في مثل هذا اليوم 15 أكتوبر من عام 1917، تم تنفيذ حكم الإعدام على الراقصة ماتا هارى، أشهر جاسوسة في القرن العشرين، إذ حكمت محكمة فرنسية عليها بالإعدام بتهمة التجسس لصالح ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى.
ولدت مارجريتا جيرترويدا زيل فى بلدة صغيرة فى شمال هولندا فى عام 1876 وتزوجت وأنجبت وهى فى سن التاسعة عشر، وكانت تعمل راقصة فى باريس، وبدأت شهرتها عندما ادعت أنها ولدت فى معبد هندى مقدس، وتعلمت رقصات هندية قديمة على يد كاهنة أعطتها الاسم الذى يعنى "عين الفجر".
الراقصة ماتا
وكان انتقالها مع زوجها الضابط إلى جاوة فى إندونيسيا بداية التحول فى حياتها، حيث انجذبت للرقص الشرقى الذى تعلمته وأتقنته وتحولت إلى راقصة شرقية بعد موت ابنها الصغير وانصراف زوجها عنها، فانخرطت فى مجتمعات سومطرة وجاوة، وحفظت أسلوب المرأة الشرقية فى إبراز أنوثتها والتأكيد عليها وساعدها إتقانها الرقص على ذلك.
ثم عادت إلى ذهبت إلى باريس عام 1903 تحت اسم "ليدى ماكلويد" وتخلت عن شخصيتها الأوروبية وتقمصت شخصية أميرة، ووقعت فى حب ملازم ألمانى، تركت من أجله الرقص والمجتمعات الصاخبة، لكنه أهملها وهجرها بعد عامين فقط، فانتقمت منه فى شخص رجل مال فرنسى دمرت حياته.
حين وقعت الحرب العالمية الأولى ودخلت ألمانيا الحرب، عادت إلى وطنها هولندا لتجد أمامها قنصل ألمانيا، يوهمها بأنه ما زال يعيش فى جو أسطورتها القديمة ومسارح باريس، وتم تجنيدها على يده ضد الفرنسيين وطلب منها ببساطة العودة إلى باريس، حلمها الدائم، ورحبت بالعرض دون أن تدرك خطورة ما تفعل وأصبح اسمها الحركى هـ 21.
ارتبطت بقصة حب مع ضابط روسى، وتابعها عن قرب أحد كبار المخابرات الفرنسية، والذى وجدها فرصة لتجنيدها ضد الألمان على أن يدفع لها كل ما تريد، وتحولت إلى عميل مزدوج.
كانت ماتا هارى تستخدم أسلوب شفرة شديدة التعقيد فى مراسلة عملاء ألمانيا خارج فرنسا أسلوب يصعب إن لم يكن من المستحيل فك رموزه وحله وثارت ثائرة رجال الأمن عند هذه النقطة ودب الخلاف والشقاق بينهم.
وفي فبراير 1917، اعتقلتها السلطات الفرنسية بتهمة التجسس وسجنتها في سجن سان لازار في باريس، وخلال محاكمة عسكرية أجريت في يوليو اتُهمت بالكشف عن تفاصيل سلاح الحلفاء الجديد، مما أدى إلى مقتل آلاف الجنود، وقد أُدينت وحُكم عليها بالإعدام، وفي 15 أكتوبر رفضت ربط عينيها وتم إطلاق النار عليها حتى الموت رمياً بالرصاص في فينسين.