مرة أخرى يسقط القناع عن أكاذيب وزيف وتضليل الإعلام الغربي، الأوروبي والأميركي، الذي كان الكثير منا في الماضي القريب يقدسه ويعتبره الأكثر صدقا وموضوعية ولا يأتيه الباطل عن شماله أو يمينه.. وسيطرت إذاعته ووسائل إعلامه المرئية بعد ذلك على المشهد الإعلامي العالمي، وتبنت مواقف مشبوهة ومشوهة من القضايا والأحداث العربية.
السقوط المهني والأخلاقي للإعلام الغربي يتواصل في غزة بعد أقل من 10 سنوات من مواقفه المزيفة للواقع والمعادي لثورة الشعب المصري في 30 يونيو، وانحيازه ضد إرادة الشعب في التخلص من جماعة الإخوان الإرهابية.
الإعلام الغربي منذ يوم السابع من أكتوبر الجاري وهو يخدع العالم ويزيف الحقيقة على الأرض، وما يحدث من دمار ووحشية ضد الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في قطاع غزة وممارسة أبشع أنواع التطهير العرقي والعنصرية البغيضة، ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من قادة العالم الذي كان "متحضرا" ويبكي من أجل حقوق الإنسان فى إسرائيل.
الأخبار كاذبة والمعلومات المضللة.. هي العنوان الرئيسي لكافة تغطية محطات الأخبار المعروفة في الغرب وفي الولايات المتحدة الأميركية، وكأنها مخولة بإدارة الحرب الوحشية المدمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، أو على الأقل قامت بالتنسيق مع إدارات الحرب في تل أبيب وواشنطن على توجيه وتهيئة الرأي العام العالمي لدعم المخططات الإسرائيلية والأمريكية الخبيثة في المنطقة، وشيطنة منظمات ودول المنطقة وجرها إلى آتون حرب لا يعلم مداها أحد ولا يعرف تداعياتها إنسان.
الحرب على غزة أسقطت لمرة جديدة قناع الخداع والكذب للإعلام الغربي وانحيازه ضد القضايا العربية العادلة والوقوف إلى جانب العدوان، وهذه إحدى النتائج المبكرة للحرب الدائرة الآن.
محطة "سي إن إن" الشهيرة والتي مارست الكذب والدجل والتضليل الإعلامي ضد مصر وشعبها في ثورة 30 يونيو، تشارك أيضا في نشر الأكاذيب والتزييف في الحرب على غزة وانحيازها السافر ضد الفلسطينيين وحقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم من أجل حلم دولتهم المستقلة.
فقد انتشر فيديو لسي إن إن يظهر فيها المخرج يوجه مراسلة الأخبار والمصور عبر الهاتف، بأن يتظاهرا بأنهما تعرضا لصواريخ حماس عندما يقول لها "تلفتي حولك بطريقة تبدو فيها أنك مذعورة"...!
الصدمة الأكبر أن رئيس أكبر دولة في العالم وهو جو بايدن وقع في الفخ – سواء رغبة منه أو بسوء نية- وصدق مزاعم وأكاذيب الإعلام الغربي الذي يقوده أنصار إسرائيل وزعم أنه رأى صور لأطفال إسرائيليين يقوم مقاتلو المقاومة بقطع رقابهم..!
رئيس أكبر دولة يصدق الأكاذيب الإعلامية ويتخذ مواقف عسكرية وسياسية بناء على هذه الأكاذيب. رغم أن المتحدث باسم البيت الأبيض اضطر لتكذيب الرئيس ونفى الكذبة التي رددها بايدن دون أن يحدد مصدرها، واتضح بعدها على الفور أن جنديا إسرائيليا اخترعها ومررها على وسائل الإعلام المتعطشة لإدانة الضحايا الفلسطينيين.
صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية أيضا نشرت أخبارا غير موثقة عن عمليات اغتصاب للنساء قام بها المقاتلون الفلسطينيون.. رغم أن الصحيفة الأكثر انتشار في الولايات المتحدة تراجعت عن الخبر .
الاعلام الغربي الأعور الذي يتعامل مع الأحداث بعين واحدة تجاهل تماما المذابح الجماعية بالطائرات وابادة أحياء سكنية بكاملها وصب جل اهتمامه على فتاة ألمانية زعموا بأن الفلسطينيين قتلوها ، ثم اتضح أنها على قيد الحياة وأن أهل غزة هم من أنقذوا حياتها.
الواضح أن الإعلام الغربي بات مشاركا في الحرب على غزة وطرفا أصيلا متضامنا مع جيش الغزاة الإسرائيلي بتضليل الرأي العام حتى يصمت على المجازر الإسرائيلية
منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، والاعلام الغربي لا يراعي أبسط القواعد المهنية في ممارسة العمل الإعلامي ودخل على خط المعركة ضد العرب والفلسطينيين، منحازا طوال الوقت للروايات والأكاذيب الإسرائيلية مخالفا لأبسط قواعد المهنة التي تشدقوا بها كثيرا وخدعونا بها وابتزوا الكثير من مؤسسات الإعلام العربية بالدورات التعليمية والمحاضرات عن المهنية والتوثيق والتدقيق والمواثيق..!
فمن يصدق صحيفة عريقة كبرى مثل صحيفة "ديلي ميل" والتي تأسست عام 1896 ويزور موقعها الإلكتروني 100 مليون زائر شهريا ومتوسط عدد القراء يوميا أكثر من مليون قارئ، تنقل أخبارا كاذبة عن مراسلة احدى القنوات الإسرائيلية بأن مسئولين إسرائيليين قالوا "انهم عثروا على جثث لأربعين رضيعا برؤوس مقطوعة في مستوطنة كفار عزا." دون التدقيق من الصحيفة البريطانية، وهو أيضا ما قامت به صحيفة بريطانية معروفة آخرى هي" التايمز"
كتبت على صفحتها الأولى، "حماس تذبح حناجر الرضع"..! في الوقت الذي كشف فيه إعلامي إسرائيلي اسمه "أورن زائيف" على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي كذب ما حدث، مشيرا إلى أنه شارك في الجولة الإعلامية، ونافيا وجود أي دليل عن قتل حماس للرضع، وقال"الضباط الإسرائيليون لم يذكروا أي حادث من هذا القبيل".
الأمر الخطير والذي ينبغي الانتباه له وعدم الانصياع له وترديده ما تروجه وسائل الاعلام الغربية من تشبيه ما حدث يوم السابع من أكتوبر بما حدث يوم 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وخلط المفاهيم بين الإرهاب وحركات الكفاح المسلح لتحرير الأراضي المحتلة وفقا للمواثيق الدولية.
هذا هو الإعلام الغربي الذي يدير المعركة الإعلامية متضامنا ومنحازا للعدو الإسرائيلي إلى جانب الحرب التدميرية ومروجا لروايتها واكاذيبها بسبق الإصرار والترصد والتعمد..!
هي معركة إعلامية وإلكترونية تستدعي من الشباب العربي خوضها بشراسة تضامنا مع قضية الشعب الفلسطيني وما يجري من حرب الإبادة في غزة.