فى مؤتمر حكاية وطن، جاء حديث الرئيس صريحا وواضحا ينم عن رؤية صادقة وعزيمة صلبة نحو مستقبل مشرق رغم كل التحديات، وقد ذكرنا في مقال أمس والذى جاء تحت عنوان "حكاية وطن وقصص نجاح مُلهمة.. مصر تحلم وتُحقق" وتحدثنا عن ضرورة أن يعتز كل مصري ببلده - مصر- التى قهرت التحدى بالصمود وبالحسم والإرادة، لتبقى وتبنى وتُعمر، بعد إن كان مخطط لها السقوط والانهيار، وما نود الإشار إليه في مقال اليوم، مطلب رئيس وزارء مصر الدكتور مصطفى مدبولى المصريين بضرورة الثقة في المسار، وأعتقد أن هذا الأمر في غاية الأهمية، لأن إشكالية مجتمعاتنا ما بعد 2011، هو فقدان الثقة، خاصة بعد توظيف سلاح الشائعات واعتماد قوى الشر على بث الخوف والقلق بين الناس.
نعم هز الثقة في النفوس من أكبر الأخطار التي تواجه أى مجتمع، سواء على مستوى الأفراد، أو على مستوى المؤسسات، وكذلك على مستوى مسار الدولة وتوجهها، لأن حال وجود ثقة بين أفراد المجتمع تجعلهم ينظرون إلى بعضهم بنبل واحترام وتقدير، فيغلبون الصالح العام على الخاص، ويتضامون ويتكاتفون، ويكون مزاجهم العام كله رضا وقبول، أما عند فقدان الثقة فقطعا يحل التوتر والقلق والتخوين والتشكيك، وتسود الأنانية، ويكثر اللغط وتزيد الأكاذيب والافتراءات، ويصبح المجتمع في حالة تربص مستمر، ويتصور الناس أنهم يعيشون حياة لا تُطاق.
لذا.. علينا الانتباه لأهمية الثقة في المسار، لأن فقدان الثقة – يا سادة - كارثة حقيقية تهدم أي مجتمع.. وإن صناعة الوعى مسئولية حتمية يشترك فيها المواطن والحكومة وكافة المؤسسات المجتمعية، لأن الحفاظ على كيان الوطن ومؤسساته واجب على الجميع، ومواجهة حملات هز الثقة وإثارة البلبلة فرض أيضا على الجميع، خاصة عندما يتعلق الأمر بمستقبل الوطن وأبنائه وقيمه وثوابته وأخلاقنا الجميلة..