من القوات المسلحة، وبعد مرور 5 أعوام على دخول شقيقى الأصغر لتأدية الخدمة العسكرية فى الجيش المصرى.
بدأت ساعة الصفر فى العاشر من شهر رمضان، السادس من أكتوبر فى تمام الساعه 2 ظهرا، وكنا نتابع أحداث الحرب المجيدة من خلال الراديو، حتى سمعنا خبر تحطيم خط برليف وعبور الضفة الغربية لقناة السويس.
تهليل وفرحة فى البيوت وترديد "الله أكبر"
وأصبحت بيوتنا وقتها فى حاله من السعادة والبهجة والتهليل بأصوات مرتفعة صياحه تنادى بقدرة الله عز وجل، مكررين "الله أكبر" عند سماع الخبر فى الراديو بعبور القناة وتحطيم خط برليف ورفع العلم المصرى على أرض "سيناء".
والجميع فى متابعة مستمرة وانتظار الأحداث أول بأول من خلال البيانات العسكرية التى نسمعها فى الراديو، ومع كل بيان ترتجف القلوب من شدة الفرح والسعادة ممزوجة بالشغف للبيان الختامى الذى ننتظره للاطمئنان على جنودنا وأشقائى المشاركين فى الحرب.
اختفاء الشقيق الأصغر وفشل محاولات الاطمئنان عليه
ومرت الأيام والليالى ولم يظهر الشقيق الأصغر مرة أخرى، وفشلت كل محاولات الاطمئنان عليه، وسادت حالة من القلق والتوتر لأول مرة رغم تواجده فى الجيش المصرى قرابة 6 أعوام، لم نشعر فيها أبدا بالقلق والتوتر عليه طوال هذه الأعوام.
وذات يوم عاد أحد الجنود من أبناء القرية، وأخبر ذويه "أهله" أنه كان برفقه شقيقى، وأنه قد توفى فى الحرب، ولم يعثروا على جثمانه خلال الحرب، لتعم حاله من البكاء والحزن داخل المنزل على فقدان شقيقى الأصغر، ودخلت والدتى فى حاله من البكاء المستمر، وبدأ أهل القرية يأتون إلى منزلنا لمواساتنا وتقديم واجب العزاء فى وفاه شقيقي.
6 أشهر وأمى جالسة خلف شرفه المنزل وهرولة صبى من القرية
وتحكى السيدة :لم تجف أعين والدتى من البكاء لمدة 6 أشهر حزنا على فراق شقيقى الأصغر، وذات يوم توجهت لماكينة الطحين، وعند عودتى رأيت صبى من القرية يهرول مسرعا بإتجاه منزلنا، مستدعيا والدتى للحديث معها، وعندما اقتربت منهما رأيت الطفل يطالب والدتى أن تزغرد بصوت عالي.
وترفض والدتى بشده تلبيه طلب الصبى، وتحاول اسكاته حزنا منها على فراق ابنها منذ 6 أشهر، وقتها تحدثت أنا مع الصبى لمعرفة سبب إصرارة على ذلك، فقال لها ياحاجة زغردى ابنك "محمد" عايش، فردت والدتى يا ابنى سبنى فى حالى الله يراضيك، ورد الصبى مرة أخرى زغردى ياحاجة ابنك عايش وداخل على أول البلد.
سعادة غامرة فى القرية والعودة بعد اختفاء 6 أشهر
قمت بترك الطحين جانبا وأسرعت مهرولة، وكل اهل القرية يهرولون مسرعين من خلفى للتأكد من وصول شقيقى، وأنه بالفعل على قيد الحياة، حتى رأيته من مسافة بعيدة، مردده" هو أخويا عايش" وسط فرحة وسعادة غامرة من أهل القرية، لعودة البطل الذى وصلنا خبر وفاته منذ 6 أشهر.
وصلنا إلى المنزل وسط حالة من السعادة والسرور من الجميع، ويأتى أهل القرية ليهنئوننا بعودة البطل الذى عرف وقتها فى القرية ب"الشهيد"، ويجلسون معه ليروى لهم ماحدث معه فى فترة إختفاءة وإعلان خبر وفاته.
سبب الاختفاء الحصار وثغرة الدفرسوار وتقدير الدولة المصرية لأبطال أكتوبر
وتحدث شقيقى البطل مع أهل القرية، أنه كان ضمن القوات التى حاصرت قوات العدو الإسرائيلى أثناء الحرب، وتدخلت قوة إسرائيلية آخرى لحصارنا من الخارج، وأصبحنا فى موقف صعب، لكننا لم نستسلم طوال فترة الحصار.
وكنا مستعدين للتضحية بأنفسنا ولا نخشى الموت أبدا فى سبيل تحرير كامل الأرض لذلك كان هناك هدنة لوقف اطلاق النار من الجانبين حتى الوصول لمده 6 أشهر، وأطلق عليها فى ذلك الوقت ثغرة "الدفرسوار"، واستمر أهل القرية فى زيارات مستمرة لشقيقى لتهنئته، والإستمتاع بالحديث عن بطولات الجيش المصرى خلال حرب أكتوبر المجيدة.
وقامت الدولة المصرية بتقدير أبطالها من القوات المسلحة المصرية، حيث قالت شقيقه البطل، أن الدولة قامت بتكريمة، حيث منحت الدوله حيازات زراعية ووظائف لجميع الابطال المشاركين فى الحرب.
ونال شقيقى جانبا من تقدير الدولة، حيث تم تكريمة إضافة لحصولة على وظيفة فى وزارة التربية والتعليم، ساعدته على استكمال حياتة كنوع من التقدير والتحفيز من الدولة لأبناءها الأبطال البواسل.
واختتمت السيدة اللقاء بتوجيه رسالة إلى الشعب المصرى، حيث كتبت رسالة إلى شعب مصر العظيم، حافظوا على وطنكم الغالى، الذى ضحى من أجله أبنائه الشرفاء بدمائهم الذكية، التى روت أرض سيناء الغالية، من أجل استرداد الكرامة والعزة لوطننا الغالى، رغم كل الظروف الصعبة التى كنا نمر بها لكن دائما نفتخر بما حدث من أبطال قواتنا المسلحة المصرية البواسل، حفظ الله مصر.
اثناء حمل صور اشقاءها ابطال حرب أكتوبر
رسالة خطيه من سيدة شارك أشقاءها في حرب اكتوبر المجيدة
رساله خطيه من شقيقه أبطال شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة
صور المجند
صورة مجند من أبطال حرب أكتوبر