يصوت الأكوادوريون من أجل انتخاب رئيس جديد وسط أزمة انعدام الأمن وحروب دموية مستمرة على المخدرات وسلسلة من الاغتيالات السياسية التى كان آخرها ضد مرشح سياسى، وفى الوقت ذاته تستعد دول أخرى في أمريكا اللاتينية لاجراء انتخابات رئاسية وأزمات سياسية واجتماعية.
وهناك 4 دول تجرى انتخاباتها فى الفترة من نهاية 2023 الى 2024، وستواجه حكومات أمريكا اللاتينية سيناريوهات معقدة نتجت عن عوامل خارجية مختلفة، مثل التضخم المرتفع والركود العالمي الناجم عن الحرب في أوكرانيا، وتوابع وباء فيروس كورونا، والتي لم تنتعش المنطقة بعدها.
الاكوادور
يصوت الأكوادوريون من أجل انتخاب رئيس جديد وسط أزمة انعدام الأمن وحروب دموية مستمرة على المخدرات وسلسلة من الاغتيالات السياسية التى كان آخرها ضد مرشح سياسى، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المرشحون فى الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات الاكوادورية، هما المحامية لويزا جونزاليس (45 عاما)، ودانييل نوبوا (35 عاما)، الذين حضروا حملاتهم الانتخابية وهم يرتدون سترات واقية من الرصاص وسط مناخ من الخوف يسيطر على الدولة التى كانت مسالمة ذات يوم، وتعهد كلاهما بإعطاء الأولوية للعنف المتصاعد.
ومن سيفوز سيتم انتخابه لمدة 16 شهرًا فقط فى المنصب، مما يكمل فترة ولاية الرئيس الحالى جييرمو لاسو الذى دعا إلى تصويت سريع لتجنب المساءلة المحتملة بتهمة الاختلاس.
وفقا لاستطلاعات الرأى الأخيرة، فإن مصدر القلق الرئيسى للإكوادوريين هو الجريمة وانعدام الأمن فى بلد تضاعف فيه معدل جرائم القتل أربع مرات فى السنوات الأربع حتى عام 2022. وتم نشر حوالى 54 ألف شرطى للحفاظ على سلامة الانتخابات.
تعد هذه الدولة الواقعة فى أمريكا الجنوبية ملاذا بين مصدرى الكوكايين الرئيسيين كولومبيا وبيرو، وقد انفجرت أعمال العنف فى السنوات الأخيرة فى هذه الدولة الواقعة فى أمريكا الجنوبية، حيث تتنافس عصابات معادية لها صلات بالعصابات المكسيكية والكولومبية من أجل السيطرة.
ووفقا لآخر استطلاع نشرته شركة الاستطلاع "كومونيكاليزا"، سجل رجل الأعمال أكثر من 11 نقطة في نية التصويت لصالح حزب "كوريستا"، لذلك كان من الممكن أن تكون المواجهة حاسمة بالنسبة للتعيين في صناديق الاقتراع.
ويعتبر الاقتصاد وخفض الأسعار من أبرز التحديات التى تواجه مرشحى الرئاسة فى الاكوادور، وبدأ دانييل نوبوا كلمته بالقول إن الركائز الأساسية لتحسين الوضع الاقتصادي في الإكوادور هما تخفيض الأسعار في قطاعي الكهرباء والوقود.
الأرجنتين
تستعد الأرجنتين للانتخابات المقررة فى 22 أكتوبر، وهيمنت قضايا الاقتصاد والتضخم والديون المستحقة لصندوق النقد الدولي على أول مناظرة بين مرشحي الاستحقاق الرئاسي.
ويعتبر المرشح الأبرز سيرخيو ماسا وزير الاقتصاد السابق، الذى فى عهده بلغ معدل التضخم 124% خلال عام واحد، ولذلك فهو يتعرض للمزيد من الانتقادات، من منافسيه الرئيسيين الخبير الاقتصادي الليبرالي المتطرف خافيير ميلي الذي يناصب "الطبقة السياسية" العداء، ومرشحة ائتلاف يمين الوسط المعارض باتريسيا بولريتش، الوزيرة السابقة خلال ولاية الرئيس الليبرالي ماوريسيو ماكري (2015-2019).
