رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو قرر الانتحار على طريقة أسطورة " شمشون" الإسرائيلي في العهد القديم.. نتنياهو يدرك الآن أن لا مستقبل سياسي وأن مصيره بعد أن تنتهي الحرب الدائرة على غزة والشعب الفلسطيني يشبه نهاية قادة إسرائيل بعد حرب أكتوبر 73 بالاستقالات والتقاعد عن مناصبهم واعتزالهم العمل السياسي.. أشباح جولدا مائير وموشيه ديان وديفيد اليعازر وايلي زعيرا وجونين تطارده منذ عملية السابع من أكتوبر.
المجازر الإرهابية البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في غزة بتعليمات نتنياهو تثبت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر الانتحار بسفك مزيد من الدماء الفلسطينية وقتل الأبرياء وقصف المستشفيات والمدارس و مخاز الوقود والطحين والمواد الغذائية وجر المنطقة الى آتون حرب مدمرة بدعم سافر من الولايات المتحدة الأمريكية.
المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بقصف المستشفى الأهلي المعمداني وهو آخر مستشفى مسيحي في غزة استشهد فيها أكثر من 500 شهيد ومئات من الجرحى، هدم الجيش الصهيوني المستشفى على جثث الجرحى من الأطفال الأبرياء وأباءهم وأمهاتهم بدم بارد وبتوحش لا انساني ولا حتى حيواني تفوق ما زعموه في محرقة " الهولوكوست" التي يطاردوا بها الغرب ويبتزونه منذ الحرب العالمية الثانية.
الجنون والهوس الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والمدعوم من واشنطن يدفع بالمنطقة الى حافة الهاوية والى حرب لا نهاية لها سيدفع ثمنها الكيان الصهيوني نفسه وقادته المتعطشين للدماء والذين لم يبالوا بالقوانين والتشريعات والمواثيق الدولية ولا بأبسط القيم الإنسانية في حرب غير شريفة ضد العزل من المدنيين الأبرياء. إسرائيل لن تحقق الانتصار على حساب إرادة الشعوب مهما كانت أعداد الشهداء ومهما بلغ حجم التضحيات ومهما كان حجم الكارثة الإنسانية... لن تجني سوى العار والخيبة بالاستقواء العسكري ضد المدنيين من الأطفال والنساء وضد المستشفيات والمدارس ومخازن الطحين والغذاء والوقود ومحطات الكهرباء ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
نتنياهو يراهن على الغفلة الغربية التي غاصت في مستنقع الأكاذيب الإسرائيلية، لكن مجزرة " الهمداني" بالأمس أفاقت شريحة كبيرة من الرأي العام الغربي وبعض قادة أوروبا و فجرت الغضب العربي والإسلامي في الشوارع والميادين.
شمشون الإسرائيلي الآن يدمر " أعمدة المعبد عليه وعلى الجميع" ويخوض حربه البشعة الإرهابية الأخيرة... والشعب الفلسطيني في غزة في انتظاره لكتابة نهايته، كما كان في انتظار شمشون الأسطورة في العهد القديم.