في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة كلها، ويتأثر بها العالم بأسره، ظهر المعدن الأصيل للشعب المصري العظيم، الذي استجاب على الفور لمجرد أن أشار القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الدولة الجسور إلى أن الشعب سيخرج بالملايين للميادين ترجمةً عن مشاعره ووجدانه الثابت نحو القضية الفلسطينية باعتبارها قضية كل عربيٍ، وتأكيدًا على أن تراب الوطن يفديه ويرويه بدمائه الطاهرة.
إن العزيمة المصرية التي ترجمها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه تؤكد أن أطياف الشعب ومؤسسات الدولة يقفون خلفه ويؤيدون ما يتخذه والمؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية من قراراتٍ وتدابيرٍ وإجراءاتٍ يحمي بها أمن مصر القومي التي لا تهاون في المساس به بشتى الطرق؛ فقد أعطى الشعب المصري لقائده الهمام من قبل التفويض لاتخاذ ما يلزم، وقام بكل جرأةٍ بتجديده اليوم.
ومنذ أن تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إدارة شئون البلاد، شهد شعبه إنجازاتٍ على الأرض لم يشهدها من قبل، وهذا ما حقق الثقة المضاعفة في سيادته؛ لأنه صاحب فكرٍ استراتيجيٍ بعيد المدى، لا يضع مسكناتٍ لمشكلةٍ من المشكلات؛ لكنه يستأصل جذورها بحلولٍ مبتكرةٍ تدل على خبرته العميقة التي استلمها واستمدها من مؤسسةٍ تُعد مصنع القادة والرجال المخلصين.
لقد تبين بما لا يدع مجالًا للشك أن الشعب العظيم يمتلك وعيًا صحيحًا تجاه ما يجري على الساحة الداخلية والخارجية، وأنه يتابع بكثبٍ مجريات الأحداث، وبرغم التحديات التي تمر بها البلاد والعالم؛ إلا أن الشعب ضرب ملحمةً في الصبر والشراكة والمحبة والتعاون والتضافر والتكافل بما حقق الخروج من حالة العوز إلى حالة العزة والكرامة، وهذا في السلم؛ فكيف في المحن وهو شعبٌ مختبرٌ من ذي قبل، وقد اثبتت الأيام مدى عِشقه لترابه وتضافره مع قيادته.
ويُعد تمسك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بموقفٍ ثابتٍ تجاه القضية الفلسطينية شاهداً ودليلاً على معرفته بوجدان شعبه العظيم، وأن صفة الثبات والرسوخ وتفعيل قوة القانون من خصائص القائد الباسل، الذي يعي ما وراء المخططات والمآرب التي ترغب في النيل من مقدرات الدولة وسيادتها، وتحويل بقعة الصراع من الخارج إلى الداخل، وهذا لن يحدث بفضل قيادة سياسية رشيدة بما تعنيه الكلمة من معني.
نشهد لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ببُعد النظر وقوة البصيرة عندما عضد من مقدرة الدولة العسكرية في مواقيتٍ كانت الدولة تواجه تحدياتٍ اقتصاديةٍ؛ لكن الأمن القومي مُتطلبًا إنسانيًا رئيسًا، تستحيل الحياة بدونه؛ فالشعور بالتهديد يعني انهيار النسق القيمي للشعب المصري الذي يدافع عن عِرضه وأرضه بكل قوةٍ ويبذل في خضم ذلك كل غالٍ ونفيسٍ، ولنعلم أن الشعب صاحب الهوية لا يخاف ولا يخشى الموت.
لقد بُذل في أرض الفيروز الدماء الذكية، وتكبدت مصر خسائر يَصعُب حصرها، في سبيل تطهيرها من الإرهاب وجماعات الظلام أصحاب المخططات التي تدمر ماهية الدولة، وتعصف بالوطن؛ لغاياتٍ فكريةٍ غير سويةٍ، لا تتسق مع أصالة الشعب وحضارته العريقة، وقامت الدولة تحت رعاية قائدتها بتعمير الأرض الطاهرة، كي يتم الحفاظ على الأمن من خلالها؛ فلا مجال للمزايدة أو التنازل على ذرة رملٍ واحدةٍ، بغض النظر عن المبرر.
لن تنال الشعوب حريتها بدون مواجهة وبذل للدم والنفس، وما نؤكد عليه مع ما أشار إليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة أن يتحمل الشعب الفلسطيني ويصبر ويثبت ولا يتنازل عن قضيته الكبرى، ليهجر أرضه باحثًا عن مأوى تنتهي فيه هويته وتسقط فيها حريته وأمنه وأمانه، ويفقد قيمه التي تأصل عليها وتوارثها جيل بعد جيل.
ولا ريب من أن الفتن تُساق إلى مصر بكل قوةٍ عبر الفضاء الرقمي وأبواق الخزي والعار؛ لكن المضاد الذي يفتك ويدحر هذه الفتن يتمثل في تنامي الوعي لدى شعبنا الكريم، وهذا ما ساهم في إخمادها وإبطال مخططات التخريب المتواصلة؛ فما يحدث الآن دلالته واضحةٌ لترسيمٍ جديدٍ للشرق الأوسط، نرفضه وندرك مخاطره، وتتأتى قوتنا من امتلاك الدولة السيف والدرع الحامي، والقيادة صاحبة المبدأ الثابت، والشعب المصطف خلف قيادته ودولته العظيمة.
سنصطف خلف قيادتنا حبًا وتقديرًا لها، وعشقًا للدولة وترابها، وولاءً لها، وإعلاءً لقيم الإنسانية السمحاء، وحفاظًا على مقدراتنا، وتمسكًا بقيمنا التي نؤمن بها ونعيش على أثرها، ومن أجل الحفاظ على أمن مصر القومي نفوض السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي باتخاذ ما يلزم من إجراءاتٍ وتدابيرٍ.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.