وفي مداخلته ضمن محور الاقتصاد، اعتبر المرشح الليبرالي المتطرف، خافيير ميلي الذي تصدر نتائج الانتخابات التمهيدية أنه يملك الوصفة التي تمكنه من "تنمية الاقتصاد وإنهاء الفقر والقضاء على التضخم: معتبرا أن البلاد وصلت إلى الحضيض بسبب "الطغمة السياسية اللعينة".
واقترح مرشح "لا ليبرتاد أفانزا" "إصلاح الدولة وخفض الإنفاق العام بشكل كبير وتبسيط النظام الضريبي، وخصخصة الشركات الحكومية "الكارثية" وإغلاق البنك المركزي.
من جهتها ردت باتريسيا بولريتش مرشحة تحالف المعارضة "جميعا من أجل التغيير" التي حلت في المركز الثاني في الانتخابات التمهيدية الأخيرة ، بأن ميلي يسعى لجعل الأرجنتين "ملاذا ضريبيا" عندما قال إنه يريد إلغاء البنك المركزي، متسائلة كيف يمكن القيام بدولرة الاقتصاد في وقت لا تتوفر فيه البلاد على الدولار.
وفي السياق، اقترح ماسا ركائز لسياسته الاقتصادية تتمثل في إنشاء عملة رقمية أرجنتينية جديدة، وقانون جديد لغسل الأموال، وتشديد سياسة سعر الصرف.
وأظهرت غالبية استطلاعات الرأي التي جرت خلال الشهر الماضي نتائج متقاربة في توقعات المنافسة بين ميلي وماسا في الجولة الثانية المقررة في نوفمبر، وتصدرها خافيير ميلي مع نحو 33-35% من الأصوات، متقدماً على سيرخيو ماسا المتوقع حصوله على نحو 29-30%، تليهما بولريتش بفارق كبير مع نسبة تتراوح بين 25 و26%.
المكسيك
ففى المكسيك تتنافس امرأتان على رئاسة الدولة بانتخابات 2024 للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بعدما سمى حزب "مورينا" الحاكم رئيسة بلدية مكسيكو السابقة كلاوديا شينباوم مرشحة ، وأيضا مرشحة المعارضة سوتشيل جالفيس (60 عاما) بعد فوزها بالانتخابات التمهيدية لجبهة تضم ثلاثة أحزاب معارضة، وبذلك، يرجح أن تخلف إحداهما في 2024، الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
وفي استطلاع نشرته صحيفة "ريفورما" في 28 أغسطس، قال 46% من المستطلعين إنهم قد يصوتون لشينباوم في حال انخراطها في السباق الرئاسي، مقارنة بـ31% لجالفيس.
السلفادور
أما فى السلفادور فأن الانتخابات الرئاسية المقررة فى عام 2024 تسببت فى إثارة للجدل الكبير بعد ترشح الرئيس نجيب بوكيله لولاية ثانية فى الوقت الذى يحظر دستور البلاد توالى فترات رئاسية متتالية.
وتظاهر المئات في السلفادور احتجاجاً على ترشح الرئيس للانتخابات للمرة الثانية، وأيضا للمطالبة بإطلاق سراح "الأبرياء" الذين احتجزوا في إطار الحرب الشعواء التي يشنّها ضد العصابات الإجرامية.
وقال القاضي خوان أنطونيو دوران خلال مشاركته في التظاهرة إن "إعادة الانتخاب محظورة تماماً" بموجب الدستور.
وكان الرئيس البالغ من العمر 42 عاماً أعلن في سبتمبر 2022 أنّه سيترشح لولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في 2024، في قرار أعاد الجدل بشأن مدى دستورية مثل هكذا خطوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة