لليوم الحادى عشر من عمليات "طوفان الأقصى" تتواصل الجهود المصرية لحقن دماء الفلسطينيين بالتوازى مع استمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة والذى يواصل قصف عنيف تستهدف في مجملها المنازل والأبراج والبنايات السكنية، موقعا آلاف الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
فيما تسعى مصر للحفاظ على أرواح المدنيين، تتواصل مع الشركاء الدوليين وفى هذا الإطار شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفى تلقاه من الرئيس الأمريكى جو بايدن، على أولوية حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
كما وجهت مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
وإلى أروقة الخارجية، حيث يواصل الوزير سامح شكري اتصالات دولية وإقليمية ولقاءات على جميع المستويات سعيا لوضع حد للتصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وتجنيب المدنيين ويلات الحرب، فقد شدد شكري خلال اتصال هاتفى مع فيصل المقداد وزير الخارجية السورى على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة في ظل الوضع المؤسف والمأساوي الراهن.
وخلال لقاءه بوزيرة الخارجية الفرنسية التى زور مصر، شدد شكرى على رفض مصر أية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية وضرورة العمل على توصيل المساعدات الانسانية والإغاثية للقطاع وتسيير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة.
ووقفت مصر حائط صد أمام المؤامرة الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، خلال العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة ، وتنظر الدولة المصرية للقضية باعتبارها إحدى دوائر أمنها القومى المباشر، ما دفع سلطات الاحتلال للتراجع رسميا عن تصريحات تهجير الفلسطينيين نحو مصر، لكن ظلت الفكرة ينادى بها مسئوليها على منابر الإعلام.
ولعقود تبنت مصر ثوابت تجاه القضية الفلسطينية تضمن حق الفلسطينيين المشروع فى اقامة دولة مستقلة، لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
الموقف المصري ليس وليد اللحظة فلدى مصر دور تاريخي تجاه القضية الفلسطينية والأشقاء فى غزة على مدار عقود ماضية، فقد نجحت فيه الدولة المصرية على مدار السنوات، فى وقف اطلاق النار وإعادة القطاع إلى الهدؤ الأمنى فى جميع الحروب الإسرائيلة الخمسة فى قطاع غزة (2008، 2012، 2014، 2021، 2022) ، هو نفسه الدور المعهود الذى تلعبه القاهرة منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" قبل نحو أسبوع وما تلاها من هجوم إسرائيلى غاشم على مدنى غزة.
وتنظر مصر للقضية الفلسطينية ليس باعتبارها دائرة من دوائر سياساتها الخارجية فحسب، بل قضية تدخل فى حسابات أمنها القومى المباشر، لذلك أفردت الإدارة المصرية جهدا نشطا متعدد المستويات والأبعاد، لحدمة ملفات القضية الفلسطينية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيليى - الفلسطيني من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وتحرص الجهود المصرية على تغطية كافة مراحل القضية الفلسطينية، وهى مرحلة الصراع والوصول إلى تسوية سياسية سلمية، ثم مرحلة ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية، وتتعدد الجهود المصرية على كافة الأصعدة، أى الصعيد السياسى والاقتصادى التنموى والأمنى وكذلك المجتمعى - الإنسانى.
وبالتزامن مع الحل السياسى، فقد قدمت مصر أيضا دعما إنسانيا، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسي، بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين الشقيقة، وانطلقت قوافل التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة نحو القطاع، وتضم قرابة 106 قاطرة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن ألف طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية بجانب مايزيد عن 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك لدعم الأشقاء فى فلسطين جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
فى وقت يترقب فيه العالم تهدئة، هددت فيه إسرائيل بتنفيذ عملية هجوم بري على القطاع، بعد أن قطعت عن غزة أدنى سبل الحياة، الكهرباء والمياه وقامت بتهجير قسري لهم نحو الجنوب، ارتفع تعداد الشهداء الفلسطينيين لأكثر من 2500 شهيد، بعد أن أعلنت مصادر فى مستشفيات قطاع غزة، الثلاثاء، استشهاد 74 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، جراء القصف الإسرائيلى المستمر طوال الليل، والذى استهدف عددًا من المنازل على رؤوس ساكنيها فى رفح وخان يونس وفى دير البلح بجنوب ووسط القطاع، الذى يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق لليوم الـ 11 على التوالى.
من جانبها أعلنت المقاومة الفلسطينية ، أنها وجهت ضربة صاروخية بأكثر من 100 صاروخ استهدفت مدن ومحيط غلاف غزة، وقالت الحركة إن الصواريخ استهدفت سديروت، عسقلان، أسدود، بئر السبع ونتيفوت وصولاً إلى تل أبيب والقدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة