بعيدا عن كلام مُرسل عن نصرة مصر للقضية الفلسطينية، لأن هذا معلوم ولا ينكره إلا جاحد أو جاهل أو مُغرض، تأتى قمة القاهرة للسلام بشأن القضية الفلسطينية كموقف مشرف للدولة المصرية يُضاف إلى مواقف أخرى مشرفة منذ اندلاع الأزمة الراهنة.
نعم موقف مشرف وجاد، لأن القمة المرتقبة بمثابة سبيل مهم وفرصة ذهبية لحلحلة الأزمة بشكل عملى وفعّال على الأرض، خاصة أن مصر تقود تحركًا دوليًا ودبلوماسيًا وشعبيًا كبيرا للوصول لحل يحمى الفلسطينين من الخراب والدمار والقتل، ويمنع تصفية القضية الفلسطنينية، بل يمنع نشوب حرب إقليمية لا يعرف مداى خطورتها على المنطقة بأكملها إلا الله.
لذلك كلنا رجاء وأمل، في استجابة العالم والقوى الدولية والإقليمية لهذه الدعوة وتغليب لغة العقل، وإن كانت هناك بادرة أمل تلوح في الأفق في الاستجابات الدولية الكبيرة لدعوة مصر، وفى نفس الوقت هذه الاستجابات أرى أنها تعد شهادة ثقة في رؤية مصر وقياداتها السياسية وتؤكد أن مصر وسيط مُرحب به ومقبول، وتعكس أيضا دور مصر المحورى في المنطقة والإقليم، فلا يمكن الحديث عن حل أو تهدئة إلا من خلال الدور المصرى، والتجربة أثبتت ذلك خلال الأزمات منذ 1948، خلاف أنه معلوم أن مفاتيح الحل في أيدى مصر بحكم الروابط التاريخية والجغرافية والأخوة والدم، وبحكم أن مصر قوى إقليمية مؤثرة، وسياسة مصر الخارجية المعتدلة دائما، والتضامن الشعبى الكبير للقضية، والذى أعتقد أن كل هذا مؤهلات معطيات تزيد من الأمل في الحل.
فدور مصر ودعوتها لهذه القمة دور تاريخى لا ينسي وسوف يذكره التاريخ بحروف من نور لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني في أصعب المحن والظروف، وفى وقت يعانى من بطش العدوان الغاشم والمنتقم ويعانى من موقف مخزى للمجتمع الدولى يغمض عينيه عن معاناته القاسية، وعن جرائم المحتل الذى لا توصف إلا بأنها جرائم حربن بل حرب ضد الإنسانية.
فكلنا أمل أن تخرج هذه القمة بتوصيات ومخرجات تساهم في حل الأزمة، خاصة أن العالم كله يجب أن يعى حجم الخطر والكارثة لو تم تمكين الكيان الصهيوني من تنفيذ مخططه الخبيث من قتل وإبادة أو تهجير الشعب الفلسطيني، وارتكاب مجازر فى حق الفلسطينيين ونموذجا مجزرة مستشفى المعمدانى وغيرها من المجازر اليومية، ما يدفع إلى أن يتحول الصراع من صراع فلسطيني اسرائيلى إلى حرب إقليمية مفتوحة تأثيراتها في غاية الخطور على استقرار المنقطة بل العالم كله لأن الشرق الأوسط قلب العالم.
ورسالتنا.. على العالم أن يعى جيدا أن تداعيات الحرب على غزة ومحاولات تهجير سكان القطاع خطيرة للغاية، وعلى العالم أن يعى أيضا أن الغاشمين والمحتلين لا يرون إلا أنفسهم وأحلامهم وطموحاتهم حتى ولو كانت على حساب الإنسانية والعدالة.. لذلك نقولها بقوة أن قمة القاهرة للسلام فرصة ذهبية الكل رابح منها حال اغتنامها لصالح الإنسانية، فأهل غزة رابحون والقضية الفلسطينية رابحة والعالم كله رابح لأنه حمى نفسه من وقوع كارثة تهدد أمنه وسلامه في منطقة من أهم المناطق على هذا الكوكب.. حفظ الله فلسطين موحدة وحفظ مصرنا الغالية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